Rechercher dans ce blog

mercredi 16 mars 2016

عمدة لندن ودرس في السياسة لحُكَّام الامة .... المدون نور الدين الجزائري



 عمدة لندن ودرس في السياسة لحُكَّام الامة



في مقال لعمدة لندن بوريس جونسون والذي نشرته صحيفة " تليغراف" من ايام، اتهم فيه الرئيس الامريكي باراك اوباما  بالضغط على بريطانيا لقبولها بالوضع الاوروبي والإبقاء على عضويتها فيه، واصفا ذلك بالنفاق العلني المفضوح، فكلام عمدة لندن أتى في سياق حث باراك اوباما الاتحاد الاوروبي بقبول اللاجئين السوريين متهما بلاده بأن للولايات المتحدة الامريكية هستيرية زائدة في حماية حدودها، وانّ عليها ان لا تعطي دروسا في هذا الباب لانها لم تستقبل الا فئة قليلة من اللاجئين السوريين
المذهل ان كيف لعمدة عاصمة أوروبية يتجرأ علناً على رئيس أقوى دولة في العالم ويصفه بالمنافق وبعبارات قال انها مليئة بالنفاق، وكيف ايضا لعمدة عاصمة أوروبية ان يتجرأ على سياسة بلد كالولايات المتحدة الامريكية واصفا إياها بالازدواجية في الملفات الكبرى، وان بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي او الخروج منه شأن داخلي بريطاني بحت ..
مفارقات عجيبة وقراءة جريئة عندما نرى تهكم سياسي صغير مثل عمدة لندن على رئيس اكبر واقوى دولة في العالم، نعم انها جرأة الاستقلال الوطني، جرأة الاستقلال الذاتي، جرأة الحق على الباطل، جرأة تسمية الأسماء والاوضاع بأسمائها، انها لغة المصالح التي اُنْتُخب من اجلها، انها سياسة من أعطوه الثقة ليمثلهم ويتكلم بلسان حالهم، انها سياسة حفظ المصالح وكنس المفاسد، انها سياسة الكبير على لسان الصغير في السياسة البريطانية.
وفي المقابل هل يجرؤ اكبر واقوى رئيس عربي على قول حرفين ( لا ) على لسانه يصون بهما مصالح شعبه ناهيك عن مصلحة وطن ! هل يجرؤ حكام ال سعود او ال النهيان او ال الجاسم او ال الصباح او الأهبل السيسي او المومياء بوتفليقة او ملك المغرب على قول لا للسياسة الامريكية فيما يخص مصلحة شعوبهم او ما يجري للأمة من ويلات الساسة الامريكية في منطقتنا ! كيف يُراد منا التبعية في النموذج ونحن لا نحسن حتى ردا في مخاطبة او نقد سياسة داخلية ناهيك عن المحاسبة فيما يجري من اهدار لطاقة الامة ! هل كُتب علينا الا التصفيق والتسبيح بحمد الفشل في كل المستويات حتى منها الذاتية ! هل سياسة الامة منهجية ام مملوكة ملكية خاصة وقضي الامر الذي فيه نظر ولو بشق كلمة ! اين نحن من محاسبة الذات وذات المسؤول وذات من اتخذ سياسة فردية يقود الامة بما تمليه عليه امريكا ! اذا كانت جرأة عمدة لندن بهذه الحدة في تسمية الأشياء بصدق ولا لومة لائم عليه فهل بإمكاننا يا سيادة العمدة الاحتكام اليك في قضايا الامة الكثيرة الكبيرة وان تأخذ بحقنا من سياسة الجور الامريكية ! يا سيادة العمدة اذا كان بقاء بريطانيا او من عدمه في الاتحاد الاوروبي شأن داخلي ولا يحق لامريكا التدخل فيه، فكيف لنا السبيل رد عدوان امريكا وإخراج جنودها بمعداتهم وتفكيك قواعدها وطرد مستشاريها من بلداننا ! الا يوجد في اوطاننا رجل رشيد يأخذ بحقنة السيد بوريس جونسون عمدة لندن في الجرأة ويقول كفى عبثا لامريكا في بلاد الاسلام والعروبة ..؟!
والسلام عليكم

=======================
كتبه : نورالدين الجزائري

6جمادي الثانية 1437هـ الموافق ل 17/03/2016




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire