Rechercher dans ce blog

lundi 16 août 2021

مقال بعنوان " الثقب الاسود وأحجار الدومينو"... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

الثقب الأسود وأحجار الدومينو ..

 

كان لابد من إسقاط المشروع بأيّ ثمن، بأيّ وسيلة، بأيّ حيلة، بأيّ خبث، بأيّ طاغوت، بأيّ جندي، بأيّ شيخ أو داعية، بأيّ شبّيح أو صحوج، بأيّ كلمة مسمومة يتقيّأها العوام استنكارا وتشكيكا ورفضا للمشروع الذي كتبته سبابة توحيد، وسطّرته عبقرية صدّيق، وإراقة دماء طاهرة من مشكاة وعهد النبوة والخلفاء إلى القرون الثلاثة الأولى من الرسالة المحمّدية ..

الأحداث تتسارع وبوتيرة هائلة، وما كان حقّا في أمّهات الكتب وعند تحقيقه وتجسيده على الواقع أصبح عند الأكثرية من الباطل والضلال، والحق قليل وإن كثُر الصدق والصدّقين،  فهو واحد لا يتجزأ أزلي فريد، والأحداث إنّما إنصاف له لتبيانه وميزان لحملته {وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ}، فمن الطبيعي معارضته عند ظهوره وما معارضيه إلّا من كانوا من منتظريه {أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ..}، فلابد أن نقف أمام أنفسنا ونعلن انهزامنا أمام الحق المنزّل، وننبذ في ذات الوقت الحق المصطنع المفبرك الذي غُرِس فينا من بنات جهلنا وما زُرِع في مجتمعاتنا من أصنام مختلفة متعددة لا تسمن من نور عند الشدائد ولا تغني من نصيحة في الأزمات والنكبات والنوائب، قد جاءنا الحق من ربنا فخذلناه وانتصرنا للباطل الذي عايشناه وعبدناه ونعبده من دون الله، أصنام بداخلنا وبحجم الجهل والباطل الذي يقودنا، إلّا من رحِم ربي {أُولَٰئكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}، فأين نحن اليوم وأين قاطرة الحق التي لم نستوعب سرعتها ولم نقطع بذلك تَذكرة  تقودنا لنور الوحيين الذي عزّ به الله أقواما وعند نبذه أذاقهم الويلات ومثل هذا التيه الذي نحن نسبح فيه اليوم ..

ألا أيّها الباطل كفاك ضربًا في الخاصرة، كفاك تنكيلًا بجهلنا وبإبعادنا عن ديننا، ألا يكفيك الاصطفاف مع أعدائنا، فكيف تمكّنت ممن كنّا نحسبهم السد المنيع ومن ذواتنا وكبرائنا من أهل " العلم والدعوة "، فالحق أرغمك أيّها الباطل بأن تتجلى بأقبح الصور والسيناريوهات وأن صوّرك أمام الصدق بأبشع الأكاذيب ولباس الضعف والخوف الذي هو ديدنك في أنفس أهل الزيغ والضلال، تابعنا جندك عند فتح الحق للمدن وما الموصل والرقة وأخرى عنك ببعيد، وسايرنا خبثك عندها وعاينا جنودك وما جابت الألسنة من أباطيل وأكاذيب لرد الحق وأهله، واليوم تعاود الكَرّة لكن بصيغة أخرى وبلباس (الحق) الذي لا ولن يليق بك وعلى لسان من  يتباهى بزيفك ووهمك بفتح كابل وعلى أنّ هذا الفتح رباني وأهل الحق يعرفون أنه امريكي صليبي بحت، وكيف وسحرتك لا توبة لهم ولن تكون لأنّهم عرفوا الحق من أوّله ومن جاؤوا به تحقيقا لا تعليقا وتمادوا فيك إلى أن صوّروك النموذج المحتذى والطريق الأوحد لخلاص الأمّة من سطوة الغرب وطغيان الطاغوت الربّ ..

فمشروع الحق في طريقه الصدق ونور البراهين وأدلة الوحيين، ومشروع الباطل جنوده كُثُر ودروبه محفوفة بالزخرف ومصابيح الظلام، فهما نقيضان يتلاقيان عندما يشق الحق طريقه في نفوس البسطاء من العوام، أوَ لم يقرأ الواحد منا أنّ الباطل جنرال مستعلٍ جبروت ويريد فرض ظلامه بقوة السيف والسحر، فهذا موسى وحده وقُيِّض له فرد واحد أخيه وهذا فرعون وسحرته وجنوده ومستشاريه، فكيف لفريق لا يريد حظّا للكافرين في ديار المسلمين وهو محارب ومنبوذ، وباطل أدخل الصليبيين للأمصار بثوب المفاوضات  وهو شاهد على نفسه بذلك وزيّن له الشيطان عمله على أنّه الهدى وطريق الأنبياء والمرسلين والاتباع، فهل للغرب الصليبي وعلى رأسه أُميركا عهد وآمان في ظل جنرال الباطل والاستعلاء الذي يسوقه ويملي عليه القتل والدمار في بيوت لا تريد من قاطنيها إلا عبادة الله من دون نيابة ولا وسيط،  فالعاقل قد فرّق بين المشروعين ورأى الصدق من الكذب والحق من الباطل اللعين ..

ألا أيّها الحق امض وروح القدس تحوفك وترشدك وإن كان التشويش عليك من القريب قبل البعيد أضحى لا يمس من علو كعبك نبرة إبرة تريد إيلامك لا من قريب ولا بعيد، فما نراه اليوم من سقوط أقنعة كانت مندسة إلا لإنارة دربك، فاعلم أنّ أقلام أهل الزيغ والباطل اليوم وفي هذا المفترق لا تزيدك إلا توسّعا في مشروعك، فالحرب عليك خاسرة وفاشلة لا محالة، وما تجنيد من صوّروهم فاتحين وعلى أنهم النموذج للتخلص  من الغربي الصليبي قد أضحوا جنوده عند العقلاء من الأمّة لضربك ومحاولة عرقلة مشروعك في المستقبل القريب، فأحجار الدومينو بيدك وأسقطتها برمّتها عند التحزّب عليك وطردك من مدن التمكين والتشويش على ما فتح تاله عليك من تطبيق لشرعه وحدوده، فأبشر فإنّ العاقبة للمتقين وسيعلم أهل الزيف من أهل اليقين.

و السلام عليكم

===================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 08 محرم 1443 هـ الموافق لـ 16/08/2021

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire