Rechercher dans ce blog

lundi 4 janvier 2016

علمانيون في سبيل الله ... للمدون نور الدين الجزائري



                         علمانيــــــــون فـــــــي سبيـــــــل الله


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، ومن والاه ...
ثم أما بعد  :
وهــل أفســـد الديـــن إلا الملـــوك .... وأحبــــار ســــوء و رهبانهـــــــا.
اللهم أنت الأول فليس قبلك شئ، وأنت الآخر فليس بعدك شئ ، وأنت الظاهر فليس فوقك شئ، وأنت الباطن فليس دونك شئ، فأرنا الحق حقا وأرزقنا إتباعه ، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا إجتنابه ...
يا رب إن أعداء الأمة تكالبت علينا من كل حدب و صوب، واجتمع علينا نحن الضعفاء وعلى أوليائك الموحدين من أخذ سلطانك بحدّ السيف والغلبة ونحن غير راضين ومقِّرين له بالولاية علينا، يارب قد حصن ملكه بوصاية غربية مشركة ، وشرقية ملحدة ، وبجند من عساكر يحمون ملكه ، وسوط فتوى يوافق هواه ويشرع له ، فيا ربي لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك.
يقول ربي عزوجل في كتابه العزيز : " اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون"
وقال عزوجل : " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون".
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به كمثل رجل أتى قوما ، فقال : يا قوم ، إني رأيت الجيش بعيني ، وإني أنا النذير العريان ، فالنجاء النجاء . فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا ، فانطلقوا على مهلهم ، فنجوا . وكذبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم ، فصبحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم ، فذلك مثل من أطاعني فاتبع ما جئت به ، ومثل من عصاني وكذب ما جئت به من الحق ". متفق عليه .
فلما كانت طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من أنواع العبادة ، بل هي العبادة وأسُّ مخها ، فإن طاعة الله بامتثال ما أمر الله عزّ وجل به على ألسنة رسله عليهم السلام جميعا ، وأن لا طاعة لأحد من خلق الله إلا حيث كانت طاعة المخلوق مندرجة ومنضوية تحت طاعة الله ، وإلا فلا تجب طاعته إبتداءا.
ففي كل مرة ننبه وننوه على خطورة تفرقة الأمة وتجزئتها وتحزُّبها حتى يسهل التحكم فيها ، ومنه إنفراد كل حاكم وظيفي ببلد من بلاد الإسلام بسياسته الداخلية، وتقريب من حاشيته علماء و شيوخ يخدمون مصالحه ، وزجّ الصالحين في غياهب السجون أو النفيُّ الإجباري أو المطاردة و الوشاية.
فكل منهم من يدعي زورا وبهتانا أن سياسة حكمه من حكم الله ورسوله ، فترى أقوالهم و أفعالهم في وجه النّهار غير ما أقروا في ظلمت الليل والعكس صحيح ، فمنهم من يقول أن حكمه حكم السلف والسلف منه براء ، و منهم من اعتنق الرأسمالية نموذجا ، ومنهم من تلبَّس بمنهاج منحرفة كالإخوانجية ، ومنهم من حكمه كفريا طائفيا صرفا أدخلوه في دائرة الإسلام ، ومنهم من انغمس في العلمانية انغماس الذباب في العسل ، والكل يدَّعي حكم الله في ما نهج و انتهج فتعالى الله عمّا يصفون كذبا و بهتانا.
فقد تنَبَه هذا الحاكم أن من أدوات حكمه التي لا يمكن الإستغناء عنها بل من ركائز حكمه ومصدر تلبيسه وتدليسه على الأمة تقريبه لمن ينتسبون للعلم والدعوة بسياسة القرب والإغراء ، وتعلية المناصب ، وبثّ بذور الشهرة عبر وسائل مقروءة و مسموعة يتحكم فيها ، حتى تصل كلمته عبر هؤلاء المشاييخ ، وحريّ أن يسموا بالأحبار كما سماهم القرآن بذلك ولأسباب ذكرها أهل العلم ، ومن بينها وأعظمها إفساد دين الله على الرعية وتزيين انحراف وكفر الطواغيت بفتاوى على المقياس وكأنه مما شرعه الله من أجل دراهم معدودات ومناصب في الدنيا زائلة ولا حول ولا قوة إلا بالله.
فإن أصل المصيبة مما عليه المسلمون اليوم هو كتمان ما أنزل الله على عباده من الحق و الميزان و التحاكم إلى كتابه وسنة نبيه ، وإلى ما اجتمعت عليه الأمة من سلفها وخلفها ، وممن شهد لهم بتبليغ رسالة الله كما أنزلت من العلماء الربانيين ، فدلّس هؤلاء السلاطين و الرؤساء و أحبار الأمراء على الأمة ، جعلوا الحلال حراما والحرام حلالا ، حتى يرضى الحاكم الوظيفي ويرضى أسياد هذا الحاكم من غرب وشرق ، فكان المستحق لهؤلاء جند الفتوى من الوعيد ما قاله جهابذة العلم و القدوة في هذا الباب .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :" ومتى ترك العالم ما علِمه من كتاب الله وسنة رسوله واتبع حكم الحاكم المخالف لحكم الله ورسوله كان مرتداً كافراً ، يستحق العقوبة في الدنيا والآخرة ".
فاللهم لك الحمد أن انعمت علينا بنعمة البصر و البصيرة ولم تجعلنا ممن يأخذ و لا يقيس، ويقيس إلا بميزان كلامك وبسنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ولم تجعلنا من الجاهلين ،  فلك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا.
فيا من أدعى العلم ألم يقل الله عزّ وجل : " وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً فبئس ما يشترون" ،  فبهذا الإقرار الرباني لما امتطاكم من يحكم بلاد الإسلام وجعلكم أداة تسبحون بحمده والذود عن كفره ، أيــن الحكم بما أنزل الله في التشريع ؟؟ ، أيـــن علمكم في الأمر بتحكيم كتاب الله وسنة رسوله على القوي وعلى الضعيف حدا سواء ، ولقد رأينا سكوتكم عن كفر أوليائكم وحاشيتهم ؟؟، أيـــن علمكم في الأخذ على أيدي الظالم منهم وتقديمه لمحكمة الله ورسوله؟؟، أيــــن علمكم و محارم الله تنتهك في تقنين الربّا والعمل به والخمور والتجارة بها وإباحتها في المجتمعات؟؟، أيـــن علمكم وقد استباح الكفار ديار الإسلام بتنصيب قواعد عسكرية والتحكم في ثروت الشعوب ؟؟ ، أيـــن علمكم وأنتم ترون ولاة أموركم يظاهرون الصليبين و اليهود على المجاهدين ويعاونونهم على قتالهم بالمال و المشورة والوشاية ؟؟ ، أيـــن علمكم وأنتم تشاهدون تخندق ولاة أموركم مع الروافض بالمال و الرجال لقتال أهل السنة والجماعة؟؟ ، أيــن علمكم وانتم من سكتم عن الإنقلابات في البلدان الإسلامية التي لم تخدم سياسة أولياء أموركم وتمويل الزّنادقة والكفار ليحكموا المسلميمن ؟؟ ، أيـــن علمكم وأنتم ترون لامبالاة في الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرات في المجتمعات؟؟ ، أيـــن علمكم وأولياء أموركم موقعين ومعترفين بدساتير نظم الكفر في هيئة الأمم المتحدة ويعلم الله أنها اتحدت إلا في سبيل إذلال المسلمين ؟؟ ، أيــن علمكم والنهي عن الإعتراف بالمحكمة الدولية للجرائم وحقوق الإنسان  عليه هذا كفرا بواحا عندنا و فيه من الله برهانا . ؟؟؟!!! .
مــن أنتم ؟؟ ،  تسكتون عن العلمانيين الذي أرادوا الخراب في المسلمين ؟،  تسكتون عن الليبراليين الذين يسبون الله جهارا نهارا ويطعنون في أسّ العقيدة والدين ؟؟ .
 فيا أيها المسلم قد دلسوا عليك هؤلاء المشاييخ المقربون من حاشية الحكام أن سياستهم سياسة تقريب المصلحة ودفع المفسدة ، وجعلوها معيارا لتمرير سياسة طواغيتهم و أن الكلام في أمور السياسة من جلب الفتن والقتل و الدمار . كذبوا وربي وأن المصلحة كل المصلحة و المفسدة كل المفسدة في إزالة الطاغوت وتحكيم شرع الله ، وهذا ما بنيَّ عليه أصل الإنسان من عبادة الله وتجنب خطوات الشيطان .
 يقول سيد قطب رحمه الله :" إن كلمة ( مصلحة الدعوة ) يجب أن ترتفع من قاموس أصحاب الدعوات ، لأنها مزلة ومدخل للشيطان يأتيهم منه ، إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحروا هذا النهج دون التفات إلى ما يعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطراً على الدعوة وأصحابها ؛ فالخطر الوحيد الذي يجب أن يتقوه هو خطر الانحراف كثيراً أو قليلاً ؛ والله أعرف منهم بالمصلحة وهم ليسوا بها مكلفين، إنما هم مكلفون بأمر واحد : ألا ينحرفوا عن المنهج ، وألا يحيدوا عن الطريق" .
فصدق سيد قطب رحمه الله في تعريف المصلحة و المفسدة ، وكذب الدجّالون من أصحاب الشهرة والتمييع والتدليس والمحسوبية ، أصحاب الشهرة الإعلامية والجرائد والحصص التلفزيونية ، لصوص الكتب والمقالات العلمية ، محترفي دخول أبوب السلاطين على حساب الدين و الملّة ، وأكل ما حرّم الله من سحت ولحوم مسمومة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
 فيا أيها المسلم نصيحة من أخ لأخوه .. إيّاك وإيّاك أن تتبع خطوات هؤلاء وما يقولون و يزينون من أعمال بأن هذا هو دين الله ، بل هو دين الملوك كما قال غير واحد من أهل العلم ، وعليك بمعرفة أسّ الدين والعقيدة معرفة معنى ( لا إله إلا الله ) قولا و عملا حتى تعرف طريق الله ومن هنا ما قاله ابن تيمية رحمه الله.
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :" إن الإنسان على مفترق طريقين لا ثالث لهما: فإما أن يختار العبودية لله ، وإما أن يرفض هذه العبودية ، ليصبح لا محالة في عبودية لغير اللَّه ، وكل عبودية لغير اللَّه كبرت أو صغرت ، هي في نهايتها عبادة للشيطان " .
وهذا ما قرره أيضا الشيخ محمد ابن عبد الوهاب رحمه الله وأوجب الوقوف عند ما قاله أهل العلم في هذا الإعراض عن علماء السوء ولا طاعة لهم حيث قال :
 " وكذلك قف عند الأرباب، منهم تجدهم العلماء والعباد كائناً من كان، إن أفتوك بمخالفة الدين ولو جهلا منهم فأطعتهم ". وهنا أيضا يقول شيخ الاسلام ابن تيمية يرحمه الله :" وهؤلاء الذين تخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ، حيث أطاعوهم في تحليل ما حرم الله وعكسه ، يكونون على وجهين : أحدهما أنهم يعلمون أنهم بدلوا دين الله فيتبعونهم على التبديل ، فيعتقدون تحليل ما حرم الله وتحريم ما أحل الله اتباعا لرؤسائهم مع علمهم أنهم خالفوا دين الرسل فهذا كفر، وقد جعله الله ورسوله شركا وإن لم يكونوا يصلون لهم ويسجدون. الثاني : أن يكون اعتقادهم وإيمانهم بتحريم الحلال وتحليل الحرام ثابتا، لكنهم أطاعوهم في معصية الله كما يفعل المسلم ما يفعله من المعاصي التي يعتقد أنها معاصي ، فهؤلاء لهم حكم أمثالهم من أهل الذنوب كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنما الطاعة في المعروف " . ثم نقول اتباع هذا المحلل للحرام والمحرم للحلال إن كان مجتهدا قصده اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم لكن خفي عليه الحقّ في نفس الأمر وقد اتقى الله ما ستطاع ، فهذا لا يؤاخذه الله بخطئه بل يثيبه على اجتهاده الذي أطاع به ربه ، ولكن من علم أن هذا الخطأ فيما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم اتبعه على خطئه وعدل عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم فله نصيب من الشرك الذي ذمه الله ، لا سيما إن اتبعه في ذلك لهواه ونصره باللسان واليدّ مع علمه بأنه مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا شرك يستحق صاحبه العقوبة عليه ، ولهذا اتفق العلماء على أنه إذا عرف الحق لا يجوز تقليد أحد في خلافه ، وأما إن كان المتبع للمجتهد عاجزا عن معرفة الحق على التفصيل وقد فعل ما يقدر عليه مثله من الاجتهاد في التقليد فهذا لا يؤاخذ إن أخطأ كما في القبلة ، وأما إن قلد شخصا دون نظيره بمجرد هواه ونصره بيده ولسانه من غير علم ان الحق معه فهذا من أهل الجاهلية، فإن كان متبوعه مصيبا لم يكن عمله صالحا ، وإن كان متبوعه مخطئا كان آثما ، كمن قال في القرآن برايه فإن أصاب فقد أخطأ وإن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار".
وأختم إن شاء الله بما حدث في الأيام القليلة الماضية وبما خرجت به فصائل المقاومة السورية ، حيث طالبوا بالدولة المدنية على الأراضي السورية القائمة على الحكم الديمقراطي الشركي المعاند لشريعة الله ، وهنا تكريسا وسكوتا على مشروعية الحدود ما بين البلدان ، وترى هيئة كبار العلماء في السعودية ، ومنظمة علماء المسلمين يباركون للمعوقين على ما يغضب الله عزّ وجل في أرضه ، راضيين موافقين بعلمنة المسلمين و أنه لا يهم من يحكم في بلاد الإسلام ، علمانيا أم نصرانيا أو شيعيا كان ، وهذا مخالف لصريح الكتاب و السنة واجماع الأمة ، وان لا سبيل للكفيرين على المسلمين.
فأما الحادثة الثانية في سكوتهم وموافقتهم على قتل الموحدين وتم إعدامهم بغيا ومكرا ، بدعوى شقّ الصف ، واستنادا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط وهو :" من أتاكم وأمركم جميع يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه "، فهل في غياهب السجون من أراد منكم ألا أن توحدوا الله حق التوحيد ؟! .
فيا دعاة جهنّم ألم يخرج آل سعود على العثمانيين أم نسيتم ؟؟، ألم يخرج السيسي عن مرسي بفتواكم ورز أسيادكم ؟؟، لما الإزدواجية في السياسة ؟؟ أم هو اتباع لسياسة أولياء أموركم لخدمة أجندة الصليبيين و اليهود ؟؟.
فتبا لكم ولعلمكم وفتاويكم وأموالكم ، فلعنة الله على الظالمين.
وفي الختام يقول الشيخ بكر بوزيد رحمه الله :" فالسياسة العادلة على رسم الشريعة المطهرة مرتبطة بالدِّين ارتباط الروح بالبدن ، سواء كانت في سياسة الوالي وتدبيره للحكم مع من ولاَّه الله عليهم ، أم مع الكافرين من حربيين ، وذميين ، ومعاهدين . ومن تأمل سيرة النبيّ وسيرة الخلفاء الراشدين وجدها جارية على إقامة العدل والسياسة في أُمور الناس في دينهم ودنياهم ". فأيـــن أنتــــم مـــــن هــــذا يــــا علمانيون في سبيل الله ؟؟؟ .
 اللهم أعز الإسلام وانصر المجاهدين وأذل الشرك و المشركين.
هذا ما تيسر كتابته على عجالة ، وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه وابتغاء مرضاته، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، والعاقبة للمتقين ...
أميـــن ...

==================
نورالدين الجزائري 
٢٣ ربيع الأول ١٤٣٧






2 commentaires:

  1. بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

    RépondreSupprimer
    Réponses
    1. وفيكم البركة سالم ... وجزاكم ايضا خير الجزاء ...

      Supprimer