Rechercher dans ce blog

mercredi 13 février 2019

مقال بعنوان " نصر أمريكا المزعوم " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



نصر أمريكا المزعوم ..

‏ لمّا تقرأ للصحفيين والمراسليين الغربيين المختصين في شأن الحرب القائمة بين الدولة الإسلامية وجيوش بلدانهم تدرك أنهم الحربة في تشويه الحقائق والمغالطات وإعطاء صورة مشوّشة وكاذبة عن حقيقة الصراع القائم؛ فجلّهم يرى الهزيمة نمطية وكأن الحرب بين جيشين، وقليل من يحذّر بأن هذا الصراع طويل النفس والأمد وأنه صراع كسر للإرادة والعزائم والنيل من قوة الآخر عبر تكتيكات دقيقة لا يمكن أن يفهم لبّها إلا من درسها وعايشها وخاض في أزقّتها الصعاب والمهالك، ولاشك أن في الأخير لن يبق في خنادق المعركة إلا من كان له النفَس الطويل والصبر على الجراح وفقدان الخلّان، إنها ضوء لذلك النفق المظلم الذي أدخلوا المسلمين فيه عنوة وبسواعد المرتدين والمنافقين من هذه الأمة، وقد علمت جيوش الصليب وعلى رأسها أمريكا أن لو وصل ضوء المصباح إلى أواخر النفق فإن كل شباب الأمة سيقبس ويسطع من نوره وحينها لن ترحم هذه الأمة أصحاب السلام ناهيك عمن عبث وشلّ أركان النهوض ..
‏فاليوم امريكا تعلن نصرها على المدن المُدمَّرة، تعلن نصرها على الأطفال والثكالى، تعلن نصرها للمستضعفين والعجزة، تعلن نصرها على شيء لا يدخل في الحسابات الطويلة، أمريكا ما وصلت إليه إلا بعدما تحالفت مع العالم بأسره لصد الإسلام المنزّل، وهذه حكمة ربانية حتى يعلم الناس حقيقة الصراع ، صراع ما بين الحق والباطل، صراع ما بين الصدق والنفاق، معركة بين الثابت والحائل، معركة من تلك المعركة بين الإيمان والكفر، فأمريكا جيّشت القريب قبل البعيد، وأغرت الصديق قبل العدو، حتى لا يكون لإسلام النبيّ وصحابته أثر بعد عين في بضع قرى ومدن، فالكل اليوم ينسب النصر لِلَولاه ما انتصر المجتمع الدولي على الإرهاب، فالكل له منفعة في تأخير أن لا فرق بين معلوم ومجهول إلا بالتقوى، وأن لا حزبية ولا جماعة إلا تحت الحاكم والشورى، والكثير هلّل لنصر أمريكا من أجل الإبقاء على زعامته وصيته في المجتمعات الغربية كانت أم الإسلامية، لكن النصر ليس بالسطو على معتقد الأمة ولا على موروثها العقدي والفقهي، ولا على أكوام الحجارة المخلّفة في المدن والقرى المدمّرة، ذلك نصر مرحلي ولن يُكسَر عزيمة، إنها وقعة أحد جديدة وتحقيقا لقوله:{ ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الأعلون إن كنتم مؤمنين}، ومعارك المسلمين عبر التاريخ دروس وعِبر، ولم تُذكر هزيمة لأهل التوحيد ولم تذكر كتب السير والمغازي أن المسلمين انهزموا ولم يعيدوا الكرة للظفر والنيل من أعدائهم، فالحرب سجال، كر وفر، فاليوم نصر على الحجارة ودماء الأبرياء وهزيمة أمام الإصرار والعزيمة، وأمريكا تدرك أنها انتصرت على المادة لا الروح التي تقاتلها في كل مكان إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ..
السلام عليكم

===================
كتبه: نورالدين الجزائري
بتاريخ 07 جمادى الثانية 1440 هـ الموافق لـ 07 /02/2019




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire