Rechercher dans ce blog

mardi 3 octobre 2017

مقال بعنوان " نهاية حكم آل سعود " بقلم المدون نورالدين الجزائري


نهاية حكم آل سعود


انّ العقل يمنع صاحبَه من ارتكاب ما يقبُح من المفاسد، فالعاقل مُتّزن في سلوكه فهمًا وقولًا وفعلًا، فعقله ميزان تصرفاته الذاتية ومع اقرب الناس وعامتهم، واذا كان الانسان لا يؤخذ منه ويُرد الّا برجاحة عقله وسؤدد اخلاقه فكيف بمن لا عقل له في حياة النّاس عامة ومع خاصّته خصوصًا، وكم من مجنون عاقل في تصرّفاته وكم من عاقل مجنون في انجزاته، فمن رُفِع عنه القلم فهو معلوم الجنون، ومن كان معتوها وسفيها فهو في خانة الحالات النفسية، فالشرع اجاز هنا على أنه يُحجَر على مثل هذه الحالات كما يُحجَر على الصبي والمجنون، ولا يجوز في اي حال من الاحوال ان يتقلد مثل هؤلاء منصبا وضعيا يحتاجُ الناس إليه، ناهيك عن الولاية الصغرى مثل بلد من بلدان سايكس-بيكو، وابعد ان يكون من الولاية الكبرى وفي ذلك طعن في الدين والامانة.
واذا كان الشارع الحكيم اجاز الحجر عن مال المعتوه والسفيه خوفا من تصرفاتهما فيه فكيف بتصرفاتهما اليومية سلوكا وخُلُقًا، وكم من سفيه ومعتوه يحكم الاُمّة من مغربها الى مشرقها بجنون ومشاغبات صبيانية، استلموا الحكم من اب عن جد، لا يرقبون في متطلعات الرعية حقًا ولا عدلًا، يتصرفون في الحظائر تصرف الذئب في قطيع الغنم، غير آبهين بوصية الراعي على القطيع، فابن خلدون -رحمه الله تعالى- قد بيّن كيفية نشأة الدول وزوالها، وقال بفنائها كما يفنى عمر الانسان، ولذلك ادلّة من الوحيين، فعند بداية الزوال يتراءى عيب الانسان من هرم ومرض وفقدان للذاكرة والحواس، وكذا عمر الدول اذا شاخت اصبحت معرضة للنهش الداخلي ولأنياب العدو الخارجي، فما بناه الاجداد يصبح عرضة للامبالاة والفساد، فمن استلم الحكم بعهد او ولاية غير الذي اخذه بحق السيف والبيعة وحافظ عليه بالدم والنشأة والتربية، فابن خلدون يقرر أنَّ هناك للدولة خمسة أطوار ، وأربعة أجيال أسرية : فالأطوار (مرحلة البداية والتأسيس ، توطيد الحاكم نفوذه إلى أن يصبح حاكماً مطلقاً ، يبعد نفسه عن عصبيته ، يعتمد على المرتزقة في الدفاع عن الدولة ، المرتزقة تقضي على الملك)، فاليوم نحن امام حكم المرتزقة تحكم البلاد العربية والاسلامية، وما الشرعية الدولية الّا اسياد الارتزاق لدول سايكس-بيكو، اوزعوا الى جنودهم فيها للخراب الممنهج والمقنن دوليًا، وشجّعوا المجنون والمعتوه والسفيه على الحكم حتى يُسهِّل عليهم الحجر على سياسته واموال بلده وخيراته .
فأمريكا اليوم ومن ورائها دولة صهيون والغرب بصفة عامة راضين عن مثل هؤلاء السفهاء الذين يحكمون بلاد الاسلام، فـ "قادة" الاُمّة اليوم لا يتنفسون الّا من فم البيت الابيض، ولا يتحركون الّا بعضلات صهيون، فالاحداث الاخيرة عرّت لباس هؤلاء جميعًا وبيّنت عورتهم امام ابناء الاُمّة، وجعلت منهم اضحوكة العاقل على المجنون او المعتوه والسفيه، وما تسللهم للحكم وتثبيته الّا على انقاض وجراح المسلمين، فالتوريث في الحكم من دماء المظلومين وعلى اجساد الفقراء والمحرومين، فالعِبر كثيرة والقصص مثيرة، ففي منطقة الشرق الاوسط اليوم من الحكاية ما تُنفر منه حكمة العرب في السياسة، فابن زايد قضى على ابن زايد لتولي الحكم، وابن سعود قضى على ابن سعود لتولي العهد، واذا اقتتل افراد الاسرة الواحدة على المال والتركة فسلام على صلة الرحم واسس العائلة، فما بالك على الحكم ومن يخدم العدو بإخلاص وجدارة ليتم له الملك و السيادة، فعندها تكون الخيانة سياسة وحكمة للوصول الى سدة المنصب والرئاسة، فما على من يسبّح حول العرش الّا ان يبارك التولية ولا يخرج عن اطار "البيعة" حتى لا يلقى مصير الرعية في الحرمان او الاسر والطرد من الرحمة .
فابن سلمان اليوم من يحكم المملكة فعلا بعد ازاحة خصمه ابن نايف ومرض ابيه وكِبر سنه وخرفه كما يشاع، فالرجل بعد استلام ابوه الحكم في 2015 من اخوه عبد الله بعد وفاته، اِلتهم الحكم وشغل عدة مناصب في ان واحد من رئاسة الوزراء الى وزارة الدفاع، فهو المهندس لعاصفة الحزم الاستزافية، وهو وراء إبعاد رموز السرورية من الطريفي الى العويد مرورا بالسكران واخرين، وهو مهندس إلغاء هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واستبدالها بهيئة الترفيه والطرب والغناء واللهو، وهو صاحب تفعيل بروتوكولات راند الرامية الى تقريب انصار امريكا من الدعاة كالسديس و الشتري وابعاد بعض رموز السلفية من دوائر النصح في الديوان الملكي واستبدالهم باكثرهم انفتاحا وتبعية فكريا لامريكا واسرائيل والاخطر من كل هذا فالرجل يرمي عند توليه الحكم الغاء هوية الدولة الروحية والمتمثلة في الوهابية نسبة الى مؤسيها الروحي الشيخ المؤسس محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى وقدّس روحه.
ان تثبيت حكم الرجال والدول منوط باخلاقيات الحاكم ورجالاته المخلصين وبالاستقلالية في السياسة والحكم والمشورة، ومع كل هذا فانّ اعمار الدول والامبراطوريات لا يتجاوز مداها القرن ونيف، فهذا ما قرره العلامة ابن خلدون واكّده اخرون من علماء اجتماع وساسة منصفون، فالدول تمر بمراحل، مرحلة التأسيس، ومنها مرحلة البناء والتشييد الى جيل الترف والتبذير والسفه، فتذهب حينها ريح الدولة وكينونتها واسسها، فاخر حكام الدولة المنتهية صلاحيّتها عند الشعور بالزوال يقرّب المفسدين ويبعد المصلحين ويحارب المحقّين ويسجن المعارضين ويتزلّف الى اعداء الملّة والعرق والدّين، فابن سلمان اليوم يريد من المملكة ان تكون زريبة شخصية وولاية من ولايات امريكا وربما الولاية 51، ويتطلّع الى نسخ سياسة اليهود في تسيير شؤون الدولة امنيًا كسياسة الصهاينة مع الفلسطنيين، فالناسخ للسياسات والدروس زجّ به في خانة الرسوب ولا تبالي، والامر اقترب من الانفجار في بلاد التوحيد وان غدا لناظره لقريب، فتربصوا انٌا معكم من المتربصون ..
السلام عليكم ...


=======================

كتبه : نورالدين الجزايري
01
محرم 1439هـ 21 /09/2017


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire