Rechercher dans ce blog

jeudi 21 avril 2016

مقال بعنوان " هل نجحت السعودية في ابقاء حزب الله كمنظمة إرهابية ؟ ... للمدون نورالدين الجزائري



هل نجحت السعودية في إبقاء حزب الله كمنظمة إرهابية؟ 
... 



عندما يقول الرئيس الإيراني روحاني " فاوضنا أمريكا بدماء العرب " معناه أن ما قيل في العلن إزاء المحادثات الامريكية الإيرانية غير الذي كان يجري من مخططات في الكواليس المظلمة وبعيدا عن أنظار دول التعاون الخليجي وعلى رأسهم السعودية ..
كما أن أمريكا تلوح في مجلس اللاّ أمن بالفيتو لعرقلة أو إخماد أي مشروع يناهض سياساتها القومية، فلها عصا تهش بها طموحات ضعاف الدول وبعض المنظمات المستقلة، فتلك العصا هو المركز القومي لمكافحة الارهاب ) NCTC ( التابع لوزارة الخارجية الامريكية تصنّف فيه وفق الفصل 219 من قانون الجنسية والهجرة من تشاء بالإرهاب وتعرّفه على حسب معارضة أجنداتها على الصعيد الدولي .
فتصنيف أمريكا لإيران لمحور الشر إنَّما كان عصا تسليط على ما تريده منها أمريكا وخاصة في المنطقة العربية بعد استيقاظ المارد السنّي وخاصة عند وجودها في العراق وما تكبدته على أيديه خرجت على إثره مهزومة مدحورة .
كان لابد لأمريكا من خطط تعيد المنطقة إلى زريبتها المطاعة، وكان عليها إيجاد حليفا يخرج من رحم العداوة والكراهية خدعة حتى تتقبله الجموع السنية، كما تقبلت مسرحية حرب تموز 2006 ببن حزب اللَّات وإسرائيل، والتي هللت لها المنطقة تعطشا للانتقام من الغطرسة الصهيونية وطغيانها على اهلنا في فلسطين المحتلة .
حرب تموز 2006 بعدما كان الجيش اللبناني وكيل حزب الله على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وبعد المسرحية ( الحرب ) تراجعت المقاومة والممانعة الى 13 كلم داخل الاراضي اللبنانية عند نهر الليطاني بعد افراغ الجنوب من المكون السنّي واستبدال حرس الحدود بشريط عساكر أمم المتحدة لتكون الحدود أكثر آمناً من ذي قبل، فأين النصر المظفر لحزب الله المزعوم من بند 1701 لمجلس الامن .
فعندما يشكر ساسة الصهاينة من سياسيين وعسكر حزب الله على الهدوء بينهما، ومنع بعض المنظمات السنية من الوصول إلى حدود اسرائيل، فالآمر هنا والناهي هي إيران، وما حزب اللَّات إلا أداة تحريك الجامد إلى سائل و طري لتسويغ مشاريع أكبر من أن يفهما ساسة المنطقة ناهيك عن سذج السنة الذين طبلوا لحزب الله حتى انكشف أمره في حرب سورية .
 فإن من دهاء الفرس المكر والخديعة والمناورة وتغليب المصلحة على المدى البعيد من النصر على المدى القريب، وقد نجحوا فيما أخفق صدام حسين فيه وهو برنامجا نوويا لها في المنطقة، إذ استدرجوا أمريكا وحلفائها الغربيين بالقبول بتفاهمات على المنطقة وبتخلي إيران عن برنامجها النوري مقابل بعض العواصم العربية وخدمات إقليمية لحراس سايكس وبيكو، وزادوا الغرب خدمة بتوليها المكون السني وإخماد شعلته في ظل فوضى لم يعرف العرب ادارتها أو تصويب بعض من سياساتهم اتجاه ما يحدث للسنة من تقسيم لبلدانهم وتهميشهم فيما يطبخ في الشرق الأوسط الجديد .
وكما أن اسرائيل قاعدة متقدمة لأمريكا في قلب العالم العربي، فحزب الله قاعدة متقدمة لإيران في نفس الجسد، فتناحر اسرائيل وحزب الله إنَّما لخدمة أجندات معرفة معلومة، وهو صراع للهيمنة على مقدرات ومكتسبات الامة بتناسب متفاوتة، وكما أن نظام بشار صدر اسرائيل من المكون المنبوذ لها وهم السنة، فكان حرياً على حزب الله وإسرائيل العمل وفق المصالح المشتركة حتى لا يسقط نظامه، وقد بينوا ساسة الصهاينة ذلك من أحبار وسياسيين وعسكريين مدى التمسك ببشار ونظامه حرصا على الجولان وما بعد الجولان .
فأمريكا اليوم وإيران على خط واحد من استراتجية تقاسم المنطقة، وبعدما كانت إيران وذراعها الضارب حزب الله على قائمة البلدان والمنظمات الإرهابية، ها هي في الآونة الاخيرة تشطبها من قائمتها السوداء للإرهاب، وترحب بهما كمكون رئيسي في ضبط المارد السني الجديد، وكل ذلك بمشاورة إسرائيلية وضوءٍ أخضر منها، فلذا تجد السعودية وأذنابها في المنطقة في تخبط من أمرهم سياسيا ومحلاً من الاعراب في الطبخة الوليدة، ومنها هرولة السعودية إلى مصر وقضية جزيرتي تيران و صنافير وأهميتهما بالنسبة لليهود، وخاصة إرادة السعودية ادماج إسرائيل في حلف رباعي يُعرض على أمريكا بدلا من المكون الشيعي الذي هو وليد تحالفات مضطرة وتكاد أمريكا أن تصطدم بحفره ومستنقعاته وتناقضاته مستقبلاً .
فإن محاولة السعودية إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية باءت بالفشل لأن عليها إدراج ممولها على راْس القائمة دوليا وهذا ما تخلت عنه أمريكا خدمة لمصالحها ومنه التوتر الحاصل ما بين أمريكا والسعودية حاليا .
فالسعودية في تخبط من أمرها بعدم تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، وكيف وهو الذي أصبح الكلب الوفي لحدود إسرائيل كما أصبحت إيران الكلب الوفي في المنطقة لأمريكا، فالغرب أصبح لا يرى الشيعي والعلوي والدرزي والكردي إرهابيين، وإنما اقتصر التعريف على السنة، فكيف تصنف السعودية حزب الله وهو الذي أصبح لبنان يتحكم في اتفاقية الطائف التي طبخت في السعودية وأصبحت لعبة في يد حزب الله يضرب بها من يشاء في المنطقة، يتعرض على أمرائها في لبنان ليقول للسعودية إن الغد للمكر والدهاء وليس للتبعية والخنوع والهرولة وراء المالك الحقيقي للمنطقة في كل صغيرة، ناهيك عن عدم معرفة لعبة الأكابر وقد اصبحتِ بكل مالك ونفوذك قزماً أمام تنطيماً.
فأمريكا اليوم راضية عن حزب الله وأدائه باستماتة على مصالح ايران ومنها مصالحها في المنطقة، ولذا فشلت السعودية في إدراج حزب الله كمنظمة إرهابية توازي " داعش "، فالذي توافق عليه أمريكا في قائمتها الإرهابية فهو منها حتى يقدم الولاء لها وإلاّ فدعوى السعودية لمشروعها دوليا ومحلياً كضرطة في فلاة عابرة ..
السلام عليكم ...
========================
كتبه : نورالدين الجزائري

12 رجب 1437هـ الموافق لــــ 20/04/2016 






Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire