Rechercher dans ce blog

samedi 23 février 2019

مقال بعنوان " مظاهرات الشباب الجزائري وسقف المطالب " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



مظاهرات الشباب الجزائري وسقف المطالب


لاشكّ أن ما يجري اليوم في #الجزائر من مظاهرات "سلمية" وإن قارنها البعض بأنها شبيهة كتلك التي مرّت ببلدان الربيع العربي من حيث المطالبات الوضعية فهذا من حق البعض أن يراها طبق الصورة الاصلية ومن الخراج التي آلت إليه الأمور بعد هذه المظاهرات من رجوع البعض إلى الحضائر صفر اليدين ، فالمظاهرات من الإسلام ومن صلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفي هذا الباب من البحوث و المقالات ما يكفي ويشفي، ولابد منها وبقوة في ظل الحكم بغير ما أنزل الله عند الاستضعاف حتى تُكسر الحواجز النفسية وهيبة الظالم أمام المطالب المشروعة، فمن السياسة الشرعية المطالبة بالحياة الكريمة ، فذلك الأعرابي الذي وقف لمعاوية - رضي الله عنه - في صلاة الجمعة بسيفه مطالبا إيّاه بالمال وانه للمسلمين ولا غير، فبارك معاوية عمله وقال له قد أحييتني أحياك الله، ولا مقارنة في ظل حكّام اليوم الموالين للأعداء وكيفية تغيير الشعوب لمآرب المستعمر ولخدمه ممن يحكم بلاد الاسلام، فالتظاهر حق مشروع وهو من باب الأمر بالمعروف ومن حقوق الرعية على الراعي أن يذكّروه بالعقد الذي بينهم وبينه، فصحيح أن هذه الأمور أصبحت غريبة وغير جادة في ظل حكم الطاغوت وجنده وأعوانه، فقد يراها (المظاهرات) البعض على أنها وسيلة للتذكير بالاستحقاقات ويراها البعض الآخر أنها من العبث، لكن في الامر حل ما لم يطرأ على ذلك مُحرّما أو حراما، فالمطالب اليوم لابد أن تكون ذات سقف وأولويات شرعية معلومة، ففي ظل حكم الطاغوت على من خرج للتظاهر أو لانتزاع الحقوق فمن رأس مطالبه الحكم بما أنزل الله ولا غير، وأن يسعى لذلك ولو أدى به إلى الهلاك فإنه قد يُعذر عند الله ورحمة ومغفرة.
ولكن ما نراه اليوم وهذا الخروج للتظاهر فلابد له من دراسة واقعية وعقلانية لمَشَاهده، فكل بلد يختلف أبناؤه عن البلد المجاور وذلك لأسباب معروفة معلومة، فالشعب الليبي غير التونسي أو المغربي ناهيك عن الجزائري، فالجزائر شهِدت تغيّرا جذريا في بنية الإنسان في هذا البلد، فلابد من الرجوع إلى أصل بناء الشاب الجزائري المولود في التسعينات (العشرية السوداء) وكيفية سلخه من محيطه الإسلامي بدءًا بجعل حدود نفسية بين من عاش إرهاب النظام الجزائري في التسعينات ومن لم يعاين ذلك وكيف استثمر العلمانيون في الشباب، لكن الحمد الله وبقدره شاء الله أن يخيّب الطغاة ويرّد ايديهم لطما بعد أن كسر هذا الشباب حاجز الخوف في ٢٠١٠ وقبل أحداث الربيع العربي، ثم استثمر فيه هذا النظام بالأموال والمجون المصنّفة، لكن شاء الله أن يعود هذا الشباب ويطالب بحقه في العيش وهذا أمر مشروع مطلوب وإنها لخطوة أولى لما ستؤول إليه أحداث ومظاهرات الجزائر كوني من المراقبين لهذا المجتمع.
فالبعض ربما يرى أن الشباب حرّكته قِوى سياسية أو شخصيات بقناع وأجندات، فمن لا يعرف الشعب الجزائري فيمكن أن يهرف من دون أن يعرف، والذي تحرّك في هذه المظاهرات إنما صنف مثقّف وواعي من حيث العبث الذي عشعش في الجزائر من حاكم إلى ابسط عامل في سلك الطغيان، ومحرّك هذه القوة وسائل التواصل الإجتماعي أوّلا من حيث التخطيط والمناداة بالخروج للتظاهر ضد عبث فئة ومافيا مال وأعمال، وثانيا إمكانية إصلاح ما تبقى في ظل رؤية انهيار شبه تام للجزائر ولاستنزاف خيراتها من طرف جنرالات فرنسا وأبنائهم وأعوانهم، فالبعض ينقم على أن لابد أن تكون الأمور بالصدام المباشر مع الحكّام وعساكرهم وأعوانهم من دون سابقة تخطيط ولا عدة، فالأمر شبيه بالانتحار على أسوار برلين، فالاندفاع لا بجلب إلا الويلات والخسران، ولكل مرحلة نظرتها ونتائجها، ولكل تجربة عدّتها ورجالاتها، فإما صداما مخططا له وإما مهلكة أخرى لشباب الإسلام في ظل غياب التوجيه ورجال الوغى الحق، لذا فعلى المسلم أن يكون من أهل المراحل في إزالة الطواغيت وكل حسب قدرته إلى أن تتكون قناعة على أن من كان عدوا للإسلام فلابد من إزالته كما أعدّ هو العدة لإطالة أمد صموده وقعوده على صراط الحق، فالصدام آت لا محالة ولابد أن يُتهيّأ له إن أسرّ الحاكم العبث بالحكم بما أنزل الله ..
السلام عليكم

======================
كتبه المدون نورالدين الجزائري

بتاريخ 18 جمادى الثانية 1440 ه الموافق ل 23/02/2019






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire