Rechercher dans ce blog

jeudi 13 juillet 2017

مقال بعنوان " حرب الموصل الجزء 11 : انتصرت الموصل وانهزم المسلمون " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


حرب الموصل 
الجزء الحادي عشر: انتصرت الموصل وانهزم المسلمون ..

دول المحور الجديدة اليوم والتي تكوّنت على أنقاض وايديولوجية التحالف الألماني النازي، تعمل بسياسة هتلر وجنوده وحلفائه في اخضاع المناطق السنية لمنطق الارض المحروقة، وإخضاع المسلمين تحت الإقامة الجبرية في سجون سايكس-بيكو الكبيرة، و الذي وُضعت فيه الشعوب العربية الاسلامية كتجارب مراكز بحوث سياسية واقتصادية وعسكرية، نظام الحكم فيها رسائل مضمونها القهر، وحبرها الدماء، وغلافها الخيانة، وعنوانها العبودية، ورائحتها الموت، فلا سياسة إِلاَّ ما تقرره هذه الدول من اعتقاد او نظرة للحياة او فلسفة معيشية، حتى انّها جعلت من حرَّاس هذه السجون آلهة تُعبَد من دون الله، وتسبّح بحمد نمط عيش هذه الدول، فهي مستعدّة لقتل الملايين من المسلمين من اجل استقرارها السياسي والاقتصادي المستمد من أراضي ومزارع وخيرات العرب في المشرق والمغرب ..
سقطت الاقنعة، سقطت حضارة الغرب وفلسفته الكاذبة، سقط استبداد الحكومات الوظيفية ومعها سياسة الامن والامان التسلّطية، سقطت عباءة علماء الحيض والنفاس وبانت عوراتهم بأنّهم نساء بعمائم ولحى، سقط وجه الايران القبيح وظهر خنجر أبو لؤلؤة المجوسي المتمثّل في ميليشياتها الهمجيّة، سقط حصون سُنّية بأعيانها ونزعت عنها عمامة العروبة الاولى ورفعت ألوية الدياثة باسم الحاضنة الشعبية وسياسة الأقاليم السُنّية، سقط المنظّرون والمثقّفون والإعلاميون أخلاقيًّا امام تحمّل الأمانة وإظهار الحقائق المغيّبة، سقط جموع المسلمين إِلَّا من وقى الله في براثن الهوان والاستسلام وتسليم الرقاب الى مسالخ العار، سقطت العواصم العربية بإعانة طائرات B52 باللوجيستيك والذخيرة المحرَّمة والتي تنطلق من قواعدها لإلقائها على جموع من ابى معيشة البهائم كما في البلدان الاخرى، سقط المسلم الراضي بالإسلام الوردي، اسلام البطون والفروج، اسلام البورصات والاستثمارات، اسلام العافية والسلام، اسلام الأصنام المعبودة من دون الله، اسلام الجدران، اسلام بتر النصوص، اسلام حوار "الأديان"، اسلام الفوزان وزمرته، اسلام عدنان ابراهيم وزنادقته، اسلام القرضاوي وجاره اليهودي، اسلام مصلحة امريكا قبل مفسدة العقيدة، اسلام غزوات البخور الكمبودي ورزّ الشعلان وشيكات في ارصدة بنك الراجحي، اسلام الصحوات والثقة في اسياد انجرليك، فبالله عليكم أهذا هو الاسلام الذي ترككم عليه نبيّكم والسياسة الشرعية التي انتهجها صحابته من بعده وتقولون في خطبكم انكم على المحجّة البيضاء ..!
انقلبت المفاهيم عند المسلمين رأسًا على عقب في هذه الأوقات، متأسفين على وجود "الخوارج كلاب" النار في بعض البلاد الاسلامية، غير آبهين بأن لكل إنسان له حق العيش والمعيشة الذي يريدها، ونمط الحياة الذي يختاره ويرتضيه لنفسه، ولكن ما الذي أغضب شريحة من المسلمين وأخرجهم من دائرة الحكمة إلى نفاق القول والعمل خاصة مِن كل مَن يريد تطبيق شرع الله وتجسيده على أرض الواقع اعتقادا وقولا وعملا، فبمجرد من يريد تحكيم الشريعة يخرج من كان يطلبها ويصبح ألدّ أعدائها، وهذا ما شُوهِد ولُوحِظ من استيلاء الخوارج التكفريين الدواعش الوحوش على الموصل والرّقة وبعض المناطق الأخرى، ومن يومها استعجلوا خروجهم ولو بتدفّق على رؤوس أهل الفتنة كل حمم الارض من أمّهات القنابل إلى أصغر ضرطة ذات فائدة لصالح نفاقهم والأعداء، فالمهمّ عند هؤلاء ان يخرجوا من تلك البلاد لأنّهم انّاس متخلفون لا يحسنون التأقلم مع متطلّبات العصر وفقه الحاضر، وباسم الإخوة والتسامح الديني ونبذ الطائفية فلا بأس من دخول الروافض "الاطهار"، "محبي آل البيت" ، ولامّهات المسلمين، وحبّهم ايضا وتبجيلهم للشيخين وعدم الطعن في الصحابة وفِي ثوابت الأُمَّة، وعدم الانتقام من النواصب الإخوة في الدين والقبلة، فالشيعة اليوم أصبحوا إخوة لهؤلاء المسلمين باسم التعاون والمصير الواحد ولدحر "الارهاب" الذي يريد تنغيص معيشة محمية سايكس-بيكو، وقد آلمهم صمود هؤلاء الخوارج في وجه اخوتهم في الدين والعقيدة وفِي وجه أهل الكتاب المسالمين والملحدين باسم الانسانية طوال كل هذه الْمُدَّة من حرب الموصل، والتي لم يسبق مثلها في الحروب على مدى قاموس الحرب مُذ فجر الانسانية، فشهادة الأعداء لهؤلاء وحيرتهم لثلّة من الإرهابيين وكيف صمودهم امام ما يقارب ٢٠٠ الف مقاتل مدعومين من اكثر من ٨٠ دولة غربية وشرقية واقليمية، فهذه المواجهة أدّت بإزاله نحو ٤٠٪‏ من هذه القوات المهاجمة بين قتيل وجريح ومعاق، فبعد اعلان "التحرير" من طرف والي بغداد سارع القوم الى البحث عن جثث الدواعش وكيفية تبخّرهم وعدم الاكتراث للمستضعفين الذين قضوا تحت أنقاض طائرات أصدقائهم وأحبائهم من كل الملل والنحل، فالقوم يتنفسون غيظاً وحقداً من هؤلاء التكفريين ولشدتهم وبسالتهم في القتال، ولو رُدّوا إلى عقولهم وإلى بداية معركة الموصل لخجلوا من تصرفهم تصرف الديك المذبوح، فالدواعش حسب الاستخبارات العربية والإقليمية كانوا حوالي ٥٠٠٠ مقاتلا، ومع طول المعركة والتي فاقت وقتا على معارك العصر كمعركة سنتلينغراد ومعركتي غروزني ومعركة بغداد، استعمل الارهابيون ازيد من ١٠٠٠ سيارة مفخخة او انتحارية كما يقول اخوتنا المسلمين، والباقي قضى نحبه في القتال وتحت أنقاض طائرات اصدقائهم والباقي لازال يقاتل الى الآن ..
فيا لها من مفارقة عجيبة والكلام في الأمور العِظام بغير علم ولا منطق ولا دراسة ولا حتى النظر في صفحات التاريخ، فكيف بالقوم ان سئلوا عن مدى صمود ٢٢ دولة عربية في حرب ٦٧ على الصهاينة، وكم قُتِل من اليهود وأين جثثهم في المعارك، بينما وثّق الصهاينة جثث العرب وعدد الأسرى، فهل بحق لنا باسم منطقهم ان نقول ان اليهود لم يمت منهم إبان الحرب ولا واحد، وان الامر مؤامرة لبداية التطبيع وغربلة المنطقة، وهل يمكن ان نقول اين جثث الحوثة وميليشيات علي عبدالله في اليمن ام هي مؤامرة، فلماذا لم يسأل الروافض ولا الغرب وعلى رأسهم امريكا أين جثث الروافض وكان السؤال من المهزومين من الأُمَّة، لكن القوم خائفون من فكرة قيام كيان سُنِّي في الشرق الاوسط لا يدين بدينهم ولا يأتمر بالولاء للأشخاص اصحاب رؤوس الأموال والمصالح ولا للخارج اسياد سايكس-بيكو، فالعداء مشتمل على القوم ومن عدة جهات يريدونهم نعاجًا في صف الذئاب ..
فلا لوم اليوم بعد معركة الموصل وسقوط الاقنعة ورؤية وجوه من كنّا نحسبها البارحة جبالاً، فرُبَّ معركة تعرّي اناسا كانوا في الصفوف الاولى متبنين قضايا الأُمَّة المصيرية، فبعد الموصل لا وصال من اليوم فصاعدا مع هؤلاء البزنسة بجِراح ومعاناة المسلمين ولو بشطر كلمة، فمن صدق أصدقه الله ومن مكر فالله خير الماكرين، فبعد غربلة الصفوف ووضوح الرؤية فلم يعد هنالك بكاء من طرف هؤلاء على مصاب الأُمَّة، فمعركة الموصل هزمت أشباه السلفية والاخوانج ومطبلي الوطنية، وأنّ القوم لا علاقة لهم بدين الله الاّ مظهراً وحبّاً للدنيا وزخرُفها من رئاسة وجاه ومال وسمعة وشهرة، فالموصل اليوم وما تبقى منها تحكي اطلال أُمَّة تريد استرجاع ماضيها بمستقبل وتخطيط اعدائها فَأَنَّى لها ان تفلح، والمنافقون يتكلمون بلسان حالها أنّى لها ان تستقيم عقيدتها، فهل من توبة وإنابة قبل ان لا ينفع مال ولا بنون الاّ من هرب من الكفر للإيمان كهروب الانسان من النار، وأن يرى بعين الحق والتجرّد لمصاب الأُمَّة اليوم ..
السلام عليكم ..
==========================
كتبه : نورالدين الجزائري
19
شوال 1438هـ الموافق ل 13/07/2017



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire