Rechercher dans ce blog

dimanche 29 mars 2020

مقال بعنوان " ما وراء انسحاب أمريكا من العراق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري




ما وراء انسحاب أمريكا من العراق 





الإنسحابات العسكرية لدول الغرب أمريكا وفرنسا من العراق إنّما ذلك عائد للاستنزاف المالي خاصة وللركود الاقتصادي العالمي الذي دخله الغرب بغلاف تحذيري من وباء عالمي، فقد انتهت المليارات السهلة باسم التمدد ونشر الديمقراطية ولم تعد التقلّبات السياسة تخدم الغرب. ولعل في إعادة انتشار المحترفين من العسكريين الغرب في بلدان الساحل الإفريقي لخطورة تمدد الثقب الأسود من مالي الى حدود بلد منديلا يضاف كأحد أسبابه، فأمريكا تدرك أنها خسرت الحرب على الأرض بعدم استطاعتها القضاء على كابوسها الدائم من حيث عدم القدرة على الصمود في تمركزها المعروف، فقد انقلب السحر على الساحر بعد هذا الهروب من العراق‏، فبعد أنّ حملت على عاتقها طرد الثقب الأسود من مركز ثقله في كل من الموصل والرقة وتعهّدت أمام العالم بنزع هذه المدن الرمزية منه فها هي اليوم تفرّ من قواعدها في كل من العراق وسوريا تجرّ حبال الذل يكسر عنقها ومن معها من كلاب، وشتان بين من قاتل ليصمد ومن فرّ وهرب لينجو بجيبه متنكّرا لتعهّداته.
فساستهم صدقوا اليوم حينما قالوا أن العالم ما قبل كورونا وما بعد كورونا ليس هو العالم الذي سيكون، فالمعادلة على خطّين لا يلتقيان، فقد انتهت البحبوحة المالية بعد أن أصبح الكل يتاجر في الدخل الأول للدول ألا وهو النفط والغاز، فقد ظن الغرب أن بإمكانه الإكتفاء استراتيجيا من حيث الطاقة وأصبحت امريكا تنتج ما كانت تستورد ومستغنية عن سرّ قوّتها ألا وهي مليارات بلدان الخليج من حيث التسويق وإعادة نشر للأموال باسم المحافظة على الكراسي وصفقات السلاح المشبوهة، وكل ذلك كان بثمن في أسواق الطاقة إذ كان برميل البترول لا يُسمح له دون سعر الحسابات الدقيقة، فالاكتفاء الذاتي جعل من امريكا لا تعي نظرة لسعر البترول الحقيقي إذ به تكون البحبوحة المالية إو الأزمات الاقتصادية، فالركود ناجم من حيث إهمال مصدر الدخل الحقيقي للدول والتلاعب بأسعار الطاقة لجعلها تساوي بالون الماء الواحد، وهذا من الغباء الاستراتيجي الذي لم تتبعه الصين ولا تزال مربوطة بنفط روسيا والسعودية، والمتأمل للأحداث أن سعر البترول تهاوى قبل كورونا وذلك لتتصدر امريكا البوابة النفطية من خلال المخزون الاستراتيجي والنفط الصخري ما أدى إلى تراجع الطلب العالمي على الطاقة وبالنتيجة ما نراه من سعر للبرميل اليوم ، فالغرب اتبع سياسة امريكا من حيث التخزين تارة تلاعبًا بالأسواق وتارة بسرقة النفط كالحاصل في افريقيا وعبر شركات أوروبية وراء نفس عقلية امريكا من حيث المساومة على السلطة.
أقول، إنّ ما نراه من أزمة صحية مغلّفة إنّما ذلك ناتج من انهيار جيو-سياسي تنظيري لأمريكا وحلفائها وذلك بضخ البترول والغاز في الغرب بطرق جنونية من حيث التخزين والتسويق حتى انهارت أسواق المال والبورصات والمؤشرات الإقتصادية وهذا منذ أن دخل الغرب وعلى رأسه امريكا في حرب مع الثقب الأسود، فقد أدركت أمريكا أن ليس بإمكانها هزيمته على المدى المتوسط والطويل وإنما لعبت على وتيرة الوقت بإبعاده عن الساحة السياسية بما شهدناه من حملات عسكرية وإعلامية غير الأخلاقية وبفعلها هذا أجّلت هزيمتها وراوغت من حيث الإعلان حتى (ابتكروا) فيروس كورونا الذي بفعل فاعل هوى باقتصاداتهم الى ما نراه اليوم من انهيار رهيب، فبدخول امريكا الحرب على الإرهاب كانت في صراع مع الوقت وإن الإرهاب جندي من جنود الله لن يهزم وهذا وعد الله عبر تاريخ الإسلام، فنفقاتها العسكرية وتمددها التخريبي بغلاف الديمقراطية لم يعد يكفي لسد تموقعها في بلدان الارهاب، فالاستنزاف أكل ونخر خططها وسعرالبترول قضى على حلمها وبفضل غبائها، وديونها الداخلية والخارجية ستنهي امبراطوريتتها عن قريب وسنشهد إنسحابًا وانكماشا رهيبا لأمريكا في العاجل القريب .. والله أعلم !

السلام عليكم

=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 05 شعبان 1441 الموافق ل 29/03/2020



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire