Rechercher dans ce blog

vendredi 13 novembre 2015

مقال بعنوان "عاصفة الحزم ضُرطة في فـلاة " بقلم المدون نور الدين الجزائري



عاصفــــة الحـــزم ضرطــــة فـــي فـــــلاة ...


صراع طواغيت العرب مع إيران وإسرائيل ، وصراع إيران وإسرائيل هو صراع حضاري للهيمنة على المنطقة، وصراع الدولة لهم جميعا صراع عقائدي ، من هذا المنطلق قامت " عاصفة الحزم "، حرب ليست من أجل إحلال الشريعة إنما من أجل كراسّي قسمتها أمريكا على موظفيها ليلعبوا أدورا مرسومة لهم في المنطقة .
لعبة سياسية قذرة ، حرب تدّعي ظاهرا النيل من هيبة إيران وتحطيمها ، و في عمقها و خباياها تتقمص الدور المفروض من أمريكا في أحسن صورة ، قصد محاصرة الدولة الاسلامية و من ثمة قصفها بعد أن كشّرت هذه الاخيرة عن سواعد رجالها لتضرب بنارٍ عُقر دار الحوثة ، فتقتل أبرز السّياسيين و المنظرين منهم .
تنبهت السعودية و حلفائها لهبّة شباب اليمن نحو الدولة الاسلامية بعد أن صرعت رؤوس الكفر عند الحوثة في عملية واحدة، و أدركت أن الدولة تسعى إلى التمدد في اليمن و الاستقرار فيه. و للحد من الأول وخوفا من الثاني ، استعجلوا  عاصفة الحزم امتصاصا لغَضْبة الشعوب والتعاطف مع الدولة في اليمن وبلاد الحرمين، وزرع الإرتباك والحيرة عند البعض واقتياده إلى التشكيك و ثَنْيِّهِ عن الإلتّحاق بصفوف المجاهدين في الدولة ، فيُعلنُ بعد ذلك  شعار الوهم  " أن صبر التحالف له حدود وأن الزعامة المفقودة لنا ستعود ".
فكانت عاصفة الحزم ، زجٌّ لدول المنطقة في حرب مع الحوثة لإرغامهم على سِتْرِ الأوراق ومن بعد ذلك تسوية سياسية، لكن أين هي إيران بين كل هذا وذاك و الحوثة يدٌّ لها في اليّمن ؟؟ ...
إيران تعمل كأخطبوط ، الخبث و المكر و الخداع نهجٌ لها ، تواجه إيران حالة استنزافٍ شديدٍ دائمٍ في سوريا و العراق لا يُمَكِّنُها من فتح جبهة أخرى مع السعودية عن طريق الحوثة ، فقبلت اللعبة بعد الاحتكام لأمريكا ، وقبلت بذاك الدور السياسيٍّ للحوثة حتى تتمكن من زرع ونشر مذهبها بشكل مريح لها، وتكسب في آخر المطاف ــــ حسب رؤيتها ــــ  محاصرة السعودية من جهة اليّمن و الكويت مرورا بالعراق لتُرغمَها بعد ذلك على تسليم بلاد الحرمين وتكون أمريكا عوْنًا لها ، فالحذر أيّها الشعب الكويتي من خيوط و أذرع إيران في البلد ، قد باتت الكويت الجائزة الكبرى لإيران في المنطقة ، الحذر الحذر أيها الموحدون.  
يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين ، لقد بعث الله الدولة الاسلامية لمحاصرة الجميع وإفشال مخططاتهم الجهنمية ، جندها ذو بأسٍ شديد يفوق كثيرا جند الطواغيت ، وبهم وبعون الله بسطت يدها في هذه الارض متَّبِعة استراتيجيتها غير المباليَّة، فنجدها لا تتعامل مع الاحداث وكأنها تستهدفها لان القوة بالنسبة لها قوة الأرض، وهذا سرٌ من أسرار صلابة و نجاح الدولة.
أدرك التحالف قوة الدولة لما أثخنتِ في الروافضَ و أحدثت فيهم نزيفا لا يُضَمَّد ، وأدركوا أيضا عزمها على المضيّ قُدما نحو التمدّد والاقتراب أكثر من حدود السعودية ، فاستغلت هذه الأخيرة وحلفائها فرصةَ الشلَّل الجزئي الذي تعانيه إيران في العراق والشام والقصور الذي أصاب الحوثة بعد التنكيل بهم في مَعْقَلِهم وقتلِ المئات منهم بضربة واحدة ـــ وما هذا إلا فضل من الله لسواعد مجاهدي الدولة الاسلامية ــــ ، ولولا هذا النّجاح الذي حققته الدولة على الأرض لما تجرأ حِلفُ المصالح على أبناء المتعة من الروافض، حيث تدخل حلف الدويلات الوظيفية في اليمن مباشرة بعد تنكيل الدولة الاسلامية بالحوثة وهذا هو الواقع الذي يراد له الطَّمسُ بِأَلْسُنِ لِحَى النِّفاق المنَادِيَة بالمصالح و المفاسد التّي لم تُراعَى يوما، ثم ما بال الطواغيت وأحبارِهِم يتشدّقون بهذه المصالح و المفاسد على الدّوام ؟؟؟، أهُم أعلم و أدرى بها أم هي عاصفة لحماية العروش والكروش ؟؟؟ وهل حقا قدَّموا مصلحة الأمة على مصلحة الطواغيت ؟؟
هلل وكبّر كهنة آل سعود وغيرهم لعملية عاصفة الحزم لاجْتِثَاثِ أذْرُعِ إيران بالمنطقة بينما قاداتُهم يداعبونها في مخادع العراق حيث قال سعود الفيصل نقلا عن قناة العربية " أيَّدْنا توجه حكومة العبادي ونسعى لتطوير العلاقة مع العراق "، إن كانت اليّدُ في اليّدِ كما صرح سعود الفيصل،فهل حقا يستدعي الأمر على الحوثة الهمجِيَّة ـــ لعنهم الله ـــ كل هذا التَجْيِّيشِ السِّياسي والعسكري والإعلامي لضربهم ؟، أم هي حماية المصالح و تَشَبُثُ نظام آل سعود بحبلِ نَجَاةٍ من حِلْفِ الأجور ؟. إن هذا الحلف بقيادة آل سعود و أوامر أمريكا يَقصفُ العراق ليُمَكِّن الروافض ويقصف اليّمن للحدِّ منهم ، أيّ خلطة يتعاطها هؤلاء !؟ ، يعيبون و يُشَنِّعون و يستنكرون على الدولة الإسلامية قتل الحوثيين الذين اعتبرهم البعض إخوة زيديَّة ولما قصفهم الطاغوت الأكبر أيّدوا وطلبوا وقالوا نعم لهذه السياسة، أيّ تناقضٍ فاضحٍ يُنادي به هؤلاء !؟.
ويظهر الدكتور النفيسي على الجزيرة في برنامج "في العمق" قائلا أن تحالف #عاصفة_الحزم فاجأ أمريكا التي لم تكن تعلم بالحرب على الحوثي ، غريب هذا القول من الدكتور النفيسي وهو يعلم يقينا أن أمريكا دفعت بسياستها و أبواقها الإعلامية إلى غرسِ فكرةٍ محددة في أذهان المغفلين من أبناء الخليج، محتواها أن الدُوَيْلات الوظيفِيَة صاحبةُ قرارٍ وسيادةٍ وذاتُ استراتيجيةٍ في المنطقة، وأن سياسة الدُوَيْلات الوظيفيَة في المنطقة وضربها الحوثة دون من يدعمها هي بمثابة ذرُّ الرّماد في العيون وحشدٍ لتَثْبِيتِ شرعيتها بعد تعاطف الشعوب مع الدولة، وما صرح به السيناتور الصهيوني ماكين إلا دليل ذلك حيث قال : " إن القول أن دول المنطقة بضربها الحوثة لم تعد تثق بأمريكا هو هراء، فهذه السياسة المتبعة من الدويلات تمهد لضرب الدولة بحريّة ".
 إن حلف الأجور وأحذية آل سلول لا يحركهم دين ولا رابطة دم ولا نخوّة عربية ولا أخوّة إنسانية إنما تحركهم أموال آل يعود و بَزَرٌ أمريكي صهيوني ، و قصفهم للحوثة علنّا بدون أمريكا لدليلُ مكرٍ وخبثٍ شديدٍ يكون منه المنطلق لقصف الدولة الاسلامية بدون وليِّ أمر فيكون الخلفُ الذي تريده أمريكا لقتال الدولة ،ولعل تقرير CNN مؤخرا حول شعبية الدولة الإسلامية في المنطقة قد ساهم في ذلك حيث جَرَّ أمريكا وذيولها لدقِّ ناقوس الخطر على الجميع ما أدى إلى اصطناع حرب "عاصفة الحزم".
ان عاصفة الحزم نسخة أصلية من خطط أمريكا الحربية لضرب المنشآت العسكرية للدول المناوئةِ لها وهذا ما رأيناه من تصوير وتفاخر بذلك، خطة قضت على البُنْيَّة التَّحْتِيَة العسكرية لجيش اليّمن حتى لا تستولي على منشآته الدولة الإسلامية ومنها الإنطلاقة إلى تحرير أرض الحرمين ، اليمنيون يدركون أن هذه العاصفة هبّت لمصالح السعودية العليا بعد أن شهدوا في ما مضى أنها أولَ منِ انقَلَب على ثورتهم، ورغم ما يُبَيِّتون فإن المؤكد لنا أن خَرَاجَ العمليَّة سيكون حصاده للدولة فقط ، وما عاصفة الحزم هذه إلا جعجعةٌ سياسية تشبه حرب إسرائيل وحزب الشّيطان سنة 2006 و التي تمّ بموجبها تدخُّل الأمم الفاسدة عن طريق قرارات دولية تُفْرَض عُنْوَّة، وهكذا يكون الحوثة ضمن المشهد السياسي المقبل، إن هذه العاصفة ثمارُها قراراتٌ دولية تُلزِّمُ الطرفين التّحاكمَ إلى الشرعيَّة الدّولية وعليها ستتبخر أمال وأحلام من هلَّل وكبَّر للعملية ليَبْرُدَ الدَّم من بعد حرارته العشوائية.
المفارقة العجيبة الغريبة من هذا كله هي سلبيَّةُ الموقف والموقع للإخوان من هذا الزَّخَمِ في أحداثِ عاصفة الحزم ، فالإخوان مُزِّقوا في رابعة بأوامر سعودية واليَّوم يهلِّلون لها لقصفها للرَّوافض ! من أحق أن يُحزن عليه ! الدَّمُ السني أم الرافضي ؟
وفي الختَّام تبقى رقصةُ العار يوم رَقَص سلمانُ ملك السعودية الحالي مع السفَّاح بوش على أنقاض عراق الرَّشيد شاهدا على أن الطاغوت يبقى طاغوتًا سواءً كان في بلاد العرب أو غيرها ، فوالله وتالله إنكم أهلُّ ردَّة حتى تعودوا لدينكم ولو فتحتم فارسا أو قدسا أو روما ....

====================
 كتبـــه : نور الدين الجزائري 
                                                               بتاريـخ 04/04/2015 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire