Rechercher dans ce blog

samedi 4 mars 2017

مقال بعنوان :" ستضربون ببعض وتجرجرون إلى الهلاك " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


ستُضربون ببعض وتُجَرجرون إلى الهلاك ..

غالبًا ما تُدق طبول الحرب باسم الحريات، باسم الحفاظ على الديمقراطيات، باسم الحفاظ على المكتسبات الجيو-سياسية، باسم الاقلّيات المضطهدة، باسم حماية المزارات والعتبات المقدّسة، باسم حجج واهية للاستهلاكات الداخلية والتحالفات المبرمة الخفيّة، باسم صفقات الأسلحة البالية المخزّنة، باسم تجرية القنابل الذكيّة ومفعولها ومن بعد تسويقها، فالغرب وأذنابه يعتبرون كل من يريد الخروج على النظام الدولي خطًا أحمرا يجب استئصال شأفته بلا رحمة ولا هوادة، يتمّ من خلال كل هذه التنظيرات السياسية والتسويقات الحربية تدمير بلاد السنّة على حساب أطماع الغرب وجشعه الدائم في المنطقة ..
الكل اليوم يدندن حول تراجع الدولة الاسلامية على جبهات العراق وسورية، والكل يأمل ويرجوا تقهقر قوّتها وقوّاتها واستئصال قادتها وجندها لحاجة في نفوسهم المريضة، أصحاب التذبذب العقدي، أصحاب الدولارات المعدودة، أصحاب الصفقات الضيّقة، أصحاب الاستثمارات في المنتجعات التركية، ذوي النفوس الانهزامية والغرائز الحيوانية، أصحاب مدارس النِّفَاق العلني، يأملون بطرد الباقي إلى جبال كردستان أو أسر عددا منهم للإذلال، والتشفي بعدها في عقيدة القوم غلّاً وحقدًا، وارتياحًا لفجورهم في الخصومة ولما قدّموه من تنظير واتّهام وتشنيع طيلة عدّة سنين من التكالب في وسائل التواصل الاجتماعي، أو عبر مقالات شاذّة المعنى والتوجيه والأيديولوجية، أو على شاشات مأجورة معلومة لم يتركوا فرصة من خلالها إلاّ ونالوا من أهل التوحيد والعقيدة الصافية، همُّهم النيل من البنية التركيبية والهيكلية لمن نكّس عليهم مآربهم السياسية، وكيفية إرجاع المتعاطفين إلى حضيرة الوثنية، وصنم الوطنيّة، فالملأ وما روّجوا من سحر التزييف والكلام السخيف لإثبات صنيعة من يقاتل الجميع على أنّه صنيعة الجميع، فما أحقر من باع الضمير والاخلاق والدِّين من أجل التبعية وتصنيفه كالعبد المأجور ..
فالقوم كل يوم في تربص للأخبار من الجبهات وما تمليه من استنتاجات بعض الدوائر الاستخباراتية من زرع الكذب لحصد بعض الصدق، فتراهم يترجمون المقالات التي تخص بأخبار #داعس ، وغالبًا ما يكون الانصاف في الترجمات كإنصاف الدكتاتوريات لحقوق الرعية بإفلاس، تراهم يصطادون أخبار الجبهات من عند الأعداء وخاصة تلك المتعلقة بالانسحابات أو إعادة التكتيكات، يغلّفونها زيفًا وكذبًا في مضمونها ويروّجونها كهزائم وانتكاسات على الجبهات، فما أقبح مفاحيص سورية وما أشرف صحوات العراق، ففصائل الشام باعوا الشرف لأمريكا وتركيا وروسيا وايران، وأمّا صحوات العراق كان تحالفهم واحد ومع الأمريكان، فالقبح كل القبح أن لا يتعلم المرء من الإخفاقات الذاتية ويصرّ للمضي قدمًا في براثن التيه والظلمات، ناهيك عمن في أحصنة الطروادة في الحروب والنزاعات لا يدري كيف المصير ولا المآل ولا الغنيمة بعد انقشاع غبّار المعارك والمؤتمرات، فمن أظلم ممن امتطى جواد حرب غيره ظانًا أنّ خراج الجمر يعود عليه بالنفع وما تشتهي النفوس، فليت شعري يعلم القوم محلّهم من كل هذه الطبخة الجهنّمية وما نهايتهم في هذه الحرب الدائرة بين أقطاب دولية وقوى إقليمية تابعة للتنظيم العالمي، فكيف بخوازيق جهلة يريدون الخروج بالحرث والزرع والمحصود، هزلت وربّ الكعبة ..
فعندما قيل أنّ الغرب لا يحترم إلاّ أصحاب الأقدام الثقيلة فحينها استُهزيء بالعبد الصالح وشنّعت عليه الاقاويل والتأويلات الفاسدة، فالرجل أنذركم قبل أنّ تصيبكم قارعة وقد أصابتكم في مقتل بحيث حدّتم عن البوصلة، فلما خرجتم لقتال النظام بوعود الغرب الكاذبة، ضيّعتم الدِّين والدنيا وأصبحتم مهزلة الثورات وعند بعض الأقليات التي استثمرت خير الاستثمار في تحالفاتها، من تسليم لثورتكم إلى تميّع لمعتقدكم إلى تسليمكم للمدن وخروجكم ببصات تقاتلون من أراد حماية بيضتكم ومكاسبكم، أصبحتم أرقاما تقاتلون بالنيابة عن الصليب والمجوس، أفواه بنادق في خنادق الخطأ، أجندة تركية للدفاع عن حدودها ومكانتها الجيو-استراتيجية، ما دهاكم إلى ما آلت إليه عقولكم وكيف تفكّرون، ما هدفكم و غايتكم من هذا التجرجر المستديم نحو حربٍ ليست من أهدافكم ولا أجنداتكم الاولوية، فاليوم روسيا وأمريكا وحزب الله من يحارب داعس في تدمر، اوَ ليس حزب اللَّات عدوّكم وعدوّ من سلمتموه زمام أموركم العسكرية (امريكا) وحليف مناوراتكم السياسية في أستانا (روسيا) فكيف إذًا بإعراب هذه الخلطة التحالفية، إنّكم أجهل من حمار علي بابا في حمل الغنائم المسروقة، فبعد كل هذه التجارب المريرة ونار الحرب المستعرة لم تتعلموا من الطبخات إلاّ شمّ روائح البارود وكأنّكم بها ستفتحون دمشق وأنطاكيا، فما دهاكم أن تكونوا حمير أردوغان وأفواه بنادقه من جرابلس إلى الباب وقتلاكم بالآلاف في حرب أصلا لا تخدمكم ولا تخدم أجندتكم ولا من استراتيجياتكم المستقبلية، فهي في آخر المطاف ستكون مناطق آمنة تتحكَّم فيها أمريكا برعاية تركية روسية ..
 فالأمور اليوم أصبحت ألاعيب دولية متجاوزة في ذلك زمن الفصائل والوعود الكاذبة، فمع الحرب الدائرة في الموصل وتدمر مرورا بدير الزور والرقة إلى تلّعفر وصعوبة مواجهة #داعس للتحالف الدولي العربي وخاصة بآليتهم الجهنّمية الجوية، وتقدّم الروافض في العراق وإمكانية خروج داعس من العراق فبهذا كله تكون القوى العظمى قد حقّقت مآربها وأجندتها بسواعد أبناء المنطقة، فالمتأمل في ما آلت إليه الأمور العسكرية وترجيح كفة الباطل على الحق فإنّما من باب #الاستدراج ، وأن ما ستؤول إليه المنطقة من صراعات فما اليوم أمامها لنزهة للجميع، فالأطماع كبيرة عديدة ولا يتهاون الغرب ومعهم روسيا في تدمير كل المنطقة إن تطلّب الامر للحفاظ على المكتسبات القديمة والجديدة، فبوادر الانتكاسة اليوم ملامحها في انقرة بعد تسليم منبج إلى النظام السوري بمباركة أمريكية روسية ..
ستكون حربا شاملة في المنطقة، حرب نفط وغاز، حرب ميزانيات مهدورة، حرب حدود، حرب وعود، حرب خطوط حمراء، حرب نقض للعهود، حرب أطماع، حرب التحالفات الحقيقية الجديدة، حرب الندم على التوازنات، حرب مقت الله للقوم المرتدين، فقد تجاوزتم كل الخطوط خطوط ربّ العالمين في قتال عباده المؤمنين، فبوادر الحرب الاولى بانت شُعلتها بين أكراد العراق على النفط، وتحالف امريكا وروسيا اليوم وإرجاع كل الاراضي من يد داعس إلى النظام سيجعل منكم قضية غير قابلة للإعراب والمناقشة، فلا خيار أمامكم اليوم إلاّ الرجوع إلى حضن "الوطن"، أو أفواه بنادق لمحاربة داعس ومنها ستكونون بغال الجميع، أو النفي إلى خارج سورية بلا رجعة، فما أنتم إلاّ حمير طروادة متى تنتهي مهمّتكم ستساقون إلى حتفكم الحسي أو المعنوي، وبعدها سيكون الأمر ربّاني وأنتم من القوم المغضوب عليهم في ملكوت الله وفي الدوائر الغربية ..
السلام عليكم
=====================
كتبه : نورالدين الجزائري

06 جمادى الثانية 1438 الموافق ل 04/03/2017



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire