Rechercher dans ce blog

samedi 28 avril 2018

مقال بعنوان " الرنديون والنفاق " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


الرنديون والنفاق ...

‏ما ذاق طعم الإخلاص من سلك طريق الانتقاص أبدا، وما فهِم التثبّت عند الخبر من تسرّع بالتشبّث على الحكم من دون قواعد، وإذا كانت هناك محاولة للنيل من الصادقين عسكريا فالمحاولات أكبر وأوسع ممن يريد النيل منهم معنويًا، فالعدو الظاهر لا يمكن أن يخيف المسلم فهو موصوف إذا توكّل على الله بعد الأخذ بالأسباب الكلية، وإنّما يؤتى الإسلام من باب اللاّمسؤولية ومن المنافقين المتربّصين بالصادقين الدوائر والعثرات، فبعد أن عجزوا في إلباس المجاهدين قميص ذو الخويصرة وقد تحزّب الجهابذة لذلك وردّوا عادية القوم وانتكسوا لشدة حرص الصادقين ودفاعهم عن بيضة الإسلام وخاصة ذروة سنامه، وركنه السادس من الإيمان، ويعلم الله أن ما ضعُف دينه إلّا من سموم بعض المنتسبين إلى الإسلام ظاهرا، وحكمة الله جليّة في مثل هؤلاء، فكلّما زاد عزّ الإسلام وقوِيَت شوكته وتعالَ نموسه انزوى وخمِد ظلّ المنافقين وسلكوا الجدران يبتغون رضى المؤمنين بالآخاء والسؤدد والنصر والمؤازرة، وكلّما امتحن الله العصبة المؤمنة ليجعل منها نواة العقيدة وحراسة الدّين بعد تسلل من في قلبه ريب وزيغ إليها إلّا ورأيت الشرذمة ينتقصون من أهل التوحيد، يرمونهم بكل نقيصة وتهمة زائفة، وذلك إلّا عندما يريد الله إخراج ما في جوف هؤلاء من مكر لدينه ولأوليائه حتى يحذرهم المؤمن ويريه سوء عملهم وتملّقهم للصليبيين والمرتدين ..
إنّ مثل هؤلاء القوم كالذي على أبواب من يريد دخول دار الوشاية، والوقوف على الصادقين داخلها، ونقل ما هم عليه من أمر وبناية لأعداء الدين والملّة، وإذا انقلب إلى المعسكر الآخر اجترأ على الستر وراح يبيّن مكمن القوة والضعف والهيمنة، فَلَمَّا وجد مفتاح الباب عليه كلمة سرّ راح ينتقص أحوال البناء وهندسة الإعمار من غير رعاية على من في الدار، فكم من صورة لا تعكس محتوى فلسفتها ولا مرادها، وكم من تشويه للأمور من باب الحقد والهوى وعدم أنصاف الشيء ولو من الخصم، فمن لم ينصف خصومه في الاحتجاج عليهم لا يمكن أن يُقبٓل بيانه وفِي الأخير يكون من الظالمين لما قدّم ولبرهانه، فالحق سمة المخلصين في إيصال دعاوى الخصوم بإنصاف وتبيين، والعدل في الخصومة من شِيٓم الثابتين على إيصال ما اختُلِف فيه من الحق، والحق واحد ولابد أن يكون احد الطرفين من الظالمين ..
فإن ما جرى ويجري اليوم وخاصة في سوريا والعراق لهو ملخّص لحال هؤلاء المنافقين الجدد، نعم إنّهم منافقون وزيادة، بل النفاق كما أصّله أهل الحل والعقد هو إظهار الخير وإسرار الشر، وهو أنواع: اعتقادي وهو الذي يخلد صاحبه في النار، وعملي وهو من أكبر الذنوب ؛ وذهب طائفة منهم إلى القول أنّه قسمان: أحدهما أن يكون الخبر أو الفعل في توحيد الله وتصديقه، أو يكون في الأعمال، فإن كان في التوحيد كان صريحاً، وإن كان في الأعمال كانت معصية، وما يرتكبه القوم اليوم فهو داخل في باب التوحيد من نفي وإبطالٍ للحاكمية المطلقة لله، وللتحاكم إلى كتابه وسنّة رسوله -صلى الله عليه وسلم- في الصغيرة والكبيرة وعند النوازل، فهؤلاء حكمهم معروف وإن ادّعوا غير ذلك، وآخرون هم العدو حقًّا وقد كانوا من قبل من المدافعين زورا ولحاجة في أنفسهم عن أهل الثغور، إلى أن فضحهم الله من خلال محن أهل التوحيد وما أصابهم من انحياز، فأوّل من سقطت ورقة التوت عنهم هم من كان يناصر وينتصر للمجاهدين الذين لم يكونوا محسوبين إلّا على الواحيين، فكانوا قبل ذلك وخاصة عند اندلاع جهاد السوريين من المتربّصين بمن جاء من العراق نصرة لِلدِّين والأهل، فكتاباتهم وتغريداتهم مصوّرة محفوظة وما نسينا سمومهم وكيف بين عشية وضحاها انقلبوا من حال إلى حال مناصرين عند الغلبة وفتح المدن والتنكيل بالأعداء من نصيرية ورافضة وآخرين، بل استبشروا نفاقا ورغبة في فتح لهم باب الدار للاطلاع على ما فيه من رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ولكن الإقبال على الآخر يوجب الصدق والتوبة عمّا قيل وإظهار ذلك قولا وفعلا وكتابة وتبرّئ مما سبق، وما أغبى القوم وما صدر عنهم من حقد وغلّ وقراءة لهم وما بين السطور، فلم يُنسى لهم هجومهم بالرديئة والفحش أحيانا على من كان يتصدّر البيانات وتوضيح التوجهات وإفشال المؤمرات، وكم من مرّة سُبّٓ وعلى الملإ بتغريدات لا تنبع عمن في قلبه صدق لجهاد الأمّة ضد أعدائها، وكان الحقد أيضا عبر تقوية المناوئين للموحِّدين أصحاب المنافع الدنيوية والمخترقين من طرف طواغيت المنطقة وأسيادهم من صليب ويهود، وكان على أحدهم من تصدّر الطعن وأوكِلت له مهام بث الشكوك أن يتبرأ أولا من صنعته في مؤسسة إعلامية معروفة محاربة لله وَالرّسُول وللسلف والخلف، فظنّ أنّه باستطاعته مخادعة الذين آمنوا بل الله كان أسرع مكرًا منه، وأخرج ما في قلبه من مرض، وألبسه حُلّة أبي بن سلول إلى أن يتوب ويصلح، ومعه كثير ممن سلَّطوا ألسنتهم عند الفتح وبعد الانحياز، فكانوا عند الفتح لا تراهم إلّا عبر تأصيل مسائل الجهاد من تحكيم لكتاب الله، والولاء والبراء، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والحسبة، وحقوق الذمّيين ومسائل أخرى، ومن الحمق ما قتل ويقتل أن يتكلّم القاعد في مثل هذه المسائل الحساسة والتي تُوّصّل إلّا بفهم واقع الحال واستبصار في النوازل، فقرأنا لهم العجب العجاب وكأن ابن تيمية على رأس المجاهدين لصد التتار والقرامطة، وكان على من في الخنادق الأخذ بإرشاد من هم في الفنادق ، وا عجباه !!! .
فلسان حال القوم من مشكاة واحدة، من أهل النِّفَاق الأكبر والذي صاحبه معلوم داره يوم القيامة إن لم تكون توبة صادقة، فهم من أهل الخذلان بلا شكّ ومن الفاشلين في الدعوة إلى الله على نور وبصيرة، فمن خلال كتاباتهم فقد أظهروا تكذيب الرسول - صلى الله عليه وسلم- في الاعتقاد والحاكمية والولاء والبراء في تأصيلهم لمفهوم التوحيد على غير طريقة أمّهات الكتب والبيان، وعبر نفيّهم لبعض أحاديث الفتن حتى تجرّؤوا بأن يستهزؤوا بها كفتح روما وقولهم أنّ الغرب يعي أن الدخول الى رمز الصليب من الكلام فارغ، فإن لم يكن هذا نفاقا فما النِّفَاق الذي درسناه وتعلّمنا مخاطره على الأمّة والتعريف بأهله ومجاهدتهم باللّسان والسّنان، فبانتقاصهم للأحاديث الصحيحة فهو جحود لبعض ما جاء به الرسول، وبغض أهل من يعتقده، والتنفير والوشاية على من اتّبعه وجوبا، وكذا مسرّتهم لزوال نور الجهاد او انخفاض شعلته، وهذا ومن اعتقد ما قد سلف من تبيان الحال فإنّما صاحبه لا يكون إلّا عدوًّا لله ورسوله، وعونا لأعداء الدِّين، ممن لا يحكم بما أنزل الله، وظاهر الكفّار على المسلمين ولإخضاع الأمّة لعبودية الطواغيت وتذلّلها لأمم اليهود والصليب ..
فإنّ الناصح الأمين من أنصف الخصوم قبل نصرة الهوى، والنّفس، والحزب، والانتماء، فمٓن اليوم غير هؤلاء من ينتصر لدين الله محقّقين لعدالته في أعداء الله، ومن جسّد على الأرض معنى الحاكمية لله، وحكّم شرعه كما عُلِم، ومن انتصر للولاء والبراء وأخمد نار المجوس ونكّل بالمرتدّين، ومن حرّر الأسرى وانتصر للعفيفات في كل مكان وحين، وكيف النصيحة زعموا وإنّما هو انتقاص ونقيصة فيما نرى من " لو" وأخواتها وما فتحوا من وسوسة، فبعد أن رُدّت عادية المنظّرين في إلباس الصادقين قميص ذو الخويصرة، فكان لابد من أن يخرج الله من دوائر الصادقين من كان يتربّص بهم العثرات، وقد أظهرهم الله على حقيقة ما كانوا يعتقدون في الصادقين حق الاعتقاد، وأظهروهم على أنّهم جهلة وبدون مشروع للرعية، فهؤلاء المنافقون نسوا أو تناسوا الايجابيات من ردّ النّاس إلى دينهم وهنا الرسالة، وأن الإعمار والتسيير في ظل الحصار المفروض والظلم المفروش عليهم استثنائي في هذه الحالة وبحسب المعرفة والطاقة والمجهود، فعند عدم وضع الحرب أوزارها فكل شيء يهون إلّا تعليم النّاس التوحيد فهنا الرسالة، وَأَمَّا ما ترون من ضعف في الإمكانات فهذا من عديم جهودكم وكثرة تربّصكم بالصادقين الدوائر، وأنّ عملكم كان مقتصرا إلّا في تتبع العثرات وهذا من خبث سريرتكم، فما أقبحكم من قوم والجرح ينزف وأنتم تشاهدون ولا تحرّك، فهذا يُعدّ جريمة بغض النّظر عمن تضرّر، فعدم إسعاف الجريح جريمة في حقّه، وقانونكم يعاقب على ذلك، فكيف بمحكمة الله سبحانه، فلا جرم بعد اليوم وقد تخندق كلاكما وظهرت البواطن، وطارت صحف الصدق من الكذب وما تسطّرون، وَأَمَّا من تتلمذ عن قناة العربية وكتب مقالاته من تركيا فلا لُبْس أنّه من المنافقين وبالأدلّة، ومن ركِب طروادة النصح وكتب باسم الموصل وأهلها فلا شكّ في عمالته مع البعث والرافضة، ويعلم الله أن هرطقاته مفضوحة ومردودة من أساسها، فغبار المعركة ونيران لهيبها لم يُخمد بعد فكيف السبيل إلى مآلات النتائج وما الحرب مستعرة وهي في بدايتها، فالويل لمن تحزّب لغير الله وناصر الأعداء فسوف يلقى غيّا ..
السلام عليكم ..

كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 17 رجب 1439هـ الموافق ل 3 افريل 2018م

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire