Rechercher dans ce blog

vendredi 21 juillet 2017

مقال بعنوان : " المسجد الاقصى ينبذ نصرتكم " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


المسجد الاقصى ينبذ نصرتكم ..

دعونا نغوص أولًا في التاريخ، تاريخ التوحيد، تاريخ الاسلام، تاريخ تصحيح المفاهيم وثقافة الأسقام، انّ الدِّين واحد من آدم الى نبيّ الاسلام على الأنبياء والرسل أفضل الصلاة والسلام، ولم يكن في يوم من الايّام أديان كمّا يروّج لذلك بعض الجُهّال، ولكن دين واحد وهو الاسلام : انّ الدِّين عند الله الاسلام (الآية)، وأنّ كل من بعثه ربُّنا جاء بالإسلام ولا غير الاسلام، فلم يكن في يوم من الايّام خلافٌ في ذلك الاّ في هذه الازمنة من مسخ مفهوم الدِّين برعاية ملة الكفر بِرَبِّ العالمين ..
وللعلم انّ الله خَصّ عباده المخلصين بهذا الدِّين او الأمانة كما جاء في كتاب الله رب العالمين، وأمر ببناء أماكن للعبادة ودور للعلم، علوم التوحيد والعقيدة ودين النّاس الذي ارتضاه لهم ربّ النّاس، وخصّهم بفهم واحد انّ الله لا يبتغي دينا اخر الاٌ الاسلام، وأنّ الخلق على فطرتهم مسلمين كما في الحديث المشهور، وأن لا يتقبل الاعمال الاّ من المُتَّقِين، وهم أهل التوحيد وخاصّته من المحسنين والمؤمنين، وقد هداهم سُبُله في التعريف بدينهم ومنها دور العبادة، فقد جاء في الصحيحين انّ اول مسجدا بُني على البسيطة هو المسجد الحرام وبعده المسجد الاقصى بأربعين سنة، وكما جاء في شرح الحديث انّ من بنى المسجد الحرام هم الملائكة عليهم السلام، وأنّ من بنى المسجد الاقصى هما ابْنِي آدم عليه السلام، وكما انّ الكعبة بعدها هُدمت فقد بناها على قواعدها سيدنا ابراهيم عليه السلام كما أمره ربُّنا عزّوجل، وكذا المسجد الاقصى فقد هُدم وأعاد بناءهُ سيدنا سليمان عليه السلام من قواعده، فكل من سيدنا ابراهيم وسيدنا سليمان عليهما الصلاة وسلام امتثلا لأمر الله تعالى في الحِفاظ على منارات التوحيد، الّا انّ الكعبة كانت تهدم ثم تبنى على قواعدها إلا في آخر مرة قبل البعثة بنوها على غير قواعد إبراهيم فقال صلى الله عليه وسلم لعائشة: لولا أن قومك حديثي عهد بجاهلية لهدمت الكعبة وبنيتها على قواعد إبراهيم، وفِي زمن ابن الزبير أعادها على تلك القواعد، فالمسجد الاقصى قرين بالمسجد الحرام وكيف لا وقد كان او القبلة، ومنه عُرج بنبي الاسلام الى سدرة المنتهى، واليه تُشد الرحال، فأوّل خليفة من شدّ الرحال اليه هو الفاروق عمر رضي الله عنه، فقد فتحه زمن خلافته وأرسى به قواعد إيمانية انّ لا يساكنه او يجاوره يهوديا، وكذا فهمه رضي الله عنه واستنباطه لحديث نبيّه صلى الله عليه وسلم: انّ اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأنّهم نجس نجاسة معنوية بشركهم العلني والباطني، وان لا يقربوا المسجد الاقصى كما قرر ذلك بفتحه لبيت المقدس في وثيقته العمرية، فالمسجد الحرام والاقصى قرناء لأسس التوحيد، فسبب بلاء الاسلام اليهود والذين أشركوا، وأكثر النّاس عداوة الذين آمنوا اليهود والذين أشركوا، وأول من افسد الدِّين هم اليهود وكما أنّهم قتلة الأنبياء والرسل فكيف بعدوانهم على اتباع الرسالات، والمتصفّح في سفرايتهم التلمودية يجد من كرههم للآخرين والحقد والتحريض عليهم ما يندى له الجبين وتتكسّر على اثره اقلام المؤرخين، فهم أهل الفتن عند الضعف وأهل القتل وسفك الدماء عند القوة، وما نراه اليوم في فلسطين لحجّة على المسلمين قبل النّاس اجمعين، وعدم فهمهم لمعنى رفع القواعد، قواعد التوحيد وإرسائه في النفوس والدفاع عنه وترميم أسسه كلّما تطلبت المراحل لذلك تسننًا ..
فقد ربّى النبي صلى الله عليه وسلم النواة الاولى للإسلام ورفع قواعدها بالعقيدة، فما آمن من قومه الاّ قليلا، فمكوثه في مكة والبيت الحرام كان من باب رفع القواعد، قواعد التوحيد وإرسائه في اتباعه حتى حطّوا الرحال في المدينة ومنها كانت اول لبنة لقواعد الاسلام العامة، فهمًا بأهل مكة وعملا بأهل المدينة، فالمهاجرون والأنصار اخذوا من بعضهم البعض في فهم دين الله ونصرته من حيث القواعد والدعوة اليه من المشكاة، والقتال عليه من حيث إظهاره على الدِّين كله ولو كره المشركون، فحيّدوا أهل الأوثان الحسية والمعنوية من قواعدهم، ونسفوا اعتقاداتهم الباطلة، حتى طردوهم من الأماكن المقدّسة، فما حديث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب وإخراج الفاروق لليهود من بيت المقدس لَمِن رفع صرح التوحيد والتضييق على الشرك حيث حلّ او ارتحل، فما كان من الكفّار والمشركين والباطنيين الّا ضرب صميم العقيدة واهلها وحملتها ومن فهِمها قاعدة واُسسًا، فتحالفت في ذلك اليهود والباطنية من آل ابي لؤلؤة المجوسي لتحريف العقيدة إبان الصدر الاول من جيل الصحابة، فمهّدوا الطريق لما بعده من إظهار الشرك على التوحيد بالقوة في زمن الحروب الصليبية، وما كان الّا انّ تُهدم صُرُح الشرك من القواعد والتصدي الى الصليبيين واعوانهم عند احتلالهم للمسجد الاقصى ولمدينة القدس، فعمِل العبد الصالح صلاح الدين الأيوبي على اقتلاع قواعد الباطنية من العراق ومصر من احفاد المجوسية ومن ثمة خلت الطريق الى بيت المقدس وإعادته لحضن التوحيد، وغسل قواعده من النجاسة، فالأيام دول، والتاريخ اليوم يعيد نفسه، وينتظر الاقصى أسيرا لوحده، ينتظر من يعيد ترميمه ورفع قواعد صرحه من جديد، فالشرط مقرون بصحة التوحيد، واخلاص النية لله ورسوله ولدينه، وما عدى ذلك فالامر سراب يحسبه المقدسي اليوم تحريراً، فإبعاد التوحيد بمثابة الاعانة على الكفر والشرك، وكيف لا وقد سلّموا فلسطين لخنازير الانسانية وقرود التهريج، ورضوا بهم محتلّين للأرض وللمسجد الاقصى ووصية خليفتهم لم يجف حبرها، فمن نِفاق القوم التغني بعدله وإدارة الظهر لوصيّته، فالقوم قبِلوا بصهيون واعانوهم بالمال والمشورة، وزادوهم بالنصح والمعاملة الحسنة، وسلّموهم مقاليد ومفاتيح مقاطعات سياكس-بيكو وخيراتها، فكيف للتوحيد بفهم طقوس هؤلاء ان يهزم شرك وكفر وتخطيط من سيّدوه على الأُمَّة في الخفاء، فتوحيد هؤلاء وشرك وكفر الآخرين في ميزان الشرع سواء، فعندما تُسلَّم الراية للاعداء تزلفا وتقربًا وابقاء للمناصب والرفعة والجاه فمن حقّك ان تلعن وتحارب من بَقِي على القواعد ورماك وأسيادك الجدد عن قوس واحدة بالكفر والخيانة، وعَمِل على اجتثاثكم ولو بعد الف سنة، فـ لله رجال حافظوا على صرح التوحيد ويعملون على إظهار قواعده ولو كَرِه من في ارض جميعًا ..
فالكل يدّعي النصرة للاقصى ولفلسطين ولكل مآربه في ذلك، فمن التحرير من البحر الى النهر في بداية الاغتصاب الى التنديد بالبوابات الالكترونية اليوم على أسوار الاقصى، فالقوم في تنازلات قياسية، فالبارحة لا نريد الاّ فلسطين كاملة، وبعدها استسلموا ونادوا الى الوضع ما قبل 67، وزادوا على اثرها حل الدولتين على أساس تقسيم المدينة، فارغموهم الى الاعتراف بالمناطق (ا،ب،ج) حتى ضيّقوا عليهم الخِناق وقطّعوا بعم الأوصال الى الضفّة وغزة، مقاطعتين لا هواء بهما الاّ بموافقة صهيون، فما تجرأ اليهود على ذلك الّا بتشجيع اولياء الامور الذين أرادوا الجنوح الى السلم كصفة من صفات الاسلام زعمهم، وحطّوا على أذانيهم أصابع من إسمنت على ان لا يسمعوا تتمة الآية وقول الله : وان يريدوا ان يخدعوك فإن حسبك الله ..، وكيف تقبل بالسلام وأرضك ومقدّساتك منجّسة وتقول بعدها هذا من عند الله او من السياسة بما كان، فلا افتراء اليوم وقد أسقطتم كل أقنعة الخيانة وبانت وجوه اكثر تصهيّنًا ..
فلا نصرة للاقصى الاّ بفهم كيف رُفِعَت قواعد البناء وفهم وصية الفارق رضي الله عنه كما فهِم واصحابه من حديث اخرجوا المشركين من جزيرة العرب، فالمسجد الحرام والاقصى ردفاء التوحيد ومنهما يبسط المسلمون دينهم وعقيدتهم على الملل والنِّحَل الاخرى، فلا وطنية مع التوحيد، ولا حزبية مع التوحيد، ولا شرك يمكن ان يجلس او يتفاهم مع التوحيد، فما نراه من نصرة للاقصى اليوم فهو عبث وجهل بأسباب النصر، ولا يُسترجع الاقصى الاّ بتحقيق غايتين : استعادة المسجد الحرام وترميم قواعده وإعادة التوحيد اليه، والقضاء على دولة الرفض ووكر المجوسية وخنجر الصليبيين والصهاينة في ظهر الأُمَّة، فالطريق بعد ذلك لفلسطين سهل المنال والسبيل للاقصى معلوم الدروب، فلا اجبن من صهيون ولكن الاعراب لا يفقهون، فإن السنن لا تحابي أحدًا واسالوا التاريخ فهو خير نبأ ..
السلام عليكم ..
====================
كتبه : نورالدين الجزائري
27 شوال 1438هـ الموافق ل 21/07/2017




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire