Rechercher dans ce blog

dimanche 22 août 2021

مقال بعنوان " عظم الله اجرنا في طالبان " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

عظّم الله أجرنا في طالبان ..

 

ممّا لا شكّ فيه أنّ الحق منذ وهلة وجذوة الصراع يدفع بنوره وجنوده إلى إظهار ظُلمة الباطل وما أبطنت شياطينه، ومن أسّ وقواعد الحق أيضًا أنّ كل ما جاوز الحق فهو باطل ومردود على حملته ومن تبناه للوصول إلى غايته وفساده، فالباطل من ميزته ركوب الحق في أوّل السباق ولا يتمّ ذلك إلا بسحرة وبإظهار للحق على أنّه عامل إفساد وفتنة ما بين النّاس، ويتمّ التحذير منه وممّن يريد أن يفرّق بين النور والظلام، والليل والنهار، والخيط الأبيض من الأسود، فأهل الحق وحملته وحرّسه في بداية ظهور الباطل هم أهل كرهٍ عند عامة النّاس، وأهل وشاية وتحذيرٍ ونزلاء سجون وضيوف في غياهب التّهم   وسوء الظنون، فإنها الضريبة، ضريبة الحق وأهله فهم من جملة جنود الدفع، دفع النّاس ببعضهم بعض  حتى لا تُفسد عقائد وحياة النّاس من الفتن، الذين بثباتهم عليه يقذفون الباطل وأهله بشواذ من نارٍ لدحض شبهاته، وفي الأخير بنور وبيّنة ونفع لمن فُطِر على المحجة البيضاء ..

فالأحداث تتسارع وبذهول أمام مرمى ومسمع العقلاء أمام ثبوت الحق، والأقنعة تتهاوى وتتساقط أمام زيف الباطل كالجنادب والفراش الذي يحوم حول النار بليل فمصيره حتما الوقوع، فالثبات لا يكون إلا بجنود الوحيين وما أملاه على حملة الحق ولا زيغ عنه قيد أنمُلة وإن كان ولابد فالنتيجة حتما الواقعة قبل الواقعة والزوال قبل الخراج في النهاية، فالطريق واحد والمنهج واحد والسبيل واحد ولمن أراد الوصول فعليه بالأوامر الواحد الذي أمر بخالص التوحيد وعدم إشراكه في أمره وفي حكمه وتشريعه وما يطلبه من خلقه، فمن ذا الذي تسوّل له نفسه خرق حدود الله في حاكميته بعد الحق المبين! ومن ذا الذي يسوّل له شيطانه على أنّه طريق الإجتهاد للوصول إلى الحق المطلوب!  فشيطان الحظوظ لا يطرده إلا نور اليقين الذي هو واحد وعليه تقاس الأمور، فمتى كان التوحيد فيه مساومة ومتى كان الجهاد بضاعة وسلعة يُقايض بحظوظ النفوس وحبّ الدنيا!، فإنّ من سلك مثل هذه المسالك وزُيِّنت له شياطين الانس والجن زخرف الطريق فإن ربكّ له بالمرصاد مهما تمادى، فنحن الآن أمام عيّينة من لباس الباطل ثوب الحق ودعوة النّاس لزينته والتفاخر بألوانه في يوم أسماه شياطنه بيوم النصر، فحركة طالبان أنموذجا اليوم في أعين من عايش النشأة إلى ما وصلت إليه من فسخة، من التوحيد إلى الشرك، ومن هداية إلى فتنة، ومن مطالبة للحاكمية للولوغ في القيصرية، فطالبان الملا عمر -تقبّله الله- عقيدة وتوحيدا وجهادا لأعداء الأمّة غير طالبان الملا برادر اليوم شركا وطاعة لأهل الصليب والنفاق وتنفيذا لمطالب جاهدت وحاربت عليها طالبان الأولى طالبان قبائل البشتون الأبية والتي كانت صمّام أمان لأفغانستان أمراء الحرب والدمار والفتنة بعد سقوط كابل الإلحاد والاشتراكية، فما الذي أدار البوصلة وكيف تمّ ذلك التحوّل الذي بين أيدينا ..

لا شكّ أن مقتل الملّا عمر - رحمه الله- كان في ظروف جد غامضة ومن القريب المؤتمن والذي تمّ دسّه عبر سلسلة اغراءات سياسية وقيادية، فمرحلة تصفية الملّا عمر كانت عنصرا مهمّا في فتنة طالبان اليوم وما وصلت إليه من انسلاخ في العقيدة والرؤى السياسية، والتكتّم على مقتله سنينا من الترتيبات السرية لاختراقات أكبر وأعم وأهم داخل قيادات الحركة ليتم فرمتتها وإعادة هيكلتها وإفراغها من عقيدتها القتالية، ثمّ كانت المرحلة الثانية في تصفية الشيخ الهمّام أبي عبد الله أسامة بن لادن ـ طيّب الله ثراه- لإطفاء الشرعية على جهاد الأفغان ولإزالة الرؤية الشرعية لخارطة طريق الأمّة في جهادها لعدوّها، فالحدثان كانا مهمّان في إدارة بوصلة طالبان الروحية والسياسية أمام من استباح الدين والنفس والدم والعرض والنسل والمقاصد كلها، فإنّ مثل هذه الأمور لا تسقط بالتقادم ولا تسقط عبر اتفاقية بل بالعقوبة مثلها وذلك من عدالة ذروة سنام الإسلام وروح العقيدة ومخ الحاكمية، فمن عالمية الجهاد الذي تبناه الشيخ الهمام اسامة في افغانستان واحتوى الفكرة الملّا عمر المقدام إلى تدجين الذروة ونبذ الفكرة واستبدالها بالسلام والذي هو هزيمة وإفراغ لروح الجماعة بحجة وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ونسوا أو تناسوا فإن يريدوا أن يخدعوك فإنّ حسبك الله هو الذي أيّدك بنصره  وبالمؤمنين، والمقام مقام الرجال لا أشباههم من المرتزقة المخترقة بتعجيل النصر المزعوم وبإيعاز من شياطين المصلحة المشتركة مع أعداء الأمّة في البسط والسيطرة على كل من يريد إظهار الحق والقتال عليه ومن ثمة إلباسه لباس الباطل عنوة وذلا في مجالس الصلح المغلقة والجزيرة والعربية وأشباهها في التلميع والتمييع والمصاهرة بعد رفض ولفظ للمشروع والمكنون عند البداية ..

فكيف اليوم نُبِذت صفة الإرهاب عن القوم بين عشية وضحاها، وكيف القبول بعد الرفض ووعود الدمج مستقبلا في المنظومة الأممية، ما الذي حدث فعلا حتى يكون رضى المجتمع الدولي على طالبان الملا برادر! وما الذي تحوّل في جينوم الجماعة حتى هلّل لها العلماني الغربي قبل الإسلاموي  العربي! فكيف قبل تنظيم القاعدة بأميره الظواهري والرجل كان مطّلعا على مباحثات الحركة مع الأمريكان  قبل خبر وفاته بعد اتمام الصفقة! فكما أن طالبان الملّا عمر غير طالبان الملّا برادر فإن لتنظيم قاعدة أسامة غير تنظيم قاعدة الظواهري وقد تبيّن ذلك في محاربتها للدولة الاسلامية الوريث الشرعي  لتنظير أسامة ولعمل الملّا عمر، فانقلاب القوم المنهج والمدروس وبأوامر على الوريث الشرعي للجهاد العالمي إنما كان من جملة التمهيد لما وصلت إليه طالبان من تنازلات عقائدية وسياسية، فكيف فرّقت أمريكا وخلفها الواسع بين جهاد الثقب الأسود وجهاد حركة طالبان، فالجهاد واحد في الاسلام هو القتال لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلة والمدوسة بأرجل رجال الله على الأرض، فما الذي تغيّر حتى يتم نبذ هذا واستئصاله والرضى عن هذا ودمجه والاحسان إليه بعد رفض ورفس وقتال له لسنين عديدة! فلا شكّ أن غُرَف المناصحة من دول عربية ومنظّرة  معروفة سهّلت في إغراء القوم وإدخالهم تحت عباءة سلم  وسلام الدجال لعزل رجال الله وحصرهم في خانة إرهاب المسلمين ومن تعاقد باسم الاسلام مع الشياطين ومحاولة نزعهم للشرعية الجهادية وعلى أن ما أقدمت عليه طالبان هو من المحافظة على المصالح  ودفعا للمهالك، فالمصلحة والمفسدة أضحت عند القوم تجارة مربحة فما ذلك إلا صنما يُعبد من دون الله -عزّوجل- فالويل للمبدّلة من الخزي والعار الذي لبسه القوم وهم على دراية بذلك وكل من حب الدنيا والرياسة.

فلا حزن من اليوم عن طالبان ومن دعا إلى نهجها وانتهاج مسيرتها في التنصل من الامانة التي كانت موكّلة إليها، فحكمة الله تقتضي أن من بدّل يُعوّض ويُبدّل ولا كرامة وهي السنن التي لا تحابي أحدا من خلقه كان من كان، ومن رحمة الله أن عوّض الله الجماعة بجماعة أخرى تحبّه ويحبّها وتجاهد فيه حقّ جهادها لا تخاف فيه لومة لائم، فعويل وبكاء البعض إنما من تعب القوم في الطريق وصعوبة التمسك بالحق الذي من خالف قوانينه نبذه ورفسه حتى العودة والتوبة والتصحيح، وما أقدمت طالبان عليه من استسلام بحجة السلام إنما من فشلها في التمسك بالحق الذي كانت عليه وصعوبة الامانة التي قبلها السادة الفوائد من الخرمة -رحمهم الله جميعا- ورضي عنهم على ما قدّموه للأمة ولمعرفة الحق من الباطل، فمنذ متى تؤتمن أمريكا الصليبية على أبناء الأمة ومنذ متى ترضى ايران المجوسية على عقيدة الملة ومنذ متى القبول الساري عند طواغيت البلدان المغتصبة، فمن رضيت عنه امريكا وايران والطواغيت فكبّر عليه أربعا ولا تترحّم عليه ولا تأسف عن ماضيه حتى، فهو من جملة الحديث "حتى إذا أتى أجله عمِل بعمل أهل الكفر والشرك فدخل النار" والعياذ بالله فلا تأسى عن القوم المحرمين في حق التوحيد والجهاد وأمانة الدين ..

والسلام عليكم...

=================

كتبه نور الدين الجزائري

بتاريخ 12 محرم 1443 هـ الموافق ل 21/08/2021

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire