Rechercher dans ce blog

samedi 26 décembre 2015

كلمة حق ولا أزيد ... المدون نور الدين الجزائري



كلمة حق ولا أزيد ..

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، محمد بن عبد الله النبي الصادق الأمين، أما بعد:
لطالما تهكّم علينا الجهلة والنطيحة و المتردية وما رمت قنوات الصرف العقلي من قاذورات و المشوشين والقوم التبع ومن لا طاقة لهم في النقاش لما يجري في الساحة الإسلامية، وخاصة منها العراقية و السورية، وإنما يريدون دخول النقاشات من أجل الكلام والكلام ويتم فضحهم بعدها ، فاللهم لك الحمد في كل حال وعلى أي حال...
قال تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )
فالحق هو الله والحق جند من جنود الله يجازي به من آمن بالله حق الإيمان وامتثل لأوامره و استقام، وهو سيف مسلط على الباطل إلى يوم الدين، فتراه لا يلزم الجماعة حتى تنال من الابتلاءات ما تنال في سبيل الله، فيكون بعدها تاج على رؤوس من سار مسرى الأنبياء في الدعوى والتبليغ بنص الوحيين، والحق نبراس كل دعوة وميزان كل من خلص عمله لله سبحانه و تعالى. 
والحق أحق أن يتبع، وعلى المؤمن أن يبحث عنه بشق الأنفس حتى يعذر، وأن يدور حيثما دار الحق و أهله، وان يلزم أهله، فإن زاغ أهله زاغ عنهم ولا يزيغ عن الحق قيد أنملة، ولا يميل إلى هوى الناس، وهذا دأب الصالحين في ملازمة الحق رحمهم الله  (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ) .
أيها الإخوة ما دفعني إلى كتابة هذه الأسطر هو ما نحن عليه من أحداث عظام وزلازل نفسية فردية و جماعية، ما يحدث اليوم في الأمة من مخاض لولادتها مرة ثانية إنما تتفطر له الجباه ويشيب له الولدان من هول الحدث، ولابد من كل هذا فإنما حمم البراكين لأرض خصبة بعد فورانها لمن أراد أن يزرع لتأكل الناس بعد الصدمة من خيرات الله .  فاللهم إنّا نسألك أن ترنا الحق حقا وترزقنا التزامه وإتباعه، وان ترنا الباطل باطلا وترزقنا ابتعاده و اجتنابه.
قال الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله :" اعلم رحمك الله تعالى: أن الله فرض معرفة، شهادة أن لا إله إلا الله، قبل فرض الصلاة، والصوم؛ فيجب على العبد: أن يبحث عن معنى ذلك، أعظم من وجوب بحثه، عن الصلاة، والصوم؛ وتحريم الشرك، والإيمان بالطاغوت: أعظم من تحريم نكاح الأمهات، والعمات؛ فأعظم مراتب الإيمان بالله: شهادة أن لا إله إلا الله. "
وقال أيضا رحمه الله تعالى : ( واعلم أن الإنسان ما يصير مؤمناً بالله إلا بالكفر بالطاغوت والدليل قوله تعالى {فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى.)
فالكفر بالطاغوت من أصل الأصول وركائز الدين وعموده، ولا يتم الإيمان إلا به، وهو شرط الإيمان الأساسي ومقدم عليه حتى، فهو الركن الأصيل الذى ثقل على جميع المشركين قديما وحديثا، وتهربت منه جميع الفرق المنتسبة إلى الإسلام، فمما لا شك فيه أن الذي لا يعرف الطاغوت بجميع أشكاله وألوانه لا يملك إنكاره ولا الكفر به.
قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله :" هذه كلمات في بيان الطاغوت، ووجوب اجتنابه، قال الله تعالى:{ لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم }، فبين تعالى أن المستمسك بالعروة الوثقى، هو الذي يكفر بالطاغوت، وقدم الكفر به على الإيمان بالله، لأنه قد يدعي المدعي أنه يؤمن بالله، وهو لا يجتنب الطاغوت، وتكون دعواه كاذبة. وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت)، فأخبر أن جميع المرسلين قد بعثوا باجتناب الطاغوت، فمن لم يجتنبه فهو مخالف لجميع المرسلين، قال تعالى: (والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها وأنبوا إلى الله لهم البشرى) ففي هذه الآيات من الحجج على وجوب اجتنابه وجوه كثيرة."
و الطاغوت هو كل ما يعبد من دون الله ويختص بما خصه الله لنفسه من ألوهية و ربوبية ومن صفات أسماء . فكما للطاغوت تعريفا فلكل من نافح عنه أو أعانه أو برم له أداة لطغيانه فهم من خدمه ومرتكزاته تعريفا.
يقول الدكتور أحمد الشريف حفظه الله واصفا عباد الطواغيت :" منهم المناصر و المظاهر والمشايع والراضي و المؤيد والداعي و الجندي و الوكيل والوزير و النائب، وكل من عكف على نصرته و مظاهرته و دعمه و تأيده و خدمته، ولا يقبل في وصف هؤلاء وصف الخطأ ولا الإكراه ولا التأويل، ولا يقارن هؤلاء بالناشئ ببادية بعيدة أو أهل الفترة ممن لم يصلهم البلاغ الذي هو القرآن والسنة، فكل من قصد فعل النصرة و الدعم والرضى فهو عابد وتابع و مطيع له بقصد ."
فأصل ما يجري في البلدان الإسلامية من ثورات و ثوران على الحكم الجبري إنما مراده التخلص من هؤلاء الطواغيت، وكل يعمل وعمل على شاكلته، فمنهم من أصاب كليا ومنهم جزئيا ومنهم دون ذلك، فمنهم من مكن له ومنهم من استأصل ورمي في السجون ومنهم من اندثر خسر الدنيا وما أخر.
وإذا رأينا خارطة من أراد إزالة الطاغوت و تحكيم شرع الله فلا تكاد توجد إلا فرقة واحدة اليوم في ساحة الأمة ألا وهو الدولة الإسلامية، وأما الآخرون فمنهم المداهن للغرب و الطامع في آلياته للوصول إلى ديمقراطيته أو ربه الجديد من حيث يدري أو لا يدري ..
فالدولة الإسلامية سقيت بدماء المخلصين الموحدين الذي كفروا بالطاغوت حق الكفر ولم يداهنوا أو يرقعوا، فكان أول من سقى تلك البذرة الطيبة فوراس الجهاد اﻷوائل أمثال أبو مصعب الزرقاوي، وأبو حمزة المهاجر، والشامي، وأبو عمر البغدادي وغيرهم، ومن فوقهم الشيخ اسامة بن لادن رحمه الله جميعا لما قدموا للأمة من خير و تضحيات ..فلم يمن عندهم حسبان الحزبية، هذا قاعدة أو إخواني أو سروري .. كان من لطف الله بهم أن نبذوا نعرات الجاهلية وراء ظهورهم، وتمسكوا بما وحدهم وما كان هدفهم .. فبعد ما كان الولاء للأشخاص أصبح الولاء لرب الأشخاص ومنه ما هو عليه القوم في الدولة الإسلامية اليوم من صلب التربة و القلوب .. 
فأما ما يشاع من هنا أو هناك أن الدولة كانت قاعدة فاذا محض إفتراء وتدليس ودس سم التفرقة فقد تجاوز القوم هذا الفيروس منذ تأسيس دولة العراق الإسلامية وقد زكاها أكثر رجال تلك الحقبة وهنا روابط لفهم ما جرى .
إبن لادن يدعو لمبايعة الدولة الإسلامية https://www.youtube.com/watch?v=1YREp5z0qG8 .
وبعد دحر الأمريكان و طردهم شر طردة و الإثخان فيهم وكان عددهم عشرات الألوف من العلوج من قتيل وجريح، حرب الأمريكان وتركوا أذنابهم من أتى على دبابة ومن منتفعين ومن صحوات ومنافقين، فكان على فورس النزال أن يحكموا شرع رب العالمين بقوة الحديد والنار وان يستأصلوا شغفة هؤلاء الكفار ولا يبقون فيهم أحدا أبدا، فكان كذلك في العراق ولله الحمد و المنة على البلاء الحسن ..
ومن حكمة الله عز وجل أن الثورة انفجرت في سورية وكانت سلمية كما يقال في أول الوهلة، فراح النصيري بشار يقتل في المسلمين شر التقتيل و التنكيل، فكان لابد أن تتدخل دولة العراق الإسلامية في الشام ومنها جاء الإسم الدولة الإسلامية في العراق و الشام، و أوفدت الدولة رجل من رجالها إلى الشام سورية فكان ما كان بعدها من حكمة الله عز وجل أن ينشق هذا الغلام عن أميره و نكث بيعته، وأراد بعد هذا العمل الذي لا يحبه الله أن يستر على هذا العصيان ومنه تمسحه بالقاعدة، وحصل ما حصل من تفريق وشق للصف المجاهد وهنا كلمة موثقة للظواهري والجولاني في ذلك وما فعلته الدولة الإسلامية اتجاه الجهاد في الشام ..
الظواهري يرد على نفسه في اقل من دقيقة والجولاني يصادق على كلامه
فبعض الإخوة هداهم الله تراهم يصطادون في المياه العكرة، لم يفهموا أصل الخلاف أصلا، ولما انشق الجولاني عن الدولة فهما، ومن المحرض و من المستفيد، تراهم يهذون ويهرفون بما لا يعرفون، كلامهم الجرائد أو صفحات التواصل الإجتماعي المشبوهة، ومن ثمة الحكم على جماعة ما أو تنظيما أو فرقة بما ليس فيها، ولا يبحثون من باب الإنصاف و العدل والتحري وعدم ظلم الآخر. تراه ينكر على الآخرين خلافه معهم في الفروع ولا ينكر ألا أعداء الأمة في الأصول .. تجده لا يرى من المخالف إلا الأخطاء التي يبين عليها ظنونه ولا يرى من الأعداء شيئا يمكن إنكاره عليهم، فيحسن الظن بأعدائه ويسيء الظن بإخوانه .. وتراه فرحا مسرورا كلما شنع على المخالف بتلفيقات وأكاذيب ظانا بذلك أنه أثبت صحة موقفه ومكان يعتقد .. و تراه يحسن الظن بأعداء الملة و الدين وسيفا على أخوة العقيدة و الدين ولا حول ولا قوة إلا بالله .
 فتراه حين إفلاسه في الحجة و البيان يشهر بلسانه أن المخالف من الجهلة الغلاة التكفيريين، فهنا عقيدة القوم من أراد أن يكون سليم الفطرة ولا ينتحل صفات المنافقين.
عقيدة ومنهج الدولة الاسلامية في التكفير  http://justpaste.it/k5gp .
وما من فرية إلا و ألصقوها بالدولة الإسلامية، وانها هي خراب الجهاد في الشام، ولو عقل القوم لما احتكروا الجهاد في طائفة دون أخرى، وإن كان القوم من المنصفين لرأوا من أقربهم للامتثال لشروط الجهاد و ضوابطه، ولو كانوا منصفين لرأوا أن أزيد من ستين دولة تحارب إخوانهم جوا وبرا. ولكن على مقلب أقفالها وهذا نور الله يهدي لنراه من يشاء.  
 فالقوم تراهم يتحججون بحديث وحادثة الصحابي حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه ولم يدري القوم أن الصحابي كان متأولا في فعله، لم يكن يعلم أو يظن أن هذا الذي فعله يمكن أن يرقى إلى درجة الكفر والخروج من الإسلام، أو أنه يضر في إيمانه .. فقد غفل القوم عما قاله عمر الفاروق رضي الله عنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الحادثة، وأنه قال: " يا رسول الله قد خان اللهَ ورسوله والمؤمنين، دعني أضرب عنقَ هذا المنافق - وفي رواية - فإنه قد كفر، إنه قد نافق، نكث وظاهر أعداءك عليك "... فترى القوم قد تغفلوا عن قول الفاروق دعني أضرب عنق هذا المنافق ولم ينكر عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله .. فبالله عليكم لا نريد زيادة فلما لا تفقهون، فيا أيها النمل أدخلوا مساكنكم .
فالقوم لم يعلموا أن الدولة الإسلامية دعتهم إلى النزول إلى حكم الله ورسوله في كل ما يجري من خلاف وان يحكم بينهم من كفر بالطاغوت ومحاكمه، فردوا ذلك بتحكيم علماء السلاطين فردت عليهم الدولة بشرط أن يكفروا بطواغيتهم فانتكس القوم وصاحوا صيحة المغشيِّ عليه الماس من طرف الشيطان و أوليائه .
فالقوم لم يعلموا أن أول من بدء قتال الدولة فهو الهالك الحموي وهذا موثق وعدة في ديهات ومخطوطات تؤكد ذلك .. وإذا سردنا الأمور فسيطيل بنا الردود ولا نريد من أن يمل القاريء لنا.
فاللهم إن كانت هذه الدولة دولة مروق و شق للصف ف أقسم ظهرها واقتل أمرائها و شرد جندها ؛ وإن كانت على عينك التي لا تنام فاللهم أعمي كل من أراد أن يطمس نورها واشغله في نفسه و صحته ولا تبقي عليه من المروءة حتى أن يتوب إليك يا عزيز .. 
وصل اللهم على من بعث بالسيف رحمة للعالمين ..

 #نور_الدين_الجزائري 
                                                                            
14 ربيــــع الأول 1473

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire