Rechercher dans ce blog

lundi 30 mars 2020

مقال بعنوان " نصيحة أمام الأحداث ـ الرأس مالية إلى زوال ـ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري





نصيحة أمام الأحداث

ـ الرأس مالية إلى زوال ـ





لا شك أن الرأسمالية المتوحّشة في موت سريري غير معلن والأمر معاين عند البسيط العامي قبل الإقتصادي أو السياسي، فالإنهيار وشيك والصدمة ستكون أكبر ممّا يُتوقّع والأحداث تتسارع منذرة بكارثة عالمية يكون صداها زلزال على مستوى المجتمعات الغربية والعربية لتشابك السياسات والتبعية للقوي.
 لكن إن زالت القوة الإقتصادية ليس بالضروري أن تزال القوة العسكرية للرأسمالية، بل ستكون متوحّشة كالدب الجريح وستبطش بكل من ساهم ولو ببارودة لإزالة ملكها، إذ الرأسمالية مملوكة للوبيات المال والسلاح والدواء، والثلاثي استعبد العالم باسم الاقتصاد المتماسك الناعم إذ من خلاله سيطر على عقول وجيوب الناس داخل حدوده وخارجها، فاستبعد الداخل بالضرائب والمكوس، وهيمن على الخارج بالقوة والسلاح وتصدير الأكاذيب، فزوال الغرب حتميّ ومن السنن، ونظرية ابن خلدون في مقدّمته تثبت ذلك من حيث كيفية زوال الإمبراطوريات، لكن على المسلم أن لا يكون ساذجًا من حيث الاستخفاف بالارتدادات التي ستكون من خلال هذا الزلزال والفراغ الذي سيحدثه هذا الانهيار لدول إلى حد الساعة مهابة ومهيمنة على العالم. أذكر أنني كتبت شيئا عن حديث شريف في باب الملاح الكبرى وكيف ستكون هدنة مع بني الأصفر من باب المصالحة، والقتال جنبا لجنب ضد عدو مشترك، ففي الحديث بشرى لمسلمي ذلك الوقت وأقول مسلمو ذلك الوقت وليس كمسلمي هذا الزمان، إذ في الحديث صورة لهم مبنية عن معنى أخوة الإيمان وأن بتوحّدهم سيأبون تسليم من قتل رافع الصليب عندما نادى بنو الأصفر بدمه فرد حينها المسلمون بـ: لا،  فحالُ ذلك الزمان ليس كحال اليوم إذ يُسلَّم من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا لأمريكا.
فإن هذه الأحداث التي نعيشها اليوم معاينة ولمسًا وما شهدناه بالأمس القريب حتى ظننا أنّ امبراطورية الظُلم في تمدد غير منتهي حتى أرجعنا ربنا إلى قوّته وعرّفنا بسننه وأن القوّة لله جميعًا وأن الملك ملكه يأتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء، وأنّ كل ذلك بمقدار، مقدار العدالة والحق لا غير وعلى المسلم اليوم أن يكون ذو عقل وبصيرة وحكمة خاصة، وأن يستنتج ويتّعض من فشل وانهيار عدوه ويأخذ الدروس والعِبر حتى يعيد بناء نفسه على النمط الإلهي لا الغربي المتهالك ويرجع إلى دار الإسلام إيمانًا وعلمًا وعملًا، لأن الزلزال سيحدث فراغا هائلا يتخلّله هرجًا ومرجا وفتنة تصيب العاقل قبل الحيران والمتعلّم قبل العامي البسيط، وأن يستعد المسلمون لملئ هذا الفراغ من حيث فرض أمر الواقع بالقوة والسلاح لا غير حتى تكون لهم شوكة تقلل من ارتدادات الإنهيار القادم، فالغرب سيحاول المجيئ بقوّته بخيله وخيلائه وإن زال اقتصاده، فالإنهيار سيجعله عرضة وفريسة سهلة لسهام التوحيد وسيخرج الدّب الجريح إلى أرض الملاحم ليلقى حتفه وهذا وعد الله للثلّة الصابرة المقاتلة المحتسبة وكيف سيهين الله قوّة الرأسمالية على يد الموحّدين، وهنا لفتة عجيبة، فالمال مال الله وتوعّد أنّ من سينفقه في غير سبيله سينتقم الله منه ومن أمانته (المال) على غرار القوّة والتمكين إذ تعهّد، فعلى أهل التوحيد اليوم أن لا ينجّروا واسعا في فهم ما يدور، وأنّ عليهم فهم تدبير الله لعباده المخلصين وأنه سبحانه وتعالى تكفّل بالدفاع عنه ولكن البعض منا جاهل بسننه ولا يرقب إلا استعجالا للأمور، فدونك الحديث أيّها المسلم: "ولكنكم تستعجلون "، وكل هذا لا يكون إلا بحسن الظن بالله، فنصيحتي للبعض وإن اختلفنا في المفاهيم والتفاصيل لما يحدث، أقول:  دعوا الأمور فهي مأمورة بإذن الله والأحداث مكر لعباده الموحّدين، فالمسمّيات وإن كانت فيروس كورونا أو أخرى فإن كل هذا بتدبير الله لمحق الظلم والظالمين، وعلى الإخوة أن يحسنوا الظن بالله وأن يثقوا بنصره الموعود. 
والسلام عليكم

=================
كتبة نورالدين الجزائري
بتاريخ 6 شعبان 1441 الموافق ل 30/03/2020






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire