Rechercher dans ce blog

jeudi 2 mars 2017

مقال بعنوان " سلسلة محاربة النظام الدولي لـ "الارهاب" الجزء الاول: فهم الصراع أولى ملامح التخطيط " بقلم المدون نورالدين الجزائري



سلسلة محاربة النظام الدولي لـ "الارهاب"
الجزء الاول: فهم الصراع أولى ملامح التخطيط


هكذا يقولون : ‏الوحدات الكردية تسلم قرى بمنبج للنظام خوفا من "درع الفرات"، وما لم يقولونه أن امريكا هي من أمرت بتسليم الاراضي لنظام بشار وأن الأكراد من PKK أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني أدوات قتال متقدمة في يد CIA، كما أن سورية تابعة للنظام العالمي، وتعد حجرة توازن بين ديمقراطية الغرب المتمثّلة في إسرائيل وديكتاتوريات الشرق المتمثّلة في حكم الطوائف والملوك والأقليات، وفيها تجتمع مجمل التناقضات من التحالفات بين المعسكر الغربي والشرقي، وفيها أزيحت الاقنعة عن كل المساومات التي أدّت بالاُمّة إلى مزيد من التشرذم والتناحر لأجل جلب المفاسد وتقليل المصالح، فالمصالحة والمفسدة في المنطقة العربية أصبحت في أيدي امريكا وروسيا في تحديد بوصلة وسياسات أهل السنة مستقبلًا.
 فالمناورات السياسية داخل النظام العالمي تعتبر كلعبة الشطرنج في كيفية التفكير للقضاء على المنافس الأضعف، وأحيانا توجيهه إن لم يكن يشكل خطراً على أدوات اللعب ناهيك عن خلط الاستراتيجيات وعدم قدرة التحكٌم في مآلات الصراعات، فالنظام العالمي بتوازنه ووزنه المتفاوت هو من يرسم سياسات المنطقة وللأسف بأيدي أبنائها، والكوارث إنّما تُدرك بعد فوات الأوان وإرجاع القطيع المتناحر خدمة للأسياد إلى حجمه الطبيعي ودوره المنوط له من خلال أوامر تُعطى لدول المنطقة ولجماعاته المختارة ولاءً وتخطيطاً، فالعداء الظاهر لا يعني بأي حال من الأحوال أن لا توجد سياسات وراء الكواليس تدفع بالأطراف إلى إيجاد صراعات على الورق وبعض المناوشات على الارض خدمة لأجندات استشرافية ولأهداف غير معلنة، فتركيا ونطام الاسد وصراعهما بالأدوات المتاحة من جهة، والتلاسن بين تركيا وأكراد سورية من جهة أخرى يدخل في إبقاء حالة الاحتقان السائدة في سورية، ولرسم الخطوات للأبعاد الاستراتيجية والجيوــ سياسية المخطط لها، وأنّ في الأخير وعلى الجميع الالتزام بأوامر النظام الدولي وخاصة إعادة ما تمّ رسمه من حدود وإعادة توسيعها أو تضيّيقها حسب مقتضيات الصراع، فلا يحوز في أدبيات النظام العالمي أن تهتز سياساته المعترفة عليها دوليا، ومقاتلة بشراسة وبلا هوادة المشروع التوسعي للدولة الاسلامية، والتي اتّفق الجميع بالرغم من التناقضات وبعض الدماء لمحاولة استئصال من مَس بخريطة المنطقة وإرجاعها لسابقة عهدها.
فبعد مجيء دونالد ترامب إلى البيت الابيض ومطالبة أجهزته الاستخباراتية والعسكرية لخطة يتمّ من خلالها القضاء على الدولة الاسلامية، فمن المرجح أن تنخرط أمريكا اكثر فاكثر في القتال المباشر في كل من سورية والعراق، فبعد تصريح بوجود قاعدة امريكية في الشمال السوري والمرجح أنّها موجودة بجوار القاعدة الروسية في مطار اللاذقية وهذا من المألوف في الصراعات الاستراتيجية أن يتم إدماج قوّتين تحاربان نفس العدو مع أنّهما أعداء في الظاهر لتسهيل التنسيق الجوي والبري، ومن جهة أخرى حضور بعض وحدات الجيش الامريكي مع PKK أو الحزب الديمقراطي الكوردستاني وإن دلّ هذا الامر فإنّما يدل على من بيده الصراع حقيقة، فأمريكا هي من تشد العصا من الوسط في قتال الدولة الاسلامية حقيقة، وهي المحرك للوحدات القتالية سواء كانوا أكرادا أو من الجيش الحر أو وحدات درع الفرات الموالية لتركيا والكل تحت إمرتها بلا استثناء، والتنسيق مع روسيا يدخل في هذا الإطار لابقاء الجميع تحت سطوة النظام الدولي وسياساته، فما روسيا إلاّ واجهة لسياسة امريكا في المنطقة، وتقاسم للأدوار لمحاربة الدولة الاسلامية على كل الجبهات، فالتنسيق الجوي اليوم في الباب وتدمر ودير الزور وريف حمص بين روسيا وأمريكا لمن المرحلة الثانية من السياسة العلنية المتفق عليها سلفا، فعداءهما في أول الوهلة لخلط الأوراق واستقطاب معسكرين لقتال الجهاديين ورؤوس التخطيط المناوئين النظام العالمي، وكان ما كان من تحييد وغربلة المعسكرين حتى وصلت الأمور إلى التصنيف، فمنهم من انخرط لاحقا فما يُسمى بالعملية السلمية ومنهم من رجع لحضن الوطن ومنهم من اعتزل في منتجعات تركيا ومنهم من تمّ تصفيته أو سُطِّر في قائمة الاغتيالات والتصفية، واليوم القوم في المرحلة الثانية من الاتفاق المعلن على جميع الاصعدة من تنسيق جوي إلى ميليشيات على الارض تخدم المخطط الدولي، وحصر الخارجون عن القانون كما صرح ترامب من أيام إن من تقاتلهم امريكا هم همج من المسلمين خارجون عن الشرعية الدولية.
فالصراع اليوم في سورية اتضحت معالمه وأضحى العدو واحدا بعدما كان متعددا، واتحدت البندقيات إلى صدر من كان يُحذّر منه أنه عميل وصناعة القوى الخارجية، فكُشِف أمر وزيف كل الجماعات التي اتخذت من الاسلام شرعية لقتال جماعة مسلمة أخرى، فالقتال تحت لواء قوى أجنبية يُعد في أبجديات قوانين الحروب الوضعية من الخيانة العامة التي لا تغتفر فما بال إن وُضعت تحت المجهر الشرعي في قتال العدو الصائل لبلاد الاسلام، فسورية كشفت ألاعيب المجتمع الدولي بدماء أبناء المنطقة العربية، وأمّيتهم في فهم مغزى الصراعات الدولية على الأُمَّة، فبهذا التقرير والاضلال السياسي الممنهج وبسواعد الأنظمة الوظيفية المنزوية تحت النظام العالمي تظل المنطقة رهن الصراعات المشفّرة والمعلنة لأجندات جيو-استراتيجية والمغزى منها إبقائها تحت الهيمنة الصهيونية وعدم الخروج على المرسوم والمعهود دوليا إلى أن يتم استيعاب المعادلة ووضع الحل لها نهائياً والدخول في مواجهة كافة كما يُقاتَل أبناء الأُمَّة كافة..
السلام عليكم
=======================
كتبه : نورالدين الجزائري

04 جمادى الثانية 1438هـ الموافق ل 02/03/2017



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire