Rechercher dans ce blog

samedi 20 mai 2017

مقال بعنوان " الصليب والبساط الأحمر في بلاد التوحيد " بقلم المدون نورالدين الجزائري


الصليب والبساط الأحمر في بلاد التوحيد ..

قليلون أولئك الذين يقدرون أن يصنعوا لأنفسهم فكرة، فما بالك الوقوف على أمور دولة، او شؤون أُمَّة، فالجاهل عدو ما يجهل وما يفعل، ففي سبيل غيّه واستشارته فهو وان قَدِر سيتحالف مع الشيطان ليكون له هامانًا وقارونا، فلذا الشرع عزّر من أراد المسؤلية ناهيك عن الإمارة، فحكم الله مقرون بمعرفة التوحيد وأصوله، والشرك وفروعه الى دبيبه، فما نحن بصدده الْيَوْمَ في عالمنا الاسلامي لثورة الجهل على العلم، والشرك على التوحيد، والعلمنة على الحكم القويم، فسياسة الفشل سوِّغت على أنّها من الشرع، فلذا انتهجوا طرقًا مستحدثة في الحكم تبيح المحظور وتُحرِّم المباح للوصول الى نزواتهم الشخصية باسم الحكم الراشد الجديد في عالم المادة والمتغيّرات ..
فهَامَان الْيَوْمَ قال بتمييع الحق لتبني بعض من السياسة الوضعية، فإذا به بعد ان اوغل في الباطل بعلم او جهل نراه في هذه الأيام العصيبة والصعبة من تأريخ الأُمَّة يعادي الحق الذي اراده في اول الأمر لتثبيت ونصرة التمييع الذي استشربه وجعله مسوغ لمآربه، فالسياسة بحر هائج لا يستطيع الابحار فيه إلاّ من عُصِم بالوحيين واستخرج منهما اللؤلؤ المدسوس، فحال حكّام المسلمين الْيَوْمَ من هؤلاء الذين ركِبوا سُفُن التغيير وإذا بهم لا تجد منهم من يحسن السباحة في عالم الوحل الذي اُنسِج لهم، فسُتْراتُ النجاة عند العاصفة لا تكاد تعمل، فإمَّا مغشوشة او عير صالحة للاستعمال، فمصنع أطواق النجاة من صنع غير أيديهم، فلا سياسة نجاة لمن لا سياسة له في هذه الأحوال، فالصراخ والعويل لا يكاد ان ينفع عند غرق السفينة، فالعدو المتربص يريد منك في اخر عهدك ان ترشده على أموالك ومكمن خيراتك حتى يرثك ولا بواكي ..
فما الذي يجري الْيَوْمَ في العالم الاسلامي من تمييعٍ للحق ونبذ أهله وحملته، وتقديم المفاسد على المصالح، وتكثير الكوارث وتقليل المخارج للحوادث، ما الذي اصاب الأُمَّة بعد النصرة بقلّة على عدوّها في حين من الكثرة، ما الذي دهى المسلمين الْيَوْمَ الى الفقر وهم أغنى الامم قاطبة، لماذا الحروب والمآسي في البلدان الاسلامية على غرار أراضي الملل والنحل الاخرى، فلا شكٌ ان من تقدّم لتسييس الأُمَّة فلا حظّ له فيها إلاّ بالقهر والغلبة بحد السيف والسوط والسدنة على علمائها الحق وحكمائها الأحرار وأهل الحل والعقد الذين هم ميزان المجتمعات وقوام ترشيدها، فمن يحكم الْيَوْمَ المسلمين لحمار ابيه اذكى منه ومن سياسته الرعناء، سياسة الغباء في إطفاء جذوة المشاعل داخل البلد، والاستعانة بقبس من نور الفرنجة والالحاد، فلا شكّ ان ما نراه من حكّام وحكم سائر في بلاد الاسلام إنَّما هو من سياسة التبعية الممنهجة لامريكا وحلفائها، وان أراضي المسلمين الْيَوْمَ أضحت مُحتلة ومستباحة من طرف الصابئين واعوانهم من حمير المشاريع في المنطقة، فمن غير المعقول ان المسلم اصبح في هذه الأوقات لا يستطيع الذود عن الدين والمال والعرض بحجة التطرّف والارهاب والخارجية، فقد رسّخ حامي خيرات الغرب في العالم الاسلامي في اذهان العامة صورا ومشاهدا ارادها ان تكون مثالا لما يعانيه اخوه المسلم في كل من سورية والعراق وليبيا واليمن وبورما وفلسطين وافغانستان وشتى بقاع اخرى، انّ الطاعة ومفهومها الجديد، والسكوت عن استحلال الدماء والأعراض والاموال لصالح الصليب والشرك مقابل الأمن والامان ونفض وغسل الايادي على منهم خارج ما حدّده سايكس-بيكو، وكل له قطيعه يتصرف فيه كيف شاءت سياسة وساسة البلد والأرباب الجدد، فالشرعية الْيَوْمَ لمن سلك مفهوم الصليب في فهم التوحيد، فلا ولا إلاّ لامريكا ولا برآء إلاّ ممن يريد الشرّ والزوال لها، فمن أحبار هؤلاء الولاة من قال ان زوال امريكا ليس من مصلحة بلاد التوحيد، فلا غرابة في شرعنة الشرك وتقوية أهله ونبذ التوحيد وابعاد أهله، فبمثل هذه الاقاويل تربّع الرعاع على رقاب الرعية باسم لا نريكم إلاّ ما نرى، وما امريكا إلاّ صاحبة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وهادية للسبيل ..
فإن ما اصاب الأمّة الْيَوْمَ من كوارث لمن السياسة والتبعية لامريكا، فان غضِبت امريكا فيسعى الكل لإرضائها، وان فرحت سارع الكل لتهنئتها، فأصبحت ربا من دون الله تُعبد في بلاد التوحيد عامة وفي بلاد الوحيين خاصة، فروؤساء امريكا تُحدد سياساتهم وحنكتهم الاقتصادية بمدى توقيع العقود التجارية والتحالفات الاستراتيجية، فإرث اوباما بسياساته اليهودية وكيفية مسك العصى من الوسط خاصة في بلاد الاسلام مكَّنته من ولايتين لحكم امريكا، وكم خان العهود والمواثيق وحصد حكّام المسلمين خوازيق منها، فهاهم الْيَوْمَ يعيدون الكرَّة مع من كان يشتم دينهم وعرضهم ويحلف بالثالوث لإن مُكّن من الحكم ليذِقنّ العرب والمسلمين الويلات والمصاعب من ترشيداته وسياساته اتجاههم، فما كان منهم إلاّ ان فُتّحت له مخازنهم وما نراه الْيَوْمَ في بلاد التوحيد من ترحيب وامضاء للعقود تشيب له الولدان من حيث اهدار الأموال باسم النزوات الشخصية والتطلّعات الى من سيكسب الودّ والحكم بعد الولاء التام لحامية الصليب العالمي، والقاتلة للمسلمين من غير منازع، فالعقود التي اُبرِمت الْيَوْمَ بأكثر من نصف ترليون إنَّما تندرج في ابقاء سياسة امريكا المهيمنة على المنطقة، فعقود النفط والتسليح بالمجان مقابل ترسيخ الحكم في الميدان، من حماية الى مراكز إنذار وليذهب المسلمون الى الجحيم ..
فمن عجائب بلد "التوحيد" أنّها ستجمع كل زعماء وحكّام ورؤساء البلدان الاسلامية امام الولي الأكبر ابو ايفانكا حامي الاسلام والمسلمين، فستجتمع أيضا الهيئات الاسلامية من سدنة وطلّاب علم وحاشية، سيجتمعون كلهم على صعيد رجل واحد ليستمعوا خطاب حجة الوداع مرة ثانية وليقفوا امام الأوامر والمتطلبات والمتطلعات في مكافحة التطرّف والارهاب العابر للقارات، والاخذ بالسبل والطرق وكيفية محاربته والوقوف في وجهه حتى لا يُفْسِد على الجميع رغد المناصب والعيش، نعم اصبح التوحيد في خدمة الشرك، والإيمان في خدمة الكفر، فلا قول بعد هذا الاجتماع إلاّ توصيات ابو ايفانكا والذي اصبح وليًا تُحجّ اليه السياسات لفض النزاعات، فوعوده بالوقوف في وجه المجوسية لمن الكَذِب والفِرية على ذقون من سيحضر الندوة، فناتو إسلامي ومعه إسرائيل لمن التوحيد الخالص عند علماء الْيَوْمَ في وجه الميليشيات التي تحارب معها صفا في وجه الاٍرهاب، فمن له بهذه الشفرة يا اولي الالباب، فلم يشهد العالم الاسلامي ان اجتمع على صعيد رجل واحد منذ مأساة النكبة الى حرب الإبادة في العراق وسورية كما سيجتمع مع ابو ايفانكا وتلقينهم التوحيد بالمفهوم الامريكي الجديد، فالسعودية بهذا الطرح المحنّك فقد اصطادت عصافير العرب بحجر واحد خدمة لامريكا وإسرائيل، فقد اختصرت الطريق على ترامب ان يزور البلدان العربية وهو في المنطقة، فبعد هذا الاجتماع ستكون محطّته الثانية إسرائيل ومن ثمة قمة الناتو في بروكسيل، فالكل سيتبرّك به في بلاد التوحيد وياخذ منهم البيعة مجددا تتخللها عقود واستثمارات بمئات الملايين من زين الدولارات، فابشر ابا ايفانكا قد رَبِّك البيع فما اكثر البقر ..
ان ما فعلته السعودية من استقبالها لترامب في اول خرجاته من امريكا بعدما اصبح رئيساً لها لهو من بقائها، وما هذه العقود التجارية الهائلة، واجتماع زعماء العرب والمسلمين لم تجديد البيعة للبيت الأبيض، والامر ليس بالمجان كما يقال ، بل من عمل ابن سلمان، والذي من خلال تقاربه مع إسرائيل مريدا بذلك رضى ابو ايفانكا على توليه العرش مقابل ولي العهد في بلده، فالترحيب والعقود من التسابق لخلافة سلمان، لكرسي العهد الْيَوْمَ اضحى ثمنه ترليون دولار من أموال المسلمين، وبيعة شاملة من حكَّامهم لصاحب البيت الأبيض، وكل هذا قبوله مشترط بمزيد من الحرب خاصة على "الإرهاب"، وان الخطر مهدد الجميع، وان امريكا يرضيها المزيد من العقود والدماء على ارض الاسلام من اجل تثبيت إمبراطوريتها بسواعد المسلمين ..
السلام عليكم

======================
كتبه : نورالدين الجزائري
23
شعبان 1438هـ الموافق ل 20/05/2017



 


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire