عملية غصن الزيتون التركية في سوريا ..
إن اسم عملية "غصن
الزيتون" في عفرين مأخوذ من مصطلح فلسطيني له علاقة
مباشرة بأمن اسرائيل، لذا اختيار هذا الاسم لم يكن
من فراغ بل كان مقصودا بهدف تأمين اسرائيل وحماية حدودها، لذا عمِد
اردوغان
وأمريكا وروسيا واسرائيل الى انشاء منطقة آمنة وعازلة وبعيدة عن العمق الإسرائيلي،
وابعاد كل تهديد محتمل او وجود فصيل مقاتل لا ترضى عنه اسرائيل على حدودها وخاصة
هضبة الجولان.
طبعا فان تركيا بصفتها عضوا هاما في
الناتو
متعهدة بحماية أمن اسرائيل وذلك وفقا لأحد شروط وبنود الناتو التي أُدرجت عند
تشكيله من طرف امريكا، اذ ينص على كل الأعضاء
الدفاع عن الكيان الصهيوني بالقوة إن تطلّب الأمر
ذلك من أي تهديد قريب أو بعيد، وباقتراب نهاية الحرب في
سوريا
فالترتيبات على قدم وساق لخلق منطقة عازلة وآمنة مع اسرائيل تكون بمثابة منطقة
بعيدة عن العمق الاستراتيجي للكيان الصهيوني، فأمريكا وبمشاورة روسيا أوكلت المهمة
لاردوغان بإنشاء هذه المنطقة من كوباني إلى الباب
مرورا بعفرين و ادلب مضحّية بأكراد سوريا ، ومن ثمة يكون
هذا الشريط الحدودي عمقا استراتيجيا لـ تركيا وكذا لإعادة المهجـرين السوريين
واعمار هذه المناطق بمن له الولاء التام لتركيا، وهكذا ستعمل تركيا كشرطي مرور يراقب
للداخل اليها والخارج منها. وانطلاقا من هذا تتعهد الدول الكبرى والمنخرطة في حرب سوريا
والفاعلة على مستوى إنهاء معاناة شريحة من الشعب السوري، فيجعلون من هذه المناطق
ككنتون فدرالي قابل للحياة في اطار التسوية النهائية للنزاع في سوريا ..
أما اسرائيل ستعمل على تثبيت حكم الأسد في
الحفاظ على أمنها وخاصة على حدودها في الجولان حتى يتم ايجاد البديل له في عملية
سياسية ستكون طويلة الأمد والنفس، تتحكّم في خيوطها من خلال أمريكا وروسيا وتركيا،
ولإبعاد أي تهديد لها ولعمقها الاستراتيجي من خلال حدود 67م، وتدخلاتها أخيرا من
هذا السياق ، ولعل المتابع للساحة السورية قد يتفاجئ بافتقار وشبه انعدام لتصريحات
النظام السوري حول عملية غصن الزيتون أو داعميه كالروس
والايرانيين، فتصريحات الفرقاء شبه خاوية سياسيا أو على استحياء خاصة من الجانب
الروسي نظرا لكون العملية مرتّبٌ لها سلفا وتعد من ضمن التسوية السياسية مستقبلا
وكحسن نية لإنهاء الحرب .
===================
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 08 جمادى الاولى 1439 ه الموافق
ل 25/01/2018
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire