Rechercher dans ce blog

lundi 20 mars 2017

مقال بعنوان " هنا #الموصل الحدباء .." بقلم المدون نورالدين الجزائري



هنا #الموصل الحدباء ..

فإنّ معيار النصر عند عُبَّاد المادة والشهوات، الاستيلاء على ظواهر الأشياء من أماكن مشهورة، ومعالم رمزية، ودور للعبادة، لتكريس الهيمنة على الأرض والإنسان، وإخضاع النَّاس إلى سياسة الملوك الجدد، فمن عادة الغازي أن يجعل أَعِزَّة أهل البلد الجريح أذلة، وكذلك نهجهم في معتقدهم وما تمليه عليهم عاداتهم في مثل هذه المناسبات، فالكل يخضع إلى الذلّ والمهانة المقصودة والامر من الحرب النفسية لإلحاق بمن تبقى الهزيمة التامة والشاملة، ومن خصوصية أمّة الاسلام أنّها لا تخضع لمثل هذه القوانين البشرية عامة، بل إنّ في الأمر كَرّ وفرّ تارة، والانسحاب أو التحيّز لقتال تارة أخرى، فالمجاهدون في سبيل الله لا يهنأ لهم بال ولا يفكّرون في راحة حتى دفع العدو الصائل من على الارض والثغور، وهذا الفيصل ما بين الاسلام وأمم الكفر العالمية ..
فالحرب اليوم على الأُمَّة شاملة ومتفرّعة الأطوار، فالعدو جاء هذه المرة وهو يعلم أنّها المرة الاخيرة في تثبيت سيّاساته وما أنفق من حسّ ومعنى في بلاد الاسلام، جاء بخيله وخيلائه وآخرون لا نعلمهم فالله يعلمهم، وفي جعبته من الفساد والفتنة ما تقف أمامه كل الخطط الوضعية في مهب الرياح والخسارة الحتمية، فبدهائه تمكّن من وأد الثوران على الظلم في بعض البلدان العربية بإبقاء الدول العميقة فيها وبرجال الاحتياط أو الظل عنده وإرجعها إلى مربّعها الأول ومن ثمّة قيّدها ببعض الحبال من الشعارات الكاذبة، واُخرى كان لابد له في أول الأمر التطلّع إلى صفوف المناوئين مرحلياً، وبعد رصد الطالح من الصالح وشقّ الصفوف حتى يسهل التحكّم في مبتغى القوم وتطلّعاتهم، فراح بعد ذلك إلى شيطنة الحق وشرعنة و أملَكَة الباطل، فساغ لذلك آلياته المحلية والإقليمية والدولية من إعلام موجَّه مأجور، وإلى دور صنّاع الاستراتيجيات من المعاهد والكلّيات المتخصّصة في عالمنا الاسلامي، وهي كلّها دور وأروقة مخابرات استشرافية، واضعة الخطط والتنبؤات وكيفية التحكّم في الصراعات وصنّاعها ومروّجيها، فما حدث في سورية كان من هذا الجانب الذي حققت امريكا وروسيا والدول الإقليمية مرحليا فيه من الفوضى الخلّاقة لإخضاع الجميع لسياسة الهيمنة على الانسان والمعتقد والارض والخيرات، فالتّبعية لها ثمنها، وثمن كل ذلك غباء النخبة واتباعها، والاستخفاف بالمخططات المحاكة للأمة، فصحيح أنٌ من الكوارث والنكبات تأتي الدروس والاستخلاصات، فمع كل هذه الدماء المهدورة على أرض الاسلام فلا شكّ أنّها بداية سُقيَ لشجرة طَيِّبَة، أصلها ثابت وفرعها في السماء وثمرتها من أيام شُوهدت على أرض الرافدين حينما قيل للطفل الموصلي اكفر، فقال آمنت برب العالمين ..
إنّ التاريخ يعيد نفسه بسنن ثابتة وقواعد راسخة، لا تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا، فالقليل من الامّة من تعلّم من صفحاته، فلا عجب من القلة التي وطّنت لمثل هذه الايام نفسها وهمّتها، عقيدتها ومعتقدها، ولا عجب من ذلك الصبي الموصلي الذي ضرب للمسلمين درسًا في التوحيد لا نظير له في هذه الايام، إذ قال له الشيطان أشرك واكفر بالله فقال آمنت برب العالمين وحده لا شريك له، فلم يأخذ برخص سيّدنا عمَّار -رضي الله عنه- ولا بالتقية تحت التعذيب والاكراه، فراح أحد من يُحسب على أهل العلم وممن سلَّط لسانه على أهل الموصل في بداية حملة الروافض عليها انّ من بداخلها من الخوارج المارقة وممن هم صنيعة ايران المجوسية لتهجير السُنّة، يمدح الطفل الموصلي ويترحّم على من عَلَّمَه التوحيد الذي ابهره، ولم يعلم هذا المسكين ممن يحسبون على الفتوى والعلم أنّ من ربّى هذا الفتى هم من سمَّاهم الفرقة الضالة، إذ لا يُعقل أن يخرج مثل هذا التوحيد من هذا الصبي إلاّ من مشكاة أئمة الدعوة النجدية ومن قبلهم شيخ الاسلام ابن تيمية، فالصبي إمّا والده ممن يقاتل مع الخوارج المارقة أو من سلّم نفسه للروافض وكفر بالله ربٌ البرية، فلا يُعقل أنّ الفتى بهذا الفهم من التوحيد أنّ يكون من عَلَّمَه ممن يشرك في أول وهلة، ولكن القوم لا يريدون الاعتراف بصفاء منهج من سمّوهم خوارجا حسدا وبغيًا، فهذا نور الله والله يؤتي نوره من يشاء ..
فالموصل يمكن أنّ تسقط وتُدنّس والامر كله بيد الله، فليست أكرم من مكّة ولا المدينة ولا المسجد الاقصى اليوم وهو بيد صهيون، فتلك الايام نداولها بين النَّاس، ولكن العبرة في ما قصّه القرآن علينا، وَمَا فعله الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصحبه -رضي الله عنهم أجمعين- بأهل الكفر عامة، فجاء كلام الله فيهم في القتل والاثخان والقعود لهم بكل مرصد حتى يشفي صدور قوم مؤمنين، وحتى ترجع الامة إلى ما كان عليه سلفها في كيفية التعامل مع الكفار والمشركين والمنافقين، وأن السلم لا يكون إلاّ بشروط أهل السلام، والله عزّ وجل هو السلام ومنه السلام، فقد اجتبى الله لهذه الامة من يدافع عنها ويذود عن حياضها، فأحبّ من أحبّ، وكره من كره، فلا تنسوا الفضل الذي لولا ما أنعمه الله على هؤلاء من توحيد لكانت الرافضة اليوم في مكّة والمدينة وفي رقص مع اليهود في بيت المقدس، فربما جوامع ومساجد الموصل قد تسقط، وأعين امريكا والرافضة على المسجد النوري فيها، فليسقط المسجد النوري ولكن هل سيسقط التوحيد الذي شرّد بكم ومن خلفكم، وتوحيد ذلك الفتى الذي بكيتم وخشتم من أنفسكم أمامه؟ ..!
يذكرني قول كاتب ألماني واستنتاجاته من الحرب العالمية الثانية، إذ يقول :" قليل من الناس ، على الكرة الأرضية، يدركون اليوم بأن العامل الحاسم في نتيجة الحرب العالمية الثانية لم تكن عبقرية قادة الحلفاء العسكريين و رجال الدولة الذين كثر الحديث عنهم. بل إن النصر أو الهزيمة في صراع القرن قد يتمحور حول حرب الدهاء السرية التي دارت بين عباقرة العقول العلمية و كاسري الشيفرات من الجانبيين"، وهذا عين العقل في إدارة الحروب ومعيار النصر والهزيمة، فاليوم المعركة ما بين فئة قليلة أمام فئة كثيرة وكبيرة هي معركة " أن تكون أو لا تكون "، وهي حرب مفتوحة وبكل الأساليب المتاحة، فالبرّغم من القلة في العدد والعُدَّة إلاّ أنّ الله أبهر بها رؤوس الكفر العالمي، فالدهاء والحنكة التي تتميّز بها الفئة المؤمنة والتي علَّمت ذلك الصبي التوحيد الخالص والعقل المدبّر لهذه الحرب العالمية هي من ستفوز في النهاية، فشتان من يُستنزف الان وعلى خبر دائم ومسمع ومرأى من العدو قبل قنوات العهر العربية كالذي وطّن مثل هذا التوحيد ورسّخه في الأجيال القادمة، فلسان حال أهل التوحيد اليوم قتلهم وقتالهم في الله وبالله حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا، وبضاعتهم أن موتوا على ما مات عليه محمدا وصحبه، والايام حُبلى بالبشارة، وأنٌ الله ناصر دينه وعباده وليخسأ من باع دينه بمنصب ودراهم معدودات خاصة ..

السلام عليكم

=====================
كتبه : نورالدين الجزائري
21
جمادى الثانية 14388هـ الموافق ل 20/03/2017




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire