Rechercher dans ce blog

samedi 20 janvier 2018

مقال بعنوان " عذرا شيخي ولكن الحقّ أحبّ إليّ من الخصومة " بقلم المدون نورالدين الجزائري


عذرا شيخي ولكن الحقّ أحبّ إليّ من الخصومة ..

أرادوا إثبات مصطلح الخوارج للجماعة المجاهدة المتمسّكة بالوحيين في الاعتقاد والعمل، فكان ما كان من تجاذبات فقهية وآراء متبادلة ونصوص اُريد بها واقع الجماعة، فحصلت القطيعة ما بين الأب والإبن، والأخ بأخيه، والشيخ بتلميذه، والتلميذ بأقرانه، والجماعات مع بعضها البعض، من المسالمة إلى المقاتلة، من الديمقراطية الى الثورية، الكل أخرج سكاكين الجرح والتعديل، والكلّ رمى بالأقلام أيّهم الجماعة الحق بشهادة الغرب وحراس المزارع، فما كان من الكل إلا توحّشا إزاء من باع لله وقبل منهم البضاعة ..
تجاوز الكل اصطلاح الخارجية بعد أن نادوا على النصوص الشرعية، نبذتهم النصوص الربانية وحكّمتهم للحق الذي عليه الجماعة، ولّوا الدُبر كأنهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة، نبحتهم كلابهم المتربّصة وما أكلوا من جيفة، بعد التناطح والتناطع للهوى والانتصار للأيديولوجيات المعاصرة، سقط الكل في دين الديمقراطية وفي محاولة عزل الفرقة الناجية، وكيف يَطهر الجسد بغائط امريكا وبول الحكومات الوظيفية ومن ثمّة يتصدّر المنابر وينادى في الملأ أن اعلوا دين التسامح والوسطية، وأعرضوا هذه المرة عن الغلو والغلاة المكفّرين للمجتمعات والجماعات "المقاتلة"، هذه المرة يريدون الدخول إلى ما عهدوا إليه أول مرة من باب ذمّ عقيدة الغلو زعمهم وتثبيتها وإلصاقها بالجماعة حتى ينتصرون لخسائرهم وتملّقهم عند العجز بوصف الجماعة بالخارجية ..
تساءل البعض ومنهم شيخي غفر الله له ما سرّ تراجع الجماعة المنبوذة من طرف الغرب والحكومات الوظيفية وجماعات الفصو، ومرابطي التواصل الاجتماعي من شتى الأطياف والأصناف بهذه السرعة على الرباط والأرض، أين تبخّر المقاتلون فيا للهول و يا للمصيبة، وكأن شيخي ومن على شاكلته نصروا الجماعة في السراء وتساءلوا عن حقيقتها وأحيانا حتى على عقيدتها في الضراء، نعم الكل ناصر الجماعة في البسط وعند الاصدارات المرئية والكلمات المسجّلة، نعم دأب المسلم اليوم مادي أكثر ما هو روحي، كيف ولا وقد تحاشى كل النصوص التي انفق فيها النفس والنفيس لإثبات الخارجية على القوم ولم يكلّف عشر نفسه في البحث كيف أن الله يحبّ أن يصقل المخلصون حتى يتّخذ من البعض شهداء الآخرة ويجعل البعض الآخر شهداء على المنافقين وكيف يتلاعبون بالدين والمعتقد وحتى بالرجولة، زعموا أنهم هربوا، زعموا أنهم انحازوا الى مناطق آمنة، مخلّفين وراءهم العيّل والذرية، زعموا أنهم انتقلوا الى ولايات أخرى عبر طائرات امريكا، زعموا وزعموا وزعموا، وكل ذلك ليُلصق بهم العمالة في جلب العدو للديار وتسليمه الأماكن والضّيع والخيرات، وكأن امريكا محتاجة إلى مزيد من الخيرات، ألا يكفيها مزارع كلاب الحراسة؟، قارنوا ما بين دولارات الحكومات ودريهمات الجماعة، قارنوا ما بين حقول النفط والغاز وما تم اغتنامه من هذه المواد، قارنوا عقولكم وزِنوها بميزان كفّار قريش والعرب الأولين وانظروا محلّكم من ميزان شريعة الغاب فقط، أصبحتم أضحوكة الأقليات المسيطرة على كل خيراتكم، لِمّ لم تسألوا أنفسكم وعلى الأقل من كان تحت شرع الله في المدن التي اعنتم المحتل على سلبها وإرجاعها لحكم الكفر مرة أخرى، أكانوا آمنين أم تحت غلوّ وغلاة متمسّكين بزمام الحكم ومفاصل الدولة.
 قرأنا لكم ما كنتم تكتبون وتنشرون عن الأمن والأمان الحق تحت حكم الجماعة المنبوذة، فكم من تصفيقات وتهليلات رجّت بها صحفكم وخاصة صحيفة شيخي الذي انقلب في عشية وضحاها على من كانوا قدوة في تأصيل وتثبيت حكم الله على الارض من بعد ما أطفؤا جذوته، ولا يزالون بدَلْو الماء متربّصين لكل دخان هنا وهنالك لإخماد صورِه وإذهاب رائحته، لكن الفجور في الخصومة أعمت القلوب قبل العيون، وهذا ديدن من سلّم عقله للمنافقين وأعداء الدين ..
كان شيخي دائما سبّاقا لنصرة ما يحمل هؤلاء من حق، وقد ناظر على ذلك أعتى منظري القاعدة، ألجمهم حجمهم في كل فرصة، ولكن شيخي كانت له مآرب أخرى، كان له "طلبة" في وسط الجماعة المنبوذة، وممّا كان بيني وبينه محادثات صريحة، فسألته عن مدى تصريحه بقتل زعيم الجماعة، فما كان ردّه أنه وثّق المقولة واحتجّ بأن قتلوا له الطلبة، وهل يُفتى فهذه الحالة بقتل رأس المنظومة؟ وهل الأمير مسؤول عن دم من زعمت أنّهم قُتِلوا على أيدي الغلاة في وسط الجماعة، وهل تزر وازرة وزر أخرى، وهل كان رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- مسؤولا عن دماء بني جذيمة لما قتل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- منهم وأسر أَمْ قال اللّهم إنا نبرأ إليك من فعل خالد ؟ وهل فعل من قتل الطلبة يعمّ المقاتلين الآخرين من أمراء وعلى رأسهم الأمير أو الخليفة ؟ فهل غلوّ البعض في المسائل الأصلية في الاعتقاد والعمل أم في جزء من الجزئيات، إذ الجزء والفرع لا ينشأ منه أصلا القدح في أصل اعتقاد الجماعة !، الم تقرأ شيخنا ميثاق اعتقاد الجماعة من مؤسسها الى مستلمها أم غيّروا من المعتقد وإن كان كذلك فنبئنا بخبر يقين !، فهل الرماة في وقعة أحد الكبرى كانوا مسؤولين عن ما آلت إليه الدماء في الغزوة أم كانوا متأولين ! فلا أرى منك شيخي معذرة إلا فجور من جنابك في الخصومة والحق أحق أن يُتّبع ولا مداهنة ..
كنت ولازلت أحب أن اقرأ لحضرتكم وتعلّمت الكثير من جنابكم، وما لاحظته منكم شيخنا أنكم كنتم تحبّون بعضا من قول الإمام المعلمي اليماني -رحمه الله تعالى-حيث يقول: "وأعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ ابتلاء لغيره أيتبعون الحق ويدَعون قوله أم يغترُّون بفضله وجلالته .."، وكذا أثر"ما أحسن الإنصاف"، " لما سمعت عائشة ماذا كان يفعل معاوية بن حُديج كقائد من إحسان لجنده في غزواته دعت له مع أنه قتل أخاها محمد بن أبي بكر.."، فلم أفهم حينها لمَ لم تعذر بعض المقاتلين من الجماعة رغم قتلهم لطلبتك، فهل زِنتَ بحر حسناتهم أمام سيئاتهم وما اقترفوا من جناية، فمن المسؤول هنا عن الدماء: الأمير وجلّ الجماعة أم من تسلّل خلسة في ضوء شح المقاتلين وحصار كل من يتفوّه بنصرتهم وامدادهم ولو بنصر يسير ؟ من هؤلاء "القتلة" أصلا حتى حكمت على الأمير بالجهل وتلاعب به ونسفت ثقة وعلم من أعطاه ثمرة البيعة من الافذاذ السابقين، أين الانصاف في القول والعمل أم هنالك مآرب أخرى لطالما تحاشينا سماعها ولكن هل نفتح سجلّاتها وما قيل؟ فهل من تعوّذٍ ورجوعٍ إلى يسيرٍ من الحق مع الجماعة ونصرتهم إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا .. !!
السلام عليكم ..


 ========================

كتبه: نورالدين الجزائري
03
جمادى الاولى 1439ه الموافق ل 20/01/2018



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire