Rechercher dans ce blog

samedi 16 avril 2016

مقال بعنوان " الفيلة و الحمير وأنياب العنصرية " ... للمدون نورالدين الجزائري


الفيلة والحمير وأنياب العنصرية ...



اقترب موعد رحيل خادم الصليب واليهود، عبد اللوبيات وأصحاب المال والنفوذ، من الرحيل من البيت الأبيض، شهور معدودات قبل اليوم الموعود من انتخابات رئاسية ستشهدها الولايات المتحدة الامريكية، تسبقها منافسة بين الصقور والحمائم، بين الفيلة والحمير، شعار لأحزاب مهيمنة على الشأن الداخلي الامريكي، وعلى الشأن الدولي وخاصة منطقة الشرق الأوسط وبلدان الذهب الأسود، رجال همّها خدمة المصالح العليا للولايات المتحدة الامريكية، وقد بدأ فعلا الصراع بين الحزبين العريقين، بين الجمهوريين والديمقراطيين، بين من سياسته مكشوفة مفضوحة واُخرى ملفقة مستورة، بين الممثل للحزب الجمهوري دونالد ترامب وعجوز السياسة الامريكية الديمقراطية هيلاري كلنتون .
يقال في العرف الدبلوماسي " كلّما كان السياسي ذكياً كلّما تفادى الصراعات، وكلّما كان صريحاً في القول جلب لنفسه ولحزبه الويلات " ، فأصحاب الكواليس وما خلف الستار ومن يصنع القرار ما كان لهم صاحب البيت الابيض والمكتب المستدير إلا خادماً لنفوذهم السياسي والمالي وبعض المصالح الشخصية الضيقة حتى لا تكشف فيها خيوط اللعبة ومن يحكم ويتحكم في من ... ، إنّها مصالح تجار الذهب الأسود والسلاح بتتويجةٍ مالية في قلب " وال ستريت"  والجائزة تمنح في آخر المطاف إلى خدمة الرأسمالية العالمية بطريقة أمريكية فريدة .
المتابع للسياسة الامريكية خاصة وكيفية ترشيح رئيس البلاد يتعجب من الطريقة والاداء والاليات ومآلات البيت الابيض، فالأقوى نفوذا ما بين المترشحين والحاشد لأصحاب رؤوس الأموال والأوليات لخدمة السياسات اللوبية هو من يفوز بخمس سنوات رئاسية للبلد، تُرسم له أجندات داخلية وسياسة خارجية لا تخدم إلا من كان سبب فوزه في الانتخابات، يصبح بذلك مجبرا كعبد النفوذ والدولارات وهي لُب السياسة الامريكية منذ نشأت هذا البلد الرأسمالي  إلى يومنا هذا .
إن على المترشحين الديمقراطي والجمهوري تقديم الولاء لإسرائيل أولا عبر نفوذها و لوبياتها "ايباك- AIPAC  " والبراء لكل من يعادي السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية ولقاعدتها المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط اسرائيل، وثم إلى حلفائها الأوروبيين، وفي آخر المطاف من يخدم سياستها عبر العالم وفي مؤخرتهم العرب أجمعين
عندما تتعهد هيلاري كلنتون للوبي اليهودي بغض النظر عن تقتيل ١٠٪ من أبناء غزة أن تطلب الأمر لحماية أمن إسرائيل ندرك جيدا من يرسم سياسة الديمقراطيين، فهلاري كلينتون مدعومة بأموال وتبرعات رجل الاعمال الاسرائيلي الملياردير " حاييم صبان " المصري الأصل والذي يعتبر من أشد مؤيدي إسرائيل واضعاً أمنها من الأهم القضايا التي يناضل من أجلها في الولايات المتحدة الامريكية، فالرجل حسب مواقع الكترونية موثوقة ومقربة من AIPAC حصل على رسالة تعهد من المرشحة الديمقراطية تعده فيها محاربة أي حملة تدعوا إلى مقاطعة إسرائيل اقتصادياً وثقافياً، و قد تجلت عنصرية هذا اليهودي ذو الأصل المصري من خلال مقابلة تلفزيونية عقب تفجيرات باريس دعى فيها إلى التدقيق في خلفيات المسلمين قائلا :" إنه لا يدعوا لحبسهم في غرفة تعذيب، بل يجب اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وحزماً ضد العرب والمسلمين"  .
ومن ضمن اللوبيات التي تدعم الحزب الديمقراطي والمرشحة هيلاري كلينتون الملياردير الإيراني الأصل " شيرفين بيشيفار" والذي يريد من خلال دعمه لكلنتون توثيق ما نتج عما حققته إيران وأمريكا في تفاوضهما حول البرنامج النووي الإيراني، والحرص على مكتسبات إيران التوسعية في بلاد العرب على حساب العرب، فرحمة الله على من وضع نصب عينيه سياسة بلده ودافع عنها بمالات ووسائل تخدم شعوبا على حسب شعوبا أخرى، ولا كرامة للضعفاء في عالم اللوبيات وأصحاب النفوذ ورؤوس الأموال وأقذر السياسات .
فمرشح الحزب الجمهوري والذي يُعد تصنيفاً من صقور السياسة الامريكية قد قدم ولاءه لإسرائيل بخوض حرب بأفتك الأسلحة إن مُسًّ أو خُدِش حياءُ اليهود، فالرجل كشر على أنياب سياسة الحزب ونادى بطرد المسلمين من أمريكا وعدم السماح لهم بزيارتها، ومن أشد الداعمين لتعذيب وحتى قتل كل من يشتبه فيه داخل التراب الامريكي من العرب، عنصرية لا مثيل لها، فالحمد لله أن سقطت الأقنعة واسودت الوجوه بظلم المكيدة وقبح السريرة فيما يخط أهل الجريمة وإن تلبًّسوا بشرعية دستورية وأمكنة دولية، وهذا فيض من مستور أُخرج للعلن حتى يُسهل علينا المواجهة، فالأيام القادمة ظُلمة فيما ينتظر المسلمين من ويلات سياسات عنصرية اتجاه العرب والمسلمين ولا معتصم لهم دولياً، ناهيك عن لوبيات عربية إسلامية تخدم الحد الأدنى من متطلبات الامة ورفع بعض العدوان على من هم تحت رحمة المخططات الغربية.
 فلا مجال لليأس وخاصة في هذه المرحلة العصيبة، ومن المحن تولد المنح، ومن الضيق تتسع رقعة البئر والضيق، فاللأمة من الطاقات ما هي في قيد التصهير و التصقيل، والمستقبل واعد بالمفاجآت، والامة ولاّدة المعجزات وفجرها لاح بزوغه في الأفق، فمن وُفق تمسك بخيط الفجر الابيض ومن انتكس فلا يُرى له نور في عزّ حرّ الشمس، فيا أيها العرب والمسلمون عليكم بالتخندق وراء الأحرار، وانبذوا من هو في الأسر من حكام ودويلات وظيفية وزرائب للعم سام وصهيون في المنطقة.

======================
كتبـه : نورالدين الجزائري

8  رجب 1437هـ الموافق ل 12/04/2016 



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire