Rechercher dans ce blog

mercredi 30 décembre 2015

سؤال بريىء للشيخ المقدسي ... المدون نور الدين الجزائري



                  سؤال بريء للشيخ المقدسي

لما غزت امريكا بلاد الرشيد في عام 2003 وسقوط عاصمتها بغداد في يد المحتل بخيانة عربية، وتواطأ شيعي طائفي، كان لابد لأبناء بلاد الرافدين التصدي للغزو بكل أنواع الأساليب، مما توجب عليهم دفع الصائل وإعلان الجهاد لردع امريكا وأذنابها من شيعة المجوس .
حينها توافدت جحافل المجاهدين على العراق، وتكونت الجماعات والجبهات، منها باسم الدين، ومنها باسم الوطنية، واُخرى باسم البعث، وكان هدف الجميع واحداً، ومع مرِّ الأيام والشهور من الغزو، فثبت من ثبت، وانقلب على عاقبيه من انقلب، وخان من خان، ولا يثبت إلا من عصم ربك من الفتن، وكان أمره كالذي ينفع الأرض بعد طول جفافها، وربك ذو الحكمة فعال لما يريد.
كان من بين تلك الجماعات، جماعة أسسها أبي مصعب الزرقاوي مع ثلّة من إخوانه وبمشورة من الشيخ أسامة ابن لادن رحمهم الله جميعا، وهي نواة الدولة الاسلامية اليوم، إسمها " جماعة التوحيد والجهاد "، وتطورت لاحقا بما واكب ظروف تلك الحقبة من عقبات الى " حلف المطيّبين " ومنه دخول عدة جماعات سنيّة تحت هذا الحلف، وَمِمَّا انبثق منه لاحقا وبعد تطور الأحداث مكون سُنّي هدفه كان أسمى وأوعى وتجاوزا لكل الرؤى وهي " دولة العراق الاسلامية " والتي كانت تحت إمرة الشيخين عمر البغدادي ووزير حربه أبي حمزة المهاجر رحمهما الله .
الشاهد من هذه الكلمة، أردت لفت الأخوة الى حادثة زلزلت جهاد العراقيين للمحتل الأمريكي، وهي فتوى للشيخ المقدسي حينها بعدم جواز ذهاب الجهاديين الى العراق، وأن العراق اصبح" محرقة للشباب " ، وكثيرا ومثيرا مما قاله الرجل وقتها، وكان ممن أوَّل كلام الرجل ووصف فتواه بالصائبة وأنها من فقه النوازل، وفريقا آخر شكك في توقيت مثل هذا الكلام، وردوا عليه علماً وتأصيلا، وخاصة أن الصائل معروف وأهدافه، ولازالت تلك الفتوى تفعل فعلتها إلى يومنا هذا .
وكان ممن رد على كلام الشيخ المقدسي ابو مصعب الزرقاوي بنفسه، وكان بين الرجلين كلام في العلن و آخر في السر، ورسائل متبادلة، و تساؤلات من كثير عن جدوى الفتوى في ذلك الوقت ولصالح من، وهكذا ...
وأريد من كلامي هذا أن أطرح سؤالا عفويا، لعلي أجد بعض الجواب عند من فتح الله عليه فتوح العارفين ..!!! 
المتتبع لكلام الشيخ المقدسي هذه الأيام وخاصة في الساحة الفلسطينية، منذ انطلاق حملة السكاكين والدهس المباركة، تراه يزكي هذه الأفعال ويثني ويحث عليها، وبلا شك فهو محق، وعلى غيوري الأمة أن يثنوا على أبناء فلسطين ويشجعوا أبناء الأمة جهاد الصهاينة ودفعهم بكل الوسائل المتاحة بين يديها، ولا يتركوا يهودا يهنؤون بما اغتصبوا من أرض بلا حق .
سؤالي ،  بما أن المقدسي رأى العراق أيام احتلاله من امريكا "محرقة للشباب " ، ويومها البلد في حرب ومخازن أنواع الأسلحة مفتوحة، وتسنى لكل عراقي وقتها حمل قطعة من السلاح، فلما يرى اليوم بغير العين التي رأى بها، يوم احتلال أمريكا لبلاد الرشيد، علما بأن الفلسطنيين ممنوع عليهم حتى رائحة البارود لجهاد المحتل الصهيوني .. فكيف منعت يا شيخ ابو محمد الجهاد في العراق ورأيته محرقة للشباب، علما بأن السلاح كان متوفرا، وأجزت جهاد الفلسطينين بالسكاكين والدهس لعدم توفر الأسلحة ..؟؟؟! .. فاذا سلمنا لك الامر ان كلامك في العراق كان من توافد الجهاديين غير العراقيين، فهل كنت حينها أفتيت بجواز الجهاد حتى بالسكاكين للمحتل الامريكي، ام كلامك كان لحاجة في نفس يعقوب حينها؟ ، هل ما نراه من قتل اليهود لأبناء فلسطين الحاملين للسكاكين انتحار ومحرقة لشباب وطاقة الامة ام لا ؟! ... فلما الميل والكيل بمكيالين؟ . 

هذا وصل اللهم على عبدك، وَرَسُولِكَ، و آله  وصحبه اجمعين ...
/
نور الدين الجزائري
18 ربيع الاول 1437 هـ الموافق ل 30/12/2015 م

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire