Rechercher dans ce blog

mardi 13 juin 2017

مقال بعنوان " يهود الشرق الأوسط الجدد والطريق إلى تل ابيب " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


يهود الشرق الأوسط الجدد والطريق إلى تل ابيب ..

أُمَّة أصبحت تسرق لحظات الفرح من بين فكي الدمار، وتصنع انتصارات وهمية لها من مخالب الخراب، قتلت في نفسها ذلك الأسد الهزبر المُهاب، أزاحت من على طريقها نصوص الْعِزَّة وعطّلت العقل الذي به تستنير، تائهة من حكيمِها الى اخمص ساذجها في مؤامرة ثلاثية حاقدة مبطنة، ثلاثية الأبعاد والاهداف والعدوان والهيمنة، صليب وصهيون بشقّيه وصفيون، علماؤها ارتزقوا حتى غرسوا كروموزومات الذل والهوان في ابنائها، جعلوا من امينِها خائنها و من منافقِيها الأمين القوي، سحروا اعين الناس واسترهبوهم حتى اعتقد البعض أنّ فرعون ولي أمرٍ شرعي مطاع، وان عبيده خوارج، وأنّ موسى ارهابي يريد الإفساد في الأرض ولا يريد اصلاحًا، وأنّ اليهود لم يعبدوا العجل ولم يتحالفوا مع السامري للرجوع الى الشرك بعد الإيمان، بل كانوا قوما صالحين ..
وتلك الأيام نداولها بين النَّاس، فما أشبه البارحة باليوم، وما أشبه عصور النفاق والمكر ببعضها البعض، وما أشبه يهود البارحة بيهود اليوم، ذرية بعضها من بعض، فما نسي اليهود ما فعل بهم رسول الملحمة في شعاب المدينة المنورة وما نسوا يوما خَيْبَر ووادي القرى لنقضهم للعهود والامانة والغدر بالمسلمين وبنبي الاسلام قبل وبعد فتح مكّة، فاليهود أهل مصالح وأين ارتحلت كانوا معها ومن بيده خيوطها، ففي بداية البعثة كانوا على ثلاثة قبائل متعارفة، قينقاع والنضير وقريظة، فاختلاطهم بالعرب معروف ومؤرّخ، فكانوا في حلف مع قريش والأوس والخزرج من قبل البعثة، وبعدها بدأ حقدهم بيّين عند الهجرة الى المدينة، فأنّبوا على الدعوة سادة مكّة من قريش وأشراف المدينة وقبائل اخرى، فأخبارهم كانت عند النبي ولم يغفل لمكرهم لحظة، فعاهدهم الى ان غدروا به ونكثوا العهود والمواثيق، فكان اول من غدر بنو-قينقاع وكان ذلك في انتهاك حرمة امرأة وقتل نفس، ومن بعد ذلك جاء الدور على بنو-النضير بمحاولتهم قتل رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه- لما اتاهم يطلب منهم ديَّة العامريين اللذين قتلهما عمرو بن أمية الضمري، وما لبثت الامور كثيرا الى ان جاءت غزوة الأحزاب واصطفافهم مع قريش وبعض قبائل العرب من غطفان، فَلَمَّا ردّ الله كيدهم هددوا المسلمين بعد صلح الحديبية فما كان من الرسول وصحابته الكرام إلاّ قتالهم قتالا بلا رحمة في خَيْبَر ووادي القرى، فقتل منهم تقريبًا كل رجالهم وسبى ذراريهم ونسائهم، حتى أذعنوا الى حكم الله ورسوله، ولازالوا عبر تاريخ الأُمَّة يكيدون المكائد للمسلمين حتى يومنا هذا مرورا بتحالفهم مع الصلبيين والصفويين والقرامطة الى ان احتلت بلاد الاسلام وقسّمَها الاستعمار البريطاني والفرنسي واجهز على إرث العثمانيين بتقسيمه الى دويلات تخدم مشروع المحتلّين، فغرسوا في المستعمرات نُطف يهودية جديدة، اقسموا بالولاء والبراء للصليب وصهيون، ومن خططهم أنّهم لم يحتلوا ارض المسلمين مباشرة بجيوشهم إلاّ في بعض المستعمرات الفرنسية، وهذا لتجذّر الجهاد في دماء المسلمين، ورأينا ذلك عيانا لاحتلالهم فلسطين وجهادهم لصهيون، فمن خطط الصليبيين تغريب المسلمين وسلخ دين الله من حياتهم رويدا رويدا عن طريق حكم المماليك والامراء وسموم البعث والقومية والاشتراكية، فخلف من بعدهم خلفا لا يمت للإسلام صلة إلاّ من ناحية الأسماء وبعض الطقوس المتوارثة، فغاب الدين عن حياة المسلمين وهنِيء اليهود برغد العيش والتقدم في ديار المسلمين، فانتقلوا من مكان الى مكان وتركوا في جزيرة العرب نُطفهم تحكم باوامرهم عبر مخططات تُبقي المنطقة تحت سيطرتهم، فكانت بعض المناوشات والحروب الخاطفة ما بينهم وبين بعض من انسلخ عن دينه من القوميين، الى ان أخمدوا ذلك عبرة معاهدة كامب-ديفيد المشؤومة واستلموا صدر العرب وأرض الكنانة، فاماتوا القومية العربية وقبروها، ولكن كان من مخططاتهم الأهم زرع كيان مذهبي بأذني يفتت العقيدة داخليا ومراهنة على اعتناقها، فجاؤوا بالخميني وثورته وسلّموه ايران ونادوا بفارسيته عبر دين الرفض، فنجحوا في تصويره على انّه المهدي المخلص من القوميات السائدة في المنطقة حتى بارك توليه ايران بعض الجماعات الاسلامية السنية في وقته، وأرادوا العمل معه لاسترجاع مجد الأُمَّة الضائع حتى اصطدموا بحقيقة باطنية دعوته واحتلال عدة عواصم عربية فكّكت المزيد من كيان الملّة، فحُوصر المسلمون اليوم داخل أراضيهم من ثلاثي عدواني لم يشهد التاريخ له حقدًا مماثلًا، فالصليبيون بالعدّة والصهاينة بأنواعهم بالمكائد والتخطيطات والمشورة وصفيون بالمليشيات والخراب في الديار، وما نراه اليوم من قتل ودمار في بلاد الاسلام لمن سياسة الاستيلاء على الحكم والتغريب والطعن بخناجر مسرطنة غُرِست في ظهر الأُمَّة منذ معاهدة سايكس-بيكو المشؤومة ..
كان كلام كسينجر لمناحيم بيغن عميق الدلالة لما قال له بعد اتفاقية كمب-ديفيد اليوم سلّمتك مفاتيح أُمَّة فأغتنم في سباتها ما استعطت، فأخذ اليهود بالنصيحة السياسية وكان ذلك ثمرة جهود مشتركة بين الصليبية والصهيونية، فاخضاع العالم العربي لمكر اليهود لا يمر إلاّ بتنصيب عملاء وأذناب في سدّة الحكم في العواصم العربية، وإضفاء الشرعيات المحلية والإقليمية والدولية عليها، وإشراك الزعماء سرًا وأحيانًا علنًا في أمن المنطقة، فتدرجوا بذلك بوضع الخطط كما أسلفنا، القضاء على القومية العربية والاستثمار في القومية اليهودية، وغرس سرطان التشيّع في المنطقة وإعطائه دولة ومشاريع توسعية، قضوا على جمجمة العرب ودنّسوا على أثرها بلاد الرافدين كمنطلق وعمق استراتيجي لبداية المذبحة، أوهموا السذج بعدو جديد وهو معروف من عشرات القرون للأمة محوّلين بذلك بوصلة العداء عنهم وعن مشروعهم القومي في فلسطين، فارتمى المسلمون في احضان الصهيونية سرًا وبدأوا بعقد المؤتمرات معهم لتصفية القضية الفلسطينية على مبدأ حل الدولتين من مؤتمر اوسلوا الى مشروع عبد الله بن سعود في 2001م لكسب الصهاينة في صفّهم والتصدي لمشروع للصفويين في المنطقة، فهلّل لذلك بعض العلماء بفتاوى تجيز معاهدة اليهود كتلك التي عاهد بها رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه- يهود المدينة، ونسوا ان حكمهم جاهلي ولا يمت بصلة بحكم الواحيين ولا حتى حكم احد اخر سلاطين العثمانيين السلطان عبد الحميد والذي رفض توطين اليهود في فلسطين، نسوا ان الصهاينة عدو صائل يجب مجاهدته وطرده من بلاد الاسلام أصلًا، لكن في الأمر مكيدة، وفِي المعاهدات صفقات حكم متوارثة، فالقوم من نسل القوم بعدما رضوا بالمحتل كدولة، وبساساتهم كمصدر وحي وتلقي لإدارة المنطقة، تعاونوا على الاثم وطمسوا التقوى، اخترعوا مصطلح الارهاب وقنّنوه وزيّنوه برؤية أُحادية وألصقوه في شرفاء الأُمَّة، انّبوا على الداخل الاسلامي وضيّقوا على الدعوى إلاّ ما ارتضوا منها كالمدخلية والجامية وفق الضوابط الامم المتّحدة وبعين مؤسسة راند الامريكية، وبعد ان خيّروا للأمة حكّامها بغير رضاها ومن نسلهم وغرسوا صفيون في خاصرتها لتفكيكها وسجنوا وضيّقوا وطاردوا علمائها والصادقين فيها، هاهم اليوم يجهزون عليها بخنجر التطبيع وقبول الامر الواقع وتصفية القضية في قبول الصهاينة ككيان معترف به في المنطقة والنزول الى رغبته بحكم المتغلِّب على فلسطين ومنه توثيق المعاهدات الدولية وفتح سفارات دبلوماسية، وقد بدأت بعض الدول العربية كالسعودية والامارات ببناء تمثيليات رسمية وقنصليات في وسط تل ابيب تمهيدا لاعترافات دولية على اثر مؤتمر دولي يقضي بانهاء العداء في فلسطين ودخول في سام وحب ولقاء رسمي من زمن يهود المدينة ..
إِنَّهُم اليوم في نشوة من نصرهم وانتصاراتهم زعمهم في العراق وسورية على من نكّس عليهم المخططات والتفاهمات على مستقبل الأُمَّة، فما نراه اليوم من حلفهم على الصادقين في الخنادق، والمميّعة في الفنادق، لمِن اخر رصاصاتهم في رأس القضية الفلسطينية، فحملتهم اليوم وبهذه الوتيرة والسرعة على الاخوان المسلمين بعد ركوبهم كزينة من بغال وحمير لمشاريعهم، وعلى مقدّمتهم حركة حماس في غزة واعتبارها حركة ارهابية إنَّما لعلمنة المنطقة بعد السلام مع اخوانهم في تل ابيب والقضاء على "الاسلام السياسي" جملة وتفصيلًا، وبعد ان حاصروا الاسلام الجهادي ظانّين ظنّ السوء كالعادة وفِي عقيدتهم منذ عهدهم بالمدينة وحرصهم على الثأر بما فعل بهم رسول الله والصحابة في خَيْبَر وشعاب المدينة، فلقد بانت الصورة واتّضحت معالمها الثلاثية، رسم بالازرق يوحي الى آفاق الصهاينة على ارض فلسطين، وآخر اسود نعوذ بالله من قلوب الصفوية وحقدهم ومعاونتهم لليهود في كل مرة، وآخر احمر يوحي الى الدماء التي تسيل انهارا في المنطقة بأيادي حكّام في عواصم عربية من نسل بنو-قينقاع والنضير وقُريظة من اجل الهيكل في مكان الأقصى ويهودى الكبرى، فهل من تمزيق للعهود المزيّفة وإعادة احفاد القردة عربهم وعجمهم الى اسطبل الخنازير النجسة ..!
السلام عليكم ..
========================
كتبه : نورالدين الجزائري
18
رمضان 14388هـ  الموافق ل 13/06/2017





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire