Rechercher dans ce blog

vendredi 13 juillet 2018

مقال بعنوان " عقلية طواليت " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري



عقلية طواليت ..

كيف تريد أن تقنع من نشأ في بادية واليوم هو على رأس السلطة حاكما متحكّما في أمور النّاس أن ثقافة وهندسة الطواليت او بيت الخلاء - أعزّكم الله - انتقلت من مرحاض تركي إلى مرحاض انجليزي، بمعنى من العسر إلى اليسر، ففي الأمر راحة وطهر وإبعاد نجاسة وأمور أخرى، وأن ما كان عليه في البادية لم يعد يصلح للتمدّن والمدينة، بل هؤلاء الذين سيّسوا الأمة اليوم لم يخرجوا من الهندسة التي رُسِمت وعشعشت في عقولهم وجاءوا بها ليحكموا بمثل تلك العقليات والرؤى العفنة، وبل يوجد بعضهم من كان أصلا لا يملك مكانا لذلك والهواء الطلق مرحاضه العام، فالكوارث ما نرى والمعاينة أقصى وأنكى، ومن بدى جفى، والله المستعان.
من منّا لم يدخل في حالة العسر مكانا جماعيا يريد قضاء حاجته وإذ به يريد إخراج أمعائه من هول ما يرى في المراحيض وحولها، بل يهرب من عفن المكان إلى مكان آخر يقضي ما أراد، ولعل ذكري لمثل هذه الأمثلة إنّما نتاج واستخلاص لما يعيشه المسلم اليوم من قذارة الحكم ولا مسؤولية الحكّام في التسيير واضعا أمامه الصورة التي عليها هؤلاء المسؤولين ومدى تعفّن الأجواء والاحتقان الذي وصل إليه المجتمع بكل أطيافه حتى صار الحاكم والمحكوم من طينة الخراب الواحد، واللامبالاة أصبحت شعار الكل، فما الصورة إلّا انعكاسا لما في بواطن الإنسان من تصوّرات لبيئته وكيفية تسيير حياته اليومية ولمعالم الطريق التي ارتكز عليها للسير مع الركب النهضوي للانسان والمجتمع، فالمصائب جلل والرؤية ضباب ولا آفاق إلا بالمغاليق والانسداد، فالضغط هائل والإنفجار على وشك الدويّ ولم يتبق إلا ذلك عود الكبريت أو شيئا من سيجارة منتهية الطائشة تحرق الأخضر واليابس ولا تبق ولا تذر على القليل من المكتسبات الشبه وهمية..
فما الذي حمل مَن جدّ واجتهد إذًا حتى يحصل على نظرة مغايرة لما عليه الحكّام من خراب في التصوّرات والرؤى والانتكاسات على ارض الواقع ومن بعدها يُهمّش أو يأكل الصدأ ملفّه في إدراج ذلك المسؤول الثماني العمر والذي كانت الطبيعة الطلق مسرحا لنفياته العقلية والحسيّة، فهل من سكن البادية بهذه العقلية الفرعونية الصرفة أم موكّل بحراسة المنصب ولا يسلّمه إلّا بأوامر المستعمر ولمن يخرّب أكثر وأحسن أم ماذا؟ ماذا تريدون من مجتمع طموح يريد أن يعيش حياة لا سلطان على أحد عليه إلا سلطان خالقه وما أمر؟ فهل وقفتم يوما واحدا أمام مرآت حقيقتكم وأنّكم في دار عجزة سياسية تتطفّلون بفشلكم على شباب يريد أن يتخطّى زهيمَرِكم؟ فللعلم أصبحتم أضحوكة حتى بعد موتكم والأجيال لا تذكر محاسنكم بل مساوئكم وما اقترفتم بحقّكم الوجودي، وآثاركم العفنة، وما وقّعتم باسم جهلكم الذي انتقل لسلالتكم والتي تريد أن تخلفكم في عبثكم الهرمي من هندسة الفشل إلى طريق الخراب والدمار والملغّم بسبب سياساتكم اللّامدروسة وما تركتم من نفايات على جدران بيت الخلاء الذي أقمتموه في عقولكم ومنازلكم حتما ..
آن الأوان لتتغيّر المفاهيم والعقليات، آن الأوان لكي تُتطلى جدران النفايات، آن الأوان لِئَن تدخلوا دار العجزة للسياسيين بما اقترفت أيديكم من جرائم بحق الرعية والمظلومين، آن الأوان لِتُكنس الطرقات من عبث البنايات غير المدروسة، آن الأوان لوضع خريطة طريق كسفينة نوح -صلى الله عليه وسلم- كطوق نجاة لما تبقى من الصالحين لإصلاح البلاد وأخذ الشعب إلى نور الله، إلى مصابيح الإعمار، إعمار الإنسان بعد أن هدّموا بنيانه كمخلوق يستحق النور في ظلمات العابثين الظلّام، آن الأوان أن تُكنسوا كغبار على صفحات كُتب التاريخ، وإلّا إذا شُبّ الحريق فمصير الكل معلوم، فأما الزبد فيذهب جفاء، وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض، والله غالب على أمره ولكن أكثر النّاس لا يعلمون ..
السلام  عليكم ...
======================
كتبه : نورالدين الجزائري
بتاريخ 29 شوال 1439 الموافق ل 13/07/ 2018






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire