Rechercher dans ce blog

vendredi 13 octobre 2017

مقال بعنوان " أمريكا والدولة الاسلامية وجوهر العداء والصدام " بقلم المدون نورالدين الجزائري



أمريكا والدولة الإسلامية وجوهر العداء والصِدام ..


إنً ما يميّز النظام الشرعي عن الوضعي نقاطًا لا يمكن للنّظامين ان يلتقيا على طريق واحدة إلّا واصطدما، ناهيك عن ممّا يُراد ان يُصوغ له من منبطحة على أنّ لا فروق جوهرية بينهما، فالنّظام الشرعي قوامه العقيدة والحكم بما أنزل الله،وعموده الأرض والأتباع،وأنّ ما يرتكز عليه النّظام الوضعي في المقام الأول الشرعية بشقّيها، الحكم بما قررت امريكا، الجند والقطيع، فهي منظومة متكاملة وغير منفكّة ..
فالنّظام الشرعي منوط بشرطين لاستمراره حسًّا ومعنويًّا يكمن في العقيدة والحاكمية، ومرهون ببقائه واقعًا يكمن في الأرض والأتباع، وأمّا النظم الوضعية فإن فقدت الشرعية فلا حكم لها ولا ولاء من جند ولا رعية إلّا اذا دخلت تحت حكم الأقوياء من الديكتاتوريات القائمة، فحينها تُساوَم على بقائها بمدى ولائها  للداعم وتُهمل الرعية لصالحه، وهذا الذي نحن عليه اليوم في بلاد الإسلام من تبعية للغرب طلبًا للشرعية ونابذة للعقيدة وركب السفينة الجند وبعضًا من الرعية، فالصِدام عملة الجميع عند هبوط اسهم العيش سويًّا، فالنظام الشرعي وإن فقد الأرض والأتباع فهو لا ينسخ بالوضعي بل يبقى في عروق المخلصين من ابناء الأمّة الى ان يحن وقت الرجوع الر رحاب الشريعة بِؤُسِّه واعمدته ..
فأمريكا اليوم تعي خطر الحكم الشرعي ان بانت سياسته وتوسّعت آفاقه، فالدولة الإسلامية عند حكمها للمدن التي سيطرت عليها حكمت بما أنزل الله مطلقا، وساوت، واعدلت، وانصفت ما بين الرعية، وردّت المظالم، وحكمت في الدّماء والأموال فاستتاب النّاس وهدِئت الأنفس وسلّمت الأمور الى عدل الشريعة ومطلق الحكم بما أنزل الله، فسارعت أمريكا الى تدارك الأخطار المحدقة على مُلكها في المنطقة، فأوعزت الى عبيدها من طلّاب الشرعية حكّاما ومحكومين الى اسقاط نظام من جاء لتنكيس عليهم معيشة الوضع والركون الى الدنيا عن طريق الظلمة،  فما كان من الحكومات الوظيفية إلّا ان تستنجد بالبلاعمة ان افسدوا على من يريد الشرع بتلفيقات واهية واكاذيب مفضوحة، فالدولة الإسلامية حينها واجهت النظم الوضعية جمعاء من غرب وشرق واعراب وغوغائية ودهماء بتهمة تشويه الإسلام والمساس بصنم المصالح والمفاسد، فهل افسد الدين إلّا الملوك وأحبار دين سوء وبلاعمة مرتشية، وما شهدناه ونشهده اليوم من ترقيع لدين أمريكا إنّما لمحاولة لإطفاء نور الله الذي جاءت به فتية من أمهات الكتب ورياح التاريخ ..
لنرجع لتصريحات لأحد اكبر المسؤولين الأمركيين من ايّام حول الموصل والرقّة، اذ صرّح ان ما تقوم بن بلاده ودول المنطقة من حرب على "الارهابيين" انّما يصب فيما قلتُه اعلاه، فالمسؤول يؤكّد اهمية طرد الدولة الإسلامية من المناطق التي تحكُمُها حتى لا يبقى لها وجود إلّا عبر التنظير او ما احتوت عليه كتب التاريخ، فأمريكا تعلم علم اليقين ان الإسلام لا يُنتزع من الصدور بل اجتثاث مكانه ممكن عن طريق الأرض المحروقة والعملاء على الأرض، وتجهل جهل الحمار أنّ الإسلام رسالة قبل أن يكون رواية، وعقيدة قبل أن تكون واقعة تاريخية، فهذه الإستمرارية فيه نتيجة حفظ الله له ولحملته وإن كانوا قلّة، فخسارة الأرض خير من تنصيب طاغوتٍ يتحاكم النّاس إليه، وموتة في سبيله اسمى وأعزّ من ان يعيش الإنسان في ذلّ وحيوانية، فالمعركة اليوم ما بين أمريكا والدولة الإسلامية إنّما هي معركة وجود للطرفين ومدى عالمية الرسالة المُقدّمة للإنسانية من أخلاق وتعاملات دولية، فأمريكا تاريخها مكتوب بدماء المستضعفين وحكمها قائم على جماجم المعارضين لسياساتها وتوسّعاتها، وكم قتلت أمريكا من هنود حمر وفي الحربيين العالميتين الأولى والثانية، واسألوا أيضا نڨازاكي وهيروشيما عن سماحة رسالتها، فكيف اصبحت من أم الإرهاب الى حامية مباديء إنسان وقيل حتى الحيوان، ومن جاء الى أرض الآخر للاستيلاء على خيراتها عن طريق بارجاتها الحربية وحاملات طائراته لتوزيع الرقي والحضارة على رؤوس الآمنين من المسلمين في بلدانهم، اسألوا ان شئتم كبار قادة الدولة الإسلامية ولِمَا اعلنوها حربًا بلا هوادة عليها، فالأمر أن يكون للعقيدة قدم صدق هذه المرّة او العودة إلى ما قبل العصر الحجري فهمًا وحضارة واستيعابًا للمؤامرة ..
إنّ حرب الدولة الإسلامية اليوم على الغرب وعلى رأسه امريكا ليس من باب اراقة الدماء وحب للهيمنة، بل للحد من هيمنة أمريكا على عقل الإنسان وتوجيهه نحو ربوبيتها المزعومة، فقد فاقت كل الفراعنة عبر تاريخها التسلّطي على شعوب العالم والمنطقة، فلابدّ من ان تُوقف وبسياساتها حتى تعلم حجمها وان لا تعلو قدرها أمام عقيدة صمدت امام اعتى الإمبراطوريات عبر تاريخ الأمّة ..
وكلمتي الاخيرة للمنبطحة والشّاكين في عقيدة القوم ان إسألوا انفسكم أين هو خالد ابن الوليد وعمرو بن العاص وشيخ الإسلام ابن تيمية والفاتح محمد الفاتح والايوبي وابن تاشفين واخرين رضي الله عنهم ورحمهم وتقبّلهم في علّيين  ممن قارعوا أمم الكفر قاطبة فهل فكّروا في نصرة العقيدة ام الحِفاظ على حفنة تراب هنا وهنالك ومداهنين، فكيف تريدون الجنة ونصرة الشرك وأهله ونبذ الإيمان وقومه ووا عجباه، فهل السبيل الى ما وصلتم اليه يا قوم من فهم البهائم ونظرة حيوانية ..!

السلام عليكم ..

==========================
كتبه: نورالدين الجزائري

2 3محرم 1439هـ الموافق ل 13/10/2017







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire