Rechercher dans ce blog

vendredi 13 novembre 2015

" مفهوم الارهاب" / مقال رد على الكاتبة احسان عبد الفقيه / للمدون نور الدين الجزائري ....

                                        بســــــم الله الرحمـــــــــــــــــــن الرحيـــــــــــــــــــــــم
                                       
                             مفهــــــــــــــوم الإرهــــــــــــــــــــاب
 
كلمــة حــــول الإرهــــاب ردا علــــــى الكاتبــــة إحســــان الفقيـــــه ...
                 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من بعث رحمه للعالمين، أما بعد ...
أصبحت كلمة " إرهاب " قضية لسان حال الناس في هذا الزمن و خاصة في بلاد الإسلام، حيث أضحت مشتركا ومن القواسم في كل اللغات والحضارات، وإن نطق بها، فهم مجمعون على تصويب أصبع الإتهام إلى جهة محددة بالرغم من اختلاف مفهومها، وعدم حصرها، فكل يغني ارهابه حيث مصالحه والضحية أبناء الإسلام
جاء في لسان العرب: " أَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْبًا، وهو الجَمَلُ العالي، وفلانٌ طال رَهبهُ؛ أي: كمُّه، وفلانًا خوَّفهُ، والبعير فذعهُ عن الحوف " .
فالإرهابُ إذًا هو الاعتداء على الأبرياء والمدنيين بالترويع أو الخطف أو الإيذاء، أو القتل أو غير ذلك، مما يُعتبر اعتداءً وترويعًا.
فكلمة إرهاب جاءت في كتاب الله في ثمانية مواقع هي :
1-
﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40].
2-
﴿ فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ ﴾ [الأعراف: 116].
3-
﴿ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴾ [الأعراف: 154].
4-
﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ... ﴾ [الأنفال: 60].
5-
﴿ وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [النحل: 51].
6-
﴿ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ﴾ [الأنبياء: 90].
7-
﴿ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ ﴾ [القصص: 32].
8-
﴿ لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ ﴾ [الحشر: 13].
وجاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ وَأُحِلَّتْ لي الْغَنَائِمُ وَجُعِلَتْ لي الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً وَخُتِمَ بي النَّبِيُّونَ ".
فكلمة (ترهبـــون) معناها: (تخيفــــون)؛ لأن العدوَّ إذا خاف كف عن عدوانه، وامتنع عن ظلمه، والله - عز وجل - لا يأمر المسلمين بقتال من لم يقاتلوا، فالإسلام يميل للسِّلم ولا يلجأ للعدوان إلا اضطرارًا أيها المتعجرفون ..
فقد لجأ المستبد الخارجي وأعوانه في الداخل إلى تعريف الإرهاب حسب المصالح المشتركة وذلك بإسناد المهمة إلى أحبار السوء من كتاب و دعاة ضلالة ليلصقوه زورا وبهتانا لمن أراد رفض الهيمنة والوصايا على فهم ذروة سنام الإسلام، وان الجهاد في سبيل الله ما هو إلا دفع الصائل على خيرات بلاد الإسلام، وان هذا الدفع تقره حتى ديانة من لا دين له . 
فقد جاء في بيان مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف 2001 م تعريفا لمصطلح الإرهاب كالتالي: "الإرهاب: هو ترويع الآمنين، وتدمير مصالحهم ومقومات حياتهم، والاعتداء على أموالهم وأعراضهم وحرياتهم، وكرامتهم الإنسانية، بغيًا وإفسادًا في الأرض ".
فبهذا التعريف، فإن مصطلح الإرْهاب الذي يردده المثقفون والليبراليون والعلمانيون والملحدون والمنتفعون الجدد من ثروات الأمة ومقدراتها، الذين يصفون أهل الحق من أبناء الإسلام بالظلاميّين والمتعصِّبين والمتخلِّفين و الهمجين و أخيرا بحدثاء الأسنان، خدم أمريكا ومعها كثير من دول العالم، وخدم كل جيوش الغرْب التي تدخَّلت باسم مكافحته في بلادِنا، فصار لها موْطئ قدَم في كلّ شبر من بلاد الإسلام من جاكرتا إلى طنجة، كما أن هذا المصطلح الغربي الذي شربه من يتكلم بإسم الأمة خدم الصهيونية العالمية حتى أضحت تتكلم وتعطي دروسا في الإسلام و السلام ، فواعجباه على غباء بنو جلدي .
فكما أن في بلاد الإسلام مما ذكرت من يوقع فتوى الظالمين ضاربا أصل الدين وما هو من الإسلام بالضرورة، ومتشربا مفهومه غربيا، فهناك من أبناء الغرب المنصفون من أجهض ذلك المفهوم، وأنصف في موضع من خذل من المسلمين ..
يقول د. أ سعد السحمراني في كتابه المميز " لا للإرهاب. نعم للجهاد " مستشهدا بكلام المستشرق بيتر . سي . سيدربرج عن مفهوم الإرهاب :" إن القتال الذى يدور بين وحدتين مسلحتين متنافستين في صراع قوة سياسي لا يعد إرهابًا، حتى ولو كان أحد الجانبين من رجال حروب العصابات أو أخذ خصمه على حين غرة، وأي حرب مهما كانت غير عادية ستبقى مجرد قتال ما دامت كلُّ الأطراف فيها مستهدفةً بوسائل مميزة ".
ويقول فريد هاليداى في كتابه المنصفون للإسلام في الغرب ص38 :" إن الخرافة الشائعة في الغرب بأن الإسلام يتضمن دعوة المؤمنين به لممارسة الإرهاب، فإنه من المعلوم للدارسين للإسلام أنه لا توجد علاقة بين الدين الإسلامي والإرهاب، وعندما ظهر الإرهاب بمعناه المعاصر في القرن التاسع عشر لم يكن المسلمون هم الذين روجوا له، وفيما بعد نشأ الإرهاب في أيرلندا الشمالية، وسريلانكا، وغيرها من المجتمعات التي لا تدين بالإسلام، وإذا كان المقصود بالإرهاب هو النزعة للتعصب، وقمع المجموعات العرقية والدينية الأخرى، فسوف نجد في تاريخ المجتمعات الإسلامية جرائم من هذا النوع، إلا أن المجتمعات الإسلامية ليست الوحيدة التي ظهرت فيها هذه الجرائم، فالمجتمعات الإسلامية لم تمارس التعذيب والإبادة العرقية لليهود، ولكن حدث ذلك في الغرب فقط وفى ألمانيا النازية بالذات، كما حدث نفى اليهود الشرقيين من أسبانيا، واليوم نجد أن الشعوب الإسلامية التي تناضل من أجل تحرير أرضها ومن أجل الاستقلال هي المسؤولة عن الإرهاب!!، فهناك فرق بين الإرهابيين والمقاتلين من أجل الحرية ".
فبهذا الفهم على من قبل فهم الإرهاب بالمفهوم الغربي أن يقبل منهم أيضا مفهومه الصحيح من مصادرهم وان يخرجوا المجاهدين في سبيل الله، والذين يناضلون من أجل استرداد أوطانهم وحماية دينهم وعرضهم من دائرة الإرهاب والإرهابيين.
فعلى العقلاء من أبناء جلدتنا من دعاة و مثقفين وكتاب أن يتقوا الله فما يقولون و يرددون بغير علم ولا دراية ولا تمحيص، وان لا يغلوا الفهم في هذا المصطلح، ويقفوا من مفهوم الإرهاب كما ورد في الوحيين ومن كلام أهل العلم الربانيين الذين لم يحرفوا الكلم عن مواضعه، وان لا ينساقوا وراء مفهوم الغرب لكلمة إرهاب فيهلِكوا ويهلَكوا، وان يضعوا مفهومه كما أصله القرآن في لفظه الأول وهو تخويف المعتدين والمجرمين، وإرجاع الناس إلى الطريق القويم، ومنعهم من الفساد في الأرض رب العالمين.
إن تاريخ المسلمين تاريخ بريء من محاكم التفتيش ،إبادة الشعوب ، التمييز العنصري ومن الاستعمار والعدوان، ولما أَسَر المسلمون العبيد من أوروبا علموهم وسيَّروهم حُكَّامًا للبلاد، وسموهم بالمماليك، فمن بربكم الإرهابي بمفهومه الصحيح ...
هذا وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين ...

======================

كتبه : نــورالديــــن الجزائـــــري 

ليلـــة ٢٨ مـــن محــــرم ١٤٣٧ هجــــري الموافق  ل (10/11/2015)

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire