Rechercher dans ce blog

lundi 29 mars 2021

مقال بعنوان " الثقب الاسود و الاستنزاف الممنهج " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

الثقب الأسود والاستنزاف الممنهج ..

 

ربما العبد الضعيف الأوحد ممن له باع في إخراج المكنون والمخبوء في كيفية إدارة الثقب الأسود وقتاله لدول النهب العالمي، النهب الممنهج والمدروس لمقدرات الأمة حسيا ومعنويا، وقد أشرنا في عدة مقالات لحسنات الثقب في توعية أبناء المسلمين وحملهم على تحمّل المسؤولية أمام ما يجري داخل أوطانهم وخارجها، وأنّ الحرب قائمة اليوم وعلى أشدّها وقامت على استئصال طرف دون طرف آخر، والمعركة في أوّلها ولم ينخرط أبناء الأمة بعد تحت راية طرد المحتل الداخلي ومن بعدها سهولة ركل العدو الخارجي لهشاشة بيته، فديات الاسلام اليوم مشتعلة من الجزيرة إلى عمق افريقيا، كل إفريقيا تقريبا غربا وشمالا وشرقا وجنوبا، حتى أضحى الثقب الأسود سيّد اللعبة والمناورة والخطوة والمبادرة في قلب موازين القوّة والثروة، فرُبَّ جائحة صرفت أنظار الغرب والشرق عن استراتيجية محكمة تقودها مركزية وتنفّذها أيادٍ احترفت الصنعة ومنها هذه الانتصارات والفتوحات المتسلسلة ..

فبعد أن اشتد الخناق على الثقب الأسود في الشام والعراق بفعل الصحوجة على الأرض عموما ومن فوقه بضربات التحالف الدولي خصوصا كان لابد من إفراغ الشحنة وتشتيت خطط الجمع تلخّص ذلك في بناء استراتيجية ونظرة قتالية جدّ معقّدة تتماشى مع المرحلة العصيبة، تخلّلها قتل تقريبا جميع رموز الصف الأول من القيادة والخروج بخطوة استلزمت الهيكلة أوّلا وتحديد الأولويات ثانيا للتقليل من استنزاف الثقب الأسود، وما كان منه إلا الخروج بخطة ما قبل الظهور العلني تتمثل في ضرب العدو حينما لا ينتظر الضربات، واصطياد عيون التحالف حتى يحجب الرؤيا عنه على الأرض، فقد نجحت الخطة إلى حد كبير ومنها تباكي معظم المحطات العالمية المهتمة بشأنه وحيرتها في كيفية رجوعه بهذه القوة الضاربة، فأصبح الثقب شبح يتخطّف أعداءه في الوقت المناسب والمكان الأنسب، فضرباته في ولايات العراق ومحافظات الشام لخير دليل والهول الذي تتجرعه جيوش الرافضة والبشمركة وحتى أحلاف دول التحالف الدولي على الأراضي المذكورة، فقد جنّ جنون القوم ولم يحدّدوا له استراتيجية ثانية وذلك لعدة عراقيل حالت بين التحالف والصحوجية على الأرض لدراسة خطط جديدة بديلة على التي هم عليها، فحربهم الأولى على الثقب الأسود وإخراجه من الموصل والرقة ودير الزور كلّفت الجمع تريليونات من الدولارات في الميزانية العسكرية الغربية والمحلية أدّت إلى انكسار سهم الجميع في محاربة الثقب الأسود من جديد ..

فالعدو لا يقرأ الأحداث وإن قرأها فبمنطور سطحي ومرحلي ليس إلا وأخطائه تكاد تراها متكررة في كل وقت ومواجهة، والتُبّع (الصحوجية) بعد كل اندثار غبار المعارك وزوال الحواجز يظنّون في كل مرة أن أيديهم ستُبسط للوعود والخيرات المعهودة، وفي كل مرة تراهم يسبحون في دائرة ضيّقة من دولارات حدودية أو مجنية من تهريبات محرّمة شرعا وعرفا، والعجيب من كل هذا فإنّ كنوز النصر المرحلي تُصرف بعدها في مراقبة هؤلاء المعاتيه كي لا يتعدّوا الحدود المرسومة وهذا نوع من استنزاف لمقدرات الغنائم المرجوة والمجموعة بعد تراجع الثقب، والشاهد تلك البؤرة المسماة المحرر بإدلب وكيف تُصرف عليها الأموال لجعلها حربة في صدر العدو المشترك وقطع ليّنة كل تمرّد مرتقب، فالعيون لابد لها من النظّارات ومناظير وكل ذلك تكلفة من جيوب السادة داخلا وخارجا، والأمر كذلك في خرسان وكيف تحوّلت طالبان إلى رهبان أمريكا في قتال الثقب الأسود وهذا أيضا نوع من أنواع الاستنزاف للصحوجية والغرب المتمكّن في افغانستان، ناهيك عن بلدان المنطقة العربية وانفاقها في الابقاء على قواعد امريكا في أراضيها إلى استنزاف مع الحوثة وإهدار مئات المليارات من مقدرات الأمة، وهذا لاشك من مكر الله واستدراجا منه حتى يكون الباطل امام الحق كالذباب يركله بالجريد ..

وإلى إفريقيا فقد جنّ جنون فرنسا وأحلافها، فقد اجتمعت بأزيد من عشرين دولة من مستعمراتها السابقة إلى اليوم لتحدّ من خطر الثقب الأسود الذي نغّص عليها ليلها وجعل من نهارها ظلاما سرمدا، فالجبهات مفتوحة من ليبيا إلى موزمبيق مرورا بمالي والنيجر والتشاد ونيجيريا وافريقيا الوسطى إلى الكونغو الديموقراطية وما غينيا برائحة البارود ببعيد، فالتحكّم بزمام المبادرة الحربية في كل هذه البلدان من المستحيلات السبع، فأمريكا اليوم في افريقيا ومن خلال الأفريكوم يكاد نشاطها من العدم من هول تشابك الخطط والاستراتيجيات عليها ومن كل حدب وصوب وكان ذلك خروجها من الصومال وتمركزها في بلد افريقيا آخر يكاد أن يكون سريا حتى تنعم بقسط من الراحة والعافية وربما النهوض للمواجهة مرة أخرى، فآيادي الثقب الأسود في البلدان الإفريقية المذكورة استنزاف هائل لمقدرات تلك البؤر الفرنسية والغربية من مال وعتاد ورجال، وخطط القوم مرتبكة وغير منضبطة وبلا استراتيجية تُذكر حتى هنالك استعدادات مقبلة ستقحم بعض جيوش المنطقة القوية في المساندة على الحرب المفروضة على الجميع، فجنود الثقب يمشون على خطط أرهقت الخلق الأطلسي والأفريكوم وجيوش المنطقة حتى عدنا نسمع القتل والأسر والفرار من المعارك بالعشرات ..

فيمكن القول أن استراتيجية الثقب الأسود في كل من المنطقة العربية وخرسان عموما إلى افريقيا خصوصا حرب استنزاف بامتياز وتخطيط عال المنال، فتصريح بعض البلدان بانهيار عملتها هنا وخسران اقتصادها بالكامل هنالك إنّما من خراج عبقرية وخبرة مميّزة في قتال عدوّ مكشوف الأجندات والاستراتيجيات، وفارق القوّة أن أحدهما يملك عقيدة قتالية عالية لا تهمّه الغنائم أكثر ممّا يهمّه النكاية وتشتيت المبادرات القتالية، والآخر مجرّد حتى من ضبط النفس على الأرض ناهيك عن فقدان العبقرية القتالية إلّا بجيوش المنطقة الضعيفة والمهترئة، فالجمعان في بداية المواجهة وعلى أقل تقدير سيلتحق المدد بالجماعة، وما نراه ونعاينه إلا بداية لمرحلة عزوف المحتل من افريقيا نهائيا ..

و السلام عليكم ...

 

================

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ  16 شعبان 1442 هـ الموافق ل 29/03/2021 م

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire