Rechercher dans ce blog

jeudi 13 juillet 2017

مقال بعنوان " الحاكم بامر هواه " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


الحاكم بأمر هواه ..

التهديد الذي أطلقته دول القطيعة والحصار على قطر من وعيد بعد انتهاء المساعي الدبلوماسية ضرطة في فلاة، ودلالة على انّ من يتحكم بشؤون الاستراتيجيات في الأزمات جهلة بمفهوم نقاط الضغط وكيفية إدارة الخلافات، فالشاهد ان لا سياسة بعد الوعد والوعيد الّا المكر والخديعة في الايّام المقبلة، ففي البلدان المحترمة فإن الاستراتيجي من يحكم السياسي لان الأخير ماض والاستراتيجية ثابتة الوقت والزمن والتخطيط الى ان تحقق المغزى والثمرة منها، فامريكا تحكمها إدارة أمنية فبل ان تحكمها مجموعة سياسية، فمصلحة البلاد تقتضي تقديم القوة على السلم، والاستراتيجية على العفوية، والدراسات قبل حدوث الأزمات، فالمنظومات الأمنية في بلاد الغرب هي من تنحكم بالدوائر السياسية وتوجّهها في إطار سياسة تخدم المدني ومن ورائه العسكري، فابقاء دول التبعية في فلك القوي دائمًا ما يكون عبر استراتيجيات متوسطة او بعيدة المدى في تثبيت السياسة المتطلعة ..
فالدوائر الامنية هي عين السياسي الناضج ولسان حاله في تطبيق خططها لإخضاع الخصم نحو الرغبة او السياسة المفروضة، فلا تطلّعات بدون استراتيجيات مدروسة وقبل الأقدام على افتعال الأزمات، فقد قرأنا عن كيسينجر وامثاله في رسم المخططات لعقود من السياسات المستقبلية حتى لا ترل الأقدام عن الرغبات والطموحات المنشودة من وراء شد الوثاق على الدول المعنية في الدخول الى التيارات المفتعلة، وأقفاص الطاعة لتُسلب منها الإرادة العسكرية والسياسية، وهذه عين سياسة امريكا في العالم الاسلامي وخاصة في الشرق الاوسط، فمراكز الامن والاستعلامات أنشأت معاهد بحوث ومن خلالها جامعات وكلّيات تهدف الى تقديس سياسة القوي وغرسها في نفوس المستهدف، فالثمرة تُقطف بعد تحقيق مراسيم الاستراتيجيات المتبعة، والصبر على رياح المتغيّرات داخل البلدان المُستهدفة كمراحل أولية في تحقيق الأهداف، فنسبة النجاح بعدها تكون جد موفّقة وحصاد الاستراتيجية ثمرته التبعية المطلقة لدول المركز، وهذا الذي نحن بصدده اليوم كسياسات تابعة وعمالة مجانية لامريكا خاصة والغرب عامة ..
فَلَو رجعنا الى السياسات المطبّقة اليوم في عالمنا العربي والإسلامي لانعكست صورة التردي في الاستراتيجيات والتخطيط في شكل حمار يركب إنسانا، فالسياسة العربية الخارجية قد تكون منعدمة او شبه خالية وصفر في المحافل الدولية، وهذا من التبعية وتسليم الامن القومي العربي والإسلامي الى من خَطّط على ان يكون جزءً من منظومته الدفاعية، فعندما يصبح الامن القومي بيد الغرب تُضرب البلدان الاسلامية بعضها ببعض ويسلم من يريد به عبثاً فهنا الخلل في من وراء هذه الدوائر الامنية ولصالح من تعمل ولسياسات من تتبع، فلا عجب ان تتدهور الأوضاع الامنية في داخل من فقد خيوط الامن إِلَّا أمن القوي والحِفاظ على استقلاليته في العبث بالأوطان والمقدّرات داخل الوطن، وحراسة استثماراته المؤسساتية والبشرية، مرورا بمقصده وسرّ إنفاقه لكل ما هو رفاهية لمجتمعاته من خيرات بلدان التبعية، فالحاكم بأمر هواه في البلاد العربية لا يفقه او الاحرى في بوتقة ولاء للمركز وفِي سباق عمالة للاستراتيجية الموكّلة للحفاظ على أمنه الشخصي ومنصبه الذاتي، ولتذهب الاوطان ومقدّرات الاوطان الى جحيم العبث في مستنقعات المستعمر الجديد ..
ان أزمات الأُمَّة من نصف قرن خلَّت العاقل فيها حيران من السياسات العبث واللامبالاة في إطار التخطيطات للنهوض بسواعدها والمنافسة العقدية والحضارية والثقافية وكل ما له علاقة بالانسان، ولقيام الحجة على الحاكم والمحكوم في الاستخلاف وما يترتب على ذلك من تمييز عن الانسان الغربي في تحقيق الأهداف والتأسيس الى مفهوم جديد لصنع الاستراتيجيات ومجابهة التحدّيات والعواصف التي يمر بها عالمنا العربي والإسلامي، فأزمة دول التعاون الخليجي اثبتت فشل تحديد العدو من الصديق، والعمل ضد ثوابت الأُمَّة مقصدا وشريعة، فالسياسات الخارجية لهذه البلدان تكون كما نوَّهت شبه خالية من الاستراتيجيات الخارجية الاّ في مجال الكيد للأخ وللجار ولصاحب نفس العقيدة والمذهب، فعلى نفوسهم البأس وعلى العدو الرحمة وحسن المآل والنيّة الحسنة، وان دلّ على هذا الانهيار الاخلاقي انّما مصدره الحاكم بأمر هواه ولا رجوع الى استراتيجية ولا لرجالها ولا لدوائرها التي قد تكون شبه منعدمة في بلاد الامن والامان، ولا من تخطيط فردي وحسن إدارة في تعريف معنى المصلحة والمفسدة، والمنفعة والمضرة، فالكل ينبش من سياسة الاكل من شجرة الزقّوم، فلا عجب من ثبور وويلات وحسرات في اخر المطاف، والفاتورة سيتم تقديمها كالعادة لبهائم الوطن عند سيد الزينة ومشتقّاتها ..
انّ السياسة فنون، ومعالم، وعقل مستقل إيجابي وغير سلبي في تحقيق المقاصد من استقلال واستقرار وأمن وامان، فهي منظومة علمية متكاملة لا يمكن العبث بها ولا بمن رُشِّح لدخول عالمها، فهي المسؤولة عن الامن العام في ميزان الرغبات الجماعية والطموحات المنشودة من خلال استراتيجيات مدروسة بدقّة وعناية ومترابطة في جميع نُظُم الحكم من علاقات داخلية واقليمية ودولية، فالحاكم انّما مرجعه لتطبيق حكمه الى هذه الدوائر التي تخدم مصلحة العامة قبل الأفراد، ومصلحة الأُمَّة قبل اعدائها ومن يتربّص بها الدوائر، فما نراه اليوم من تخبٌط في الاوطان مكمنه انعدام الشورى أولاً، والتي ينبثق منها علوم السياسات والاستراتيجيات والتحدّيات على الحاكم والاستناد اليها والسماع من اَهلها نصيحة وتدبيراً، لتوثيق مطالب الرعية في تحقيق المصلحة العامة والي بلا أدنى شك تصب في صالح الجماعة والافراد، فالعبث والتخبّط الحاصل اليوم من سياسة الحاكم بأمر هواه والفاقد لمفهوم ومعنى فن السياسات، والمُسيّر من خلف كواليس الاستراتيجيات لإدارة سياسة الأقوياء علينا نحن الضعفاء الجهلة، والعبث بأمن الاوطان، فهل الذباب أهل للعسل ام قوته من روث وقذورات الآخرين ..!
السلام عليكم ..
==========================
كتبه : نورالدين الجزائري
13
شوال 1438هـالموافق ل 07 / 07 /2017   







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire