Rechercher dans ce blog

jeudi 13 juillet 2017

مقال بعنوان " خلط للأوراق واستحمار جديد " .. بقلم المدون نورالدين الجزائري


خلط للأوراق واستحمار جديد ..

ماذا لو انّ ما تم من قطع للعلاقات ما بين بعض دول مجلس التعاون الخليجي وقطر مسرحية خراجُها التطبيع وتصفية القضية الفلسطينية وانهاء كل جهاد ومقاومة والتسليم بالأمر الواقع للرافضة، ماذا لو انّ هذا التصعيد المفاجيء والذي لم تُحسب له دوائر ومؤسسات مختصّة في تنبؤ الاضطرابات دلالة على هشّة هذه المنظمات الدولية والإقليمية علمًا ان هذه الدول المتناحرة شريان الاقتصاد العالمي وفِي قبضة امريكا ويهود وأوروبا، ماذا لو انّ هذه المقاطعة إنَّما مسرحية لتسوية إقليمية بين الصهاينة والصفوية وتحت إشراف امريكا بعد ان ظنّ الحميع انّ الدولة الاسلامية قاب قوسين او أدنى على زوال أثرِها وموت رجالها، ماذا لو انّ هذا الانعراج الخطير في سياسة دول التعاون الخليجي خراجُه إنهاء المجلس وتصفية مشاريعه وإعادة صياغته بإجلاس صهيون وصفيون والأدلّة تشير الى بعض العيال في المنظّمة ..!
سؤال منطقي يراودني وبثقل على مفهوم الشرق الاوسط الجديد، ولم اجد له مخرجا ولا مصوّغًا سياسيًّا منذ القطيعة المزعومة بين عبيد امريكا وعيالها في المنطقة، فهل ستتحمّل المنطقة مزيدا من الاضطرابات ولاسيّما في هذا الضعف والهزيمة النفسية التي تشهدها المنطقة منذ نصف عقد من مراد الأُمَّة في الأخذ بالمنطقة لغير السياسات الراهنة، ام ما يحدث اليوم بدأ لسياسة تخديرية وحقن مهدّئة لاعلان عن شرق اوسط جديد تنخرط فيه كل المتناقضات الحضارية وتُستثى التناقضات الأيديولوجية، اوَ ليس عهد الحروب العقائدية في مفهوم القوم قد ولّت بقبول مناهج إسلامية تدعو الى التسامح والإخاء والتنافس الحضري عِوَض ما جاء به نكرس الوحيين، ام انّ في كل عقدين من عمر المنطقة يتمّ ابتلاع دولة غنيّة وهذه المرة الدور على قطر بعدما أنهوا عراق صدّام وتقاسموا نفوذه وثرواته ووزِّع تاريخه على الباكين من ثكالى تاريخ الأُمَّة، وهل كل ما نشاهده هو افرازات انتهاء الحرب في سورية والعراق في مفهوم القوم ومن ثمّة محو اثار الجريمة بحقّ شعب من شعوب المنطقة والذي تكالبت عليه دول الانقلابات وعرّاب الثورات المضادة، ام من خطط اللاشرعيين شرعنة نظام انقلابي فاشي ومساندته امام آلة إعلامية عرَّت شرعيّته وبيّنت فشله امام شعوب المنطقة فكان خطرا على دول الاسناد والمساندة الى تفعيل مقاطعة على دويلة نجحت نوعا ما في الحفاظ على توازن سياسي بالرغم من الضغوطات الإقليمية في وأد حدّتها الإعلامية والخوف من فضح بعض الحصى من جبال المؤامرات والخيانة والغدر اتجاه مقدّرات وارادة أبناء الأُمَّة، فهل نشهد اليوم سنون سقوط الاقنعة وتكشير الأنياب بين حكومات ودوّل وظيفية تنافست أشد التنافس في الردّة والمظاهرة والمعاونة على تثبيت قدم الغزاة في المنطقة ..
فالتاريخ يعيد نفسه وبأدواته وللاسف، بعدما حرَّضوا العراق على الكويت ثم أمّ ابتلاعه، فالامر على نفس الدسيسة وسيتم ابتلاع قطر من طرف تهوّر وحماقة الصبيان وستُوضع تحت الوصاية السعودية وبإشراف اماراتي مباشر بعدما اقُحِمت قطر في نزاعات إقليمية اكبر من حجم عقلها وحنكة سياساتها ودور آلتها الإعلامية، فملف سورية والعراق عند قطر اكبر من مخزونها الغازي، وهو بمثابة قنبلة موقوتة ستدين الجميع ان سُرِّب محتواه، فعشرات الآلاف من المسلمين الذين أُبيدوا عن طريق الانقلابات على الجهاد السوري والعراقي سيضع الجميع امام مسؤولية اخلاقية اتّجاه شعوب المنطقة، فمن مكر القوم اتّهام من كان يَتّهم الشرفاء بمصطلح الإرهاب، فبعدما أُجهضت ثورات ومطالبات باسم مصطلحات كاذبة غشّاشة للحريات في ليبيا وسورية والعراق وافغانستان لانعدام نفس الرؤى والسياسات فمن العدل ان الجزاء من نفس الاتهامات والعمل، ولابد من الشُرب من نفس كأس التزييف والغدر الذي حِيك للمستضعفين بتحييدهم عن اهدافهم في ازالة الظالمين، فيوم لك وآخر عليك، والسُنن لا تحابي الغادرين والناكثين للعهود وللامانات ..
فماذا أيضًا لو انّ هذه الأزمة الخليجية عبارة عن استحمار بعض العقول ونقلها الى رؤية فيلم عن لورانس عربي جديد، ومن خلاله صرف الأنظار عن مجازر قواعد الاسناد للصليبيين والروافض والمنطلقة من السعودية وقطر والامارات والبحرين ومصر على كل من الموصل والرقة ودير الزُّور، وتثبيت اقدام بشار في كل الاراضي السورية والرافضة في كل العراق وتحييد كاميرات وشاشات آلات الاعلام والتي كانت مؤثّرة في المشهد العراقي والسوري من نقل بعض أخبار مجازر الروس وإيران، فكيف بعشية وضحاها اُسدِل الستار عن ما يجري من سياسات الارض المحروقة في كل أراضي الدولة الاسلامية واتّخاذ نهج الأعمى والصم والبكم حيال المجازر الذي يتعرض لها مسلمون عُزّل، ولماذا في هذا الوقت بالذات افتعال أزمة إقليمية ومن إفرازاتها تدخّل دول إقليمية للمزيد من التوتر والاحتقان، فهل امريكا وصهيون الى حد الغباء من إفلات الأوضاع وهم في عصر الذهب من حربهم على "الإرهاب"، وهل امريكا وصهيون الى حد الجنون بالسماح لإيران ان تقترب من قطر بما يمثّل تهديدا مباشرا على اكبر قاعدة لها في الشرق الاوسط، ام الامر بداية ابتلاع دولة او ادراجها تحت الوصاية وتقاسم خيراتها وعائدات اكبر مخزون للغاز في العالم، والذي قطر حاربت من اجل تمرير أنبوبه عبو الاراضي السورية من خلال اختراقها للجماعات الجهادية وخاصة تنظيم القاعدة، فهل سيكون مردود الغاز القطري كصك على بياض لإعادة إعمار سورية بإشراف من امريكا وروسيا وبإدارة دول المقاطعة ..!
فلا شكّ ان السحر انقلب على الساحر وأنّ فك ربطته في يدّ من أوعزت للاطراف ان تفتعل أزمة تصريف الأنظار على ما في طيّاتها من مؤامرات على المنطقة، فالقتل الممنهج ادان الجميع من قاتل ومموّل ومساند وموزّع، فكيف اذن الافتراق في اخر الطريق بعد الجرائم المتفق عليها في حق أبناء واراضي الأُمَّة، فلابد ان من خلل في الصورة او لغز الفيلم في شريط التمثيل، فكيف تجرّ امريكا وصهيون الى تحالفات جديدة في المنطقة، قطر وتركيا وإيران من جهة والسعودية والامارات والبحرين ومصر المنهارة من جهة اخرى، فهل امريكا ستُسلّم قطر وقاعدتها قاعدة العديد الجوية لإيران ومنها أيضًا الاستيلاء على أغنى بلد في العالم هكذا، ام في الامر طبخة أمريكية صهيونية صفوية في اخضاع الاعراب الى مطامع ورغبات الكِبار ولاجندات مستقبلية يتم من خلالها وضع قطر تحت الوصاية الإقليمية وبداية ابتلاع دولا اخرى تخوض في سياسات اكبر منها، فهل الدور على الامارات او البحرين مستقبلا وقد أجهزوا على مصر من قبل وتكون الجائزة الكبرى بلاد الحرمين .. 
السلام عليكم ..
=========================

كتبه : نورالدين الجزائري
11
شوال 1438ه الموافق ل 05/07/2017



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire