Rechercher dans ce blog

vendredi 13 novembre 2015

مقال بعنوان "سبحان من سخر سلاح روسيا لفتح العراق و سوريا ... الجزء الاول " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


سبحان من سخر سلاح روسيا لفتح العراق وسوريا

 الجزء الأول: سنة الاستدراج


الحمد
لله قاهر الكفار، معز أوليائه الأبرار، الحمد لله ناصر التوحيد الخالص على الكفر والشرك و الإلحاد البائس، والصلاة و السلام على الرسول المختار، صلى الله عليه وسلم وعلى آله الذين نصروه بالليل و النهار، أما بعد .
وكما وعدت بعض الإخوة جزاهم ربي الفردوس الأعلى على أن أقدم مقالا متواضعا، فسيكون إن شاء الله من ثلاث فصول، أسرد فيه كيف تداعت أمم الكفر و الردة على أهل التوحيد في بلاد الإسلام، وكيف سيجمعون أمرهم والنزول إلى أرض دابق بسورية في أكثر من 90 راية كافرة لقتال الدولة الإسلامية وفي هذا الباب أحاديث صحيحة كثيرة فليرجع الإخوة إليها ليبين الأمر .
يقول الله تعالى :{ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلَّا بِأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ } ، ويقول سيد قطب رحمه الله :" وأن شأن المكذبين ، وأهل الأرض أجمعين، لأهون وأصغر من أن يدبر الله لهم هذه التدابير… ولكن سبحانه- يحذرهم نفسه ليدركوا أنفسهم قبل فوات الأوان. وليعلموا أن الأمان الظاهر الذي يدعه لهم هو الفخ الذي يقعون فيه… وأن إمهالهم على الظلم والبغي والإعراض والضلال هو استدراج لهم إلى أسوأ مصير، وأنه تدبير من الله ليحملوا أوزارهم كاملة، ويأتوا الموقف مثقلين بالذنوب، مستحقين للخزي والرهق والتعذيب.
وليس أكبر من التحذير أو كشف الاستدراج والتدبير، عدلا ولا رحمة. والله سبحانه يقدم لأعدائه وأعداء دينه ورسوله عدله ورحمته في هذا التحذير وذلك النذير. وهم بعد ذلك وما يختارون لأنفسهم، فقد كشف القناع ووضحت الأمور. إنه سبحانه يمهل ولا يهمل. ويملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته. وهو هنا يكشف عن طريقته وعن سنته التي قدرها بمشيئته ".
لا يزال أهل الحق وأهل الباطل يتصارعون، ومن مراحل الصراع بينهما الكيد، حيث يطرأ الكائد على المكيد له ليوقعه فيما يؤذيه ويضره، والله تعالى تكفل بحفظ المؤمنين من كيد الشياطين وكيد أوليائهم ، قال تعالى :{وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا فاوحى اليهم ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد } [سورة إبراهيم الآية 13/14].
إن المشركين لما أجمعوا كيدهم ، وتحزبوا على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه مدة شهر كامل ، وحاصروه من كل مكان ، وكان اليهود والمنافقين من خلفهم مساندين ، انقلبت الأمور على رأسهم ، فأضحوا منذ هذه اللحظة يٌكاد عليهم ولا يُكاد لهم، حينها قال النبي صلى الله عليه وسلم اليوم :" نغزوهم ولا يغزونا ".
فلا يزال الباطل يقارع الحق منذ فجر التوحيد إلى يوم الناس هذا ، إلا أن كتب على الباطل الهزيمة مهما علا وطغى و تجبر، فلا يكاد أن يرفع رأسا إلا و أدمغه الحق ولو بعد حين، فيرده صريعا إلى مزابل الهزائم، وتلك سنن الله التي تكفل بحفظ من أراد إقامة شرع الله و إعلاء كلمته، ومن إعلاء كلمة الله تطبيق شرعه الذي أمر به، وتعبيد الناس لله، وإعمار الأرض بما يرضيه سبحانه وتعالى.
فإن من سنن الله أن الحق لا يحابي أحدا، فمن أقامه و امتثل به، فاز الفوزين، ومن أعرض عنه و أدار له ظهره فإن الله غني أن العالمين، وكذا جرت سنن من حكم العالم، سنة التدافع جارية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.فكم من إمبراطوريات حكمت فلا يكاد أن يرى لها أثر إلا نقمة عليها، فكتب التاريخ و الأثر مملوءة بسموم حكمها وسوء عاقبتها، إلا من إمتثل للحق فكانت له عقبة الخبر والأثر.
إن من سنن الله أيضا سنة الاستدراج التي هي من أخطر سننه التي حجبت عن أعين الجبابرة و الطغاة، قال تعالى : {سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ * وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِين}، و الاستدراج كما قال الإمام الزمخشري رحمه الله:" نستدنيهم قليلا قليلاً إلى ما يهلكهم، ويضاعف عقابهم (من حيث لا يعلمون) ما يراد بهم: وذلك أن يواتر الله نعمة عليهم مع انهماكهم في الغي، فكلما جدّد عليهم نعمة ازدادوا بطرا وجددوا معصية فيتدرجون في المعاصي بسبب ترادف النعم، ظانين أن متواترة النعم أثرة من الله وتقريب، وإنما هي خذلان منه وتبعيد ، فهو استدراج الله تعالى " . فمن هنا بين ابن خلدون رحمه الله في مقدمته كيفية قيام وزوال الأمم وما بنت وكيف تندثر ، وأن هذه الأمم تمر بثلاث مراحل مهمة قسمها إلى قرن من الزمن ونصف تقريبا ( 120 سنة)  وهي: مرحلة البناء - مرحلة التمتع بالإرث - مرحلة تبديد الإرث .. فمرحلة البناء تكون على عاتق من أسس لبناء الإمبراطورية، وخطط لها بشتى الأساليب والذكاء والمكر فيكون ذلك أساس الدولة و ركائزها، ثم يأتي جيل من بعد النواة الأولى يحافظ على إرث وخطط الجيل الأول، فيطوره إلى مكاسب سياسية و إقتصادية وازدهار في شتى الميادين، ثم يأتي جيل ثالث يجد النعم على موائد الخيرات فلا يشكر ولا يستر، لا يأبه بتضحيات الأوائل ولا بما أوكل اليهم من حفظ الأمانة، فسيدنوا إلى الهلاك قليلا قليلا، من حيث لا يشعرون، ومن ذلك أن تتوافر عليهم النعمة فيظنوا أن لطف من الله تعالى بهم، فيزدادوا بطرا وانهماكا في الغيّ حتى يحق عليهم كلمة العذاب، فتكون الهلكة للجميع وخاصة للبناء الذي حمى وستر، فيصبحون من الهالكين.
إن ما نراه اليوم من هلاك الأمم و قرب اندثارها لهو مقت الله على القوم الكافرين، و أن الله يرث الأرض لعباده الموحدين، وان العقبة للمتقين، فلا تبديلا لسننه ولا تحويلا سبحانه و تعالى.
فقد رأينا بأم أعيننا كيف زال الإتحاد السوفياتي وكيف اندثر و تقهقر بعدما كانت إمبراطوريته لا تكاد أن تغيب الشمس فيها، وعلى يد من، على يد من سموا بالأراذل و كل المسميات حينها، فأذاقوا أجداد بوتين الخزي والعار في أفغانستان، وخرجوا مهزومين يجرون ذيول الهزيمة، ومنها كان تفكك هذه الإمبراطورية التي حكمت بالحديد و النار، وورث الروس هذا الإرث الثقيل من العار، واليوم يعيدون الكرة مرة ثانية وكأنهم لم يتعلموا الدرس من أسلافهم ومن التاريخ، وهاهم اليوم ينزلون بأرض الخلافة ، أرض الأمويين بخليهم وخيلاءهم، فسيلقون نارا وتقتيلا .
إن القطب الآخر المتمثل في أمريكا، فبعدما أزاح المجاهدون القطب الشرقي من على خريطة العالم، أراد تزعم المعمورة، وكرر نفس الخطأ الذي ارتكبه الإتحاد السوفياتي وبدوره لم يدرس سنن التاريخ، يقول الكاتب الأمريكي بول كينيدي:" إن أمريكا تتوسع في استخدام قوتها العسكرية ، وتتمدد استراتيجياً أكثر من اللازم وهذا سيؤدي إلى سقوطها " . فجاء الأمريكان إلى العراق ودخلوا بغداد الرشيد عام 2003، وعاثوا غطرسة إلى عام 2008، فكان لهم بالمرصاد أبناء التوحيد وخاصة دولة العراق الإسلامية والتي نكلت بهم أشد التنكيل حتى فاق مجموعة العمليات التسعين عملية يوميا، وهذا بشهادات موثوقة حسب شبكة CNN الإعلامية والتي تحدث عن أكثر من 165000 عملية ضد الأمريكان و حلفائها، والنتيجة كانت معروفة وكيف ذلت أمريكا وقتها ولله الحمد والمنة .
إن من قاتل أمريكا وهزمها شر الهزيمة كان أقل عدة وعددا مما هو عليه اليوم، سلاح الفتية حينها الإيمان بالله عزّ وجل و التوكل عليه والأخذ بالأسباب السنية و الكونية، فكان لهم عز الدنيا و الآخرة، سياستهم الحربية كانت نبوية " بعثت بالسيف بين يدي الساعة وجعل رزقي تحت ظل رمحي ..."، فكانت الغنائم لا تعد ولا تحصى بفضل الله عزّ وجل ومنه، وبعد خروج الأمريكان مدحورين .
/
يتبـــــــع ..
========================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريـــخ 10/10/2015


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire