Rechercher dans ce blog

dimanche 21 janvier 2018

مقال بعنوان ّّ" ماوراء عملية عفرين حقيقة ؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ما وراء عملية عفرين حقيقة .. ؟!

لإيران اليوم الحق ان تستريح وتنظر لتهافت كلاب الغرب على الفضلات وما تبقر على موائد المؤامرات في سورية، لها الحق اليوم ان ترتاح لمَ قدّمته من تضحيات جِسام لإرساء معالم شرق اوسط جديد ضحيّته السنّة السذج وطلاب الحيوانية، لها الحق سيدي بعد ان حققت حلم العباسيين في إخراج الجيوش لنصرة المستضعفين من المسلمين، نعم نجحت إيران بخطط امريكا واموال الخليج بأن يكون لها قدم صدق في طهران وقدم خيانة من حدودها مع العراق الى المتوسط مرورا بلبنان وسورية، فما أحداث الاضطرابات الأخيرة في بلاد عبدة النار والسواد إلا لصد عيون الحسّاد على نصرها في مشروعها التوسعي على حساب الدين والتاريخ واللسانيات والخيرات في بلدان الشرق الأوسط الجديد ..
لعلّ القارئ ابعدته نوعًا ما عن مقالتي ومضمون كلامي حول ما يجري في هذه الآونة في مدينة #عفرين السورية الحدودية مع تركيا، ولكن القارئ سيفهم مغزى كلامي في سياق الحديث عن اقتراب تسوية القضية السورية برمّتها في شقّها السياسي، إذ تراءت خريطة القسمة والتركة من سبعة سنين عجاف من الثورة السورية، فهي حقّا عجاف بالنسبة لأهل "السنة" في ديار العلوية، فمدينة عفرين هي ملحمة القوى الغربية الصليبية والأخرى العلمانية متّحدة ضد المشروع الإسلامي "الوسطي"، فحال كل الفصائل ومجمع الفقه السني للجيش الحر في مقاتلته للنظام بأن يحصل في الأخير على دولة مدنية بروح وقلب علماني وبلسان أبي بن سلول داخليا، فالسنين العجاف للثورة السورية غربلت الساحة تماما، وخندقت الموالاة والتحالفات يقينا، وأفرزت تُبّعا في الداخل واتباعا في الخارج، إذ عمد المخطط على إنهاك الجميع وسلبه إرادة القتال إلا جماعة واحدة معلومة معروفة، وكان ذلك بإدراج نحو 25 الف مقاتل من الجيش الحر لمساندة تركيا في عفرين ضد مشروع جيش وهمي كانت أمريكا أعلنت عنه إعلاميا حتى تُخندق هذا الكم الهائل من المقاتلين " السنة" وراء مشروعها المتمثل في إعادة الحدود لسوريا المعترف بها قبل بداية الثورة والسنين العجاف ..
فعملية عفرين عملية وهمية من الأساس، فلم تكن يوما من الأيام بؤرة توتر أو قلق بالنسبة للنظام أو تركيا، فأكراد منطقة عفرين وسنجار وكوباني خدموا نظام بشار عن طريق قسد وبعدها أمريكا في مقاتلة حصريا الدولة الإسلامية، وإعلان أمريكا من ايام بإنشاء قوة كردية قوامها 30 الف من مقاتلي "ب ي د" و"ي ب ك" وهم مجموع قوات سورية الديمقراطية و #PKK لم يكونوا من الارهابيين يجب استئصال خطرهم وبسرعة وملاحقتهم من سنجار الى الحدود العراقية كما يروّج اردوغان لذلك في هذه الآونة عندما استعملتهم أمريكا في كوباني وريف حلب واخيرا في الرقة كحمير وبغال طروادة ضد داعس، فالكيل بمكيالين ايقونة النفاق السياسي، واردوغان عشعش حاله في المبات ليلا مع العاهرات وعند اذان الفجر تراه من اصحاب اوائل الصفوف، فأمريكا تريد انهاء الصراع في سورية بين كل الفصائل المقاتلة للنظام السوري باستثناء من ارست لهم قواعدها على أرض المفاحيص تحسّبا لقتال طويل الأمد بينها وبين من لا يعترف بالنظام الدولي ولا بالاتفاقيات السرية او المعلنة فيما يخص انهاء الصراع بعملية سياسية تكون الحصة فيها سيّدة الخدمات ولمن والَ وخدم المشروع اشرق اوسطي الجديد ..
فالكل منهك من شدة السنين العجاف التي ألمّت بالثورة السورية، والكل يريد حسم الصراع ولو بالمحاصصة السياسية، فأمريكا بعد ان تخلّت مرحليا عن بلد للأكراد من السليمانية الى #كوباني عين الاسلام، ها هي اليوم تحصي أكراد سوريا بعد ان خدموها لتعطي لهم مقعد صدق ووفاء لأعملاهم الجلية في العملية السياسية المرتقبة، وقد اوعزت الأمر كذلك للجيش الحر عن طريق اردوغان وراح يحصي نفسه سياسيا بأنه الممثل الوحيد للشعب السوري السني وأظهر بذلك تعداد قوّته والتي قدّرها بما يساوي تقريبا عدد الاكراد وهو 25 الف مقاتل، فأمريكا وبتعاون مع روسيا وتركيا وإيران سيُدمجون الجميع تحت جيش جديد من خلال المحاصصة في عملية سياسية متوسطة وطويلة المدى تقضي برحيل الأسد كوعود مرحلية يتوافق عليها الجميع لإنهاء الحرب بين النظام وميليشياته من جهة والجيش الحر والمتحالفين معه من جهة أخرى، وعزل الدولة الاسلامية والقاعدة عن المشهد السياسي ومحاربتهما مباشرة بهذا الجيش تحت قيادة وإمرة أمريكا وتركيا لاحقا ..
فأمريكا عند إعلانها تشكيل قوة كردية لم يكن من عبث بل من حسابات داخل تركيا اصلا، فالأكراد في تركيا امتعضوا من عدم وفاء امريكا بتعهداتها ازاء قيام دولة كردية في المنطقة، بل التصريحات بتفاوت في خيانة أمريكا لهم، فعملية عفرين قبل انطلاقها احتوتها امريكا سياسيا وعسكريا، سياسيا داخل تركيا اذ خطب فيهم اردوغان اليوم وطمأن اكراد الداخل بأن العملية موجّهة ضد حزب العمال الكردستاني PKK واشاد بارهابه كعنصر تخريبي وعامل عدم الاستقرار في تركيا اذا دُعِم في معاداته للداخل، وذكر في سياق ذلك ما حقّقه الاقتصاد من نمو عام 2017 ومن دخل يساوي 200 مليار دولار كأرباح من خلال سياسات حكومته، فاردوغان يجيد دغدغة الخصوم داخليا وخارجيا، وهو من دغدغ عواطف الحر وهتش في تسليم حلب، والايام دول والكرة تُعاد بالنسبة لإدلب عن طريق عفرين، فالجولاني مساهم في هذا السيناريو اليوم في إعادة مدينة إدلب الى حضن بشار عن طريق اردوغان ومنها اعادة جل المدن على ما كانت عليه سوريا بشار قبل الثورة، وهذا ما صرّحت به امريكا عند إعلانها القيام بإنشاء قوة كردية مهمّتها حماية الحدود وعدم الاصطدام مع الجيش التركي عليها وهذا الذي اعتبره اردوغان مدينة عفرين وإدلب من عمق تركيا الاستراتيجي، فالجولاني بعد ان تنصّل من القاعدة نهائيا يريد اليوم مصير عبد الحكيم بلحاج الليبي، احد زعماء الجماعة الليبية المقاتلة لنظام القذافي سابقا، وخروجه سياسيا سالما غانما وحصّته من العملية السياسية الشاملة المرتقبة مستقبلا ..
فتصريح اردوغان اليوم أن عملية #عفرين ستكون خاطفة وسريعة وأنها محدودة السقف زمنيا يدخل في مدى جاهزية الفصائل السورية في الانخراط تحت اوامر الجيش التركي او بالأصح تحت إمرة حلف الناتو وبقيادة أمريكية صرفة، فالأكراد تم إدخالهم في صف امريكا مبكّرا، واليوم نشهد اكتمال صحوات أمريكا من فصائل الحر وجاهزيتها للتعامل مع أعداء مهندس الشرق الاوسط الجديد وانخراطها مع الأكراد في محاولة استئصال عدوّهم الوحيد وعدو الكل في الشرق الاوسط والعالم العربي برمّته ألا وهي الدولة الإسلامية، فأمريكا اليوم اصبح لها قدم قوّة في سوريا بذراعيها المضاد ايديولوجيا من الإلحاد والإسلام "الوسطي" ..
فمدينة عفرين اليوم بمثابة أرض تقطيع الكعكة على الجميع في سوريا، فأمريكا حازت بدرع وذراع قاتل وحامي لرسوخها على أرض الملحمة وهذا قدرها، وتركيا أمّنت عمقها الاستراتيجي بإعادة عفرين ولاحقا ادلب لنظام بشار وكحامية لحدوده، وروسيا وطّدت وجودها كحاكم عسكري الأوحد لنظام بشار، وإيران فازت بالجائزة الكبرى اذ فتحت طريقا لها للمتوسط حتى تغدق اسرائيل واوروبا بالبترول والغاز، وخسرت كل البلدان العربية في الأخير وأضحت اضحوكة القوى الفعّالة في المنطقة وكشِيك على بياض لآلاتها المدمّرة لإعادة إعمار مدن السنّة لتتمتع بها الأقليات الحاكمة، فهذا ما وراء معركة عفرين حقيقة، وما تخفيه الأيام للجميع فلنا كلمة فيه قولا وتفصيلا ورؤية ..
السلام عليكم ..

=====================

كتبه: نورالدين الجزائري
04
جمادى الأولى 1439هـ الموافق ل 21/01/2018






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire