Rechercher dans ce blog

jeudi 3 juin 2021

مقال بعنوان " التصريح من العقيدة و التبرير من التقية " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

التصريح من العقيدة والتبرير من التقية ..

 

الحمد لله الذي جعل من العراق والشام الكاشفة للمنافقين قبل الأعداء، فالعدو معلوم القِبلة ولكن المنافق دائما ما تجده بالصفوف الأولى وعلى سفينة الفتن مع من يريد رسوّها إلى شاطئ الأمان، وهذه الأحداث التي تمر بها الأمّة اليوم من كشفت زيف أولا من تاجر ويتاجر بالعقيدة قبل القضايا، وعرّت أصحاب العقّارات عفوا الشعارات الرنانة والاسطوانات المشروخة عند كل صولة من الكفار على ابناء وحرمات الأمّة،  فمن المِحن تتلألأ جواهر النِعم { لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم}، فهي كالكمّادات اتجاه الجراحات التي ألمّت بالأمة من عشرات السنين، فما نراه اليوم فمن رحمات الله على مستقبل أهل السنة يجنبي منهم من كان صادقا في نصرة التوحيد والعقيدة ويهلك من هلك على علم وبيّنة ..

فالمرء مع من أحب وليخالل أحدكم من يراه قدوة في الفعل، ومدار الإنسان بمقدار ما تلقى من تربية وعلم، ولا يستوي الذهب مع الحديد ولا الطهارة مع النجاسة ولكل معدنه، فكم من فرقة عند اليسر تدعي العقيدة وعند العسر تنكشف  المعادن ومنها الفاجعة، فكم من أحزاب عند البدء أو التأسيس استبشر البعض بها خيرا وعندما دخلت العمل تبرأ الكثير منها من عرِف أسس بنائها وولائها إلّا من فقير التوحيد وجهِل مسائل العقيدة، فأحداث المنطقة وفي كل مرة ما هي إلّا خير المعيار والميزان الشرعي على الكثير ممن ينتسب إلى هذه الأحزاب والجماعات التي تدّعي الحق ونصرته في ميادين الملاحم والأشلاء، فمنهم من نحّ العقيدة وركِب وعود  المخرّب عفوا الداعم للقضية وعلى أن الأمور سياسة وضعية لا شرعية، ومنهم من اختلطت عليه الأمور ودخل سوق المساومات بما لديه من مكاسب تخدم هذا أو ذاك وانخرط بما حمل الجمل في مستنقع الويلات وما كان حصاده إلّا ندما، وآخرون بطروا الحق بطرا واستعلى الكثير منهم عليه وسوّقوا لأنفسهم المرجعية التامة في النوازل والأحداث بحجة معرفة نفوس الأفراد والجماعات وما هم عليه من عقيدة وما كان من الأحداث إلا أن هدمت شيطان تنظيراتهم ونصائحهم الساذجة، فاليوم نراهم في تخبّطهم فتارة مدحا لأصحاب السياسات الوضعية بحجة الاستضعاف، وتارة أخرى تراهم ينقضون أقوالهم من دون التبرأ منها بحجة عدم الوقوف أمام النوازل ميدانا، والحق واحد قديم، في الوحيين، وأمّهات الكتب، لن تغيّره حادثة أو نازلة مهما أراد القوم تكييفه نفسيا وخدمة لمن وراء من يحرّك القوم، فمولاة المؤمنين  نصوص فيهم واضحة ومعاداة الكفّار  والمشركين والمنافقين أيضا نصوص ذلك كضوء الشمس والبدر، واللعب بين المسافتين والولوج إلى خطوط النفس يخرج صاحب ذلك من الإسلام من حيث شعر أم غير ذلك، فمهما تكالب الأعداء فيبقى التوحيد والعقيدة صمّام أمان لمرض الكثير بداء الكلاب وما أكثرهم ..

فمصاب الأمّة من ضعف وهوان وأخذٍ للأراض واستباحة للمكان مرجعه جهل الأمّة ممّا أُنزِل من توحيد وعقيدة، وأنّ لا مساومة فيهما من باب السياسة الوضعية والتي امتطاها الكثير من الجماعات " الإسلامي "، وإنْ كان هلاك النفوس ولأموال وما اقتضته مقاصد الشريعة، فالتوحيد لا يُنتظر منه  التمكين بقدر ما يُنتظر منه بلوغ الحجّة، والعقيدة لا يُنتظر منها الكمّ بقدر ما يكون المرء على سيرة الأوّلين في التبليغ والتبيين، فالحجّة لازمة القلة فهم أهلها ومصدر العزّة والقوّة ودليلا القوم إلى النأيّ عن الظلمة والركون إليهم ولإملائتهم ومخطّطاتهم الهدّامة، فالحق محافظ على المقاصد وما تريده الشريعة، والباطل وإن أبقى عليها أو على بعضها فهي ذلّ في غياب سلطانها، فالنفوس والدماء إنما مرادها في سبيل الله وغير ذلك فالشيطان صاحب الحظوظ والجالب للذلّ والهوان،  فكيف بمن ارتمى في أحضانه وظنّ أنه من أولياء الله تارة أو من أهون الشرور تارة أخرى، فأفعال الناس ظاهرهم وأقوالهم من بليغ نواياهم على الراجح، فالظاهر يتبع القول عند الحجّة ولا يفترقان عند المناظرة، فلكل قول وفعل، فالتوحيد ميزان القول، والعقيدة ميزان الفعل، فلينظر المسلم ويعرض قوله وفعله على ميزان الأنبياء والرسل واتباعهم على ما كانوا عليه من تنزيل، ومثل هذا الصدق في تأصيل الأوّلين وبقاياهم من المؤمنين لهو عند الكثير مهلكة للحظوظ وما هم عليه من ضلال مبين.

فتصريحات من أفسد الساحة الدعوية والجهادية اليوم هم من تبنّوا أصلا صحيح التوحيد وصريح العقيدة عند التنظير بالأمس، ولمّا كان الإختبار لجؤوا إلى مكر الثعالب في الولوج والخديعة والقول على الله بغير الحقّ فزاغوا وأزاغوا معهم الكثير من الأفراد والجماعات، فتصريحاتهم منبع عقيدتهم وتبريراتهم أسّ تقيّتهم وما يبطنون، فكل شيء أصبح على المكشوف وأمرهم اتضح العامي قبل الخاص من أبناء الأمّة، والويلات اليوم إلّا من خبيئتهم وما يُملى عليهم من دوائر معروفة لخدمة السياسات والأجندات ومن وراء كل ذلك الأعداء، فهو دين يريدون أن يعتنقه أبناء الإسلام حتى يسهل عليهم التمكن من الرقاب والمصير، فهيهات هيهات.

فكل تصريح من جماعة أو أفراد إلا ولابد من عرضه على ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ما وافق فهو الدين، وما خالف فهو الهوى المبين وذلك هو التوحيد الحق والعقيدة البيّنة، فالإصرار على الحقّ والمشي في طريقه ضريبته أصحاب الأخدود، والتبرير للهوى فمن مرض القلوب والنفوس وهو كتقية المنافقين يظهرون الايمان ويبطنون الكفر والعِنان، فالأحداث اليوم مشهد وشاهد على الفريقين، فمن أوكل أمره لله وبنى الصرح على مرضاة الله فهو على يقين من الوصول إلى برّ الامان في عزّ وتمكين وإنْ لقي مصرعه فتلك بيعة لله وصدق اليقين، ومن أصرّ على اتباع هواه وظنّ أنه طريقه للخلاص فقد أُوكِل إلى مخذول لا حول له ولا قوة وإن ادّعى ظاهرها وفي الأخير خزي وعار وشنار ومأواه الخسران المبين، فالسنن لا تحابي أحدا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..

السلام عليكم

 

=================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 12 شوال 1442 هـ الموافق ل 2021 /05/24

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire