Rechercher dans ce blog

lundi 11 janvier 2021

مقال بعنوان " الأمريكي و أحداث أقتحام الكونغرس " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 الأمريكي  و أحداث أقتحام الكونغرس

 

قال الصحفي الأمريكي جو سكاربورو معلّقا على أحداث اقتحام الكونغرس من طرف أنصار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المنتهية ولايته: " لو كان أولئك المتمردون مسلمون لأطلق عليهم القناصة النار من أسطح المباني "، هذا هو الوجه الحقيقي للأمريكان أصحاب السلطة القائمة في أمريكا، بلد الديمقراطيات المتعاقبة منذ إبادة أزيد من ٢٠٠ مليون زنجي أصحاب الأرض الأوائل من حوالي ٣ قرون ماضية، فقد نشأ فيها شعبا لا يعرف من اسمه إلّا حروفه ومن واقعه إلّا جهلا بحقيقته، ومن رسمه إلّا عنفا بالآخر وازدرائه، شعب متعطّش للعنف من خلال الأنا وفرض توجّهاته على من هو تحت إمرته من سود وزنوج مختلفة كالإسبان وبعض العرقيات الأخرى من آسيا، فأمريكا منشأ الإبادة، والعنصرية، والحروب، وفرض السياسات، من خلال سرقة ثروات الآخرين باسم الحريات وتحت علم حاملات الطائرات، فهي تتغذى من ضعف الآخر وتهيمن على من دنى لها جبينه وانصاع لها كنموذج يُحتذى به.

فأمريكا قامت على جماجم الداخل ولا تزال قائمة على فرائس وجثث الخارج، فهي صاحبة السياستين المتمثّلتين بالعصا والجزرة فرّخت من خلال ذلك حزبان جمهوري أصحاب العصا، وديمقراطي أهل الجزرة، وقد تعاقبا الحزبان خاصة على أمريكا مذ الحرب العالمية الثانية ولم يتوقّفا من سفك دماء الآخرين لحد اليوم، فآثار حرية أمريكا مشاهدة رأي العين غربا وشرقا وخاصة في البلدان العربية، فمن عائلة بوش إلى أبله أمريكا اليوم مرورا بكلينتون وأوباما فقد مات من المسلمين عشرات الملايين لأجل عيون أمريكا ولنزواته أفراد جيشها وخاصة من عناصرها البيض، الرجل الأبيض الذي يرى نفسه فوق كل البشر، ذلك الأمريكي من الأصول الأوروبية ومن عرق ملوك العبيد وتجّار الدماء عبر تاريخ أجداده إلى يوم النّاس هذا المشهود، فحكام امريكا والمحكومين أهل تاريخ أسود وصفحات لا تشرف مهما أدعوا أنهم أهل علم وحريات (زندقة) فردية وما يراد أن يُستنسخ لنا كسياسات تُتبع من غير انتقاد ولو بملاحظة.

فقد منّى الله على المسلمين أن أراهم وجه أمريكا القبيح من الداخل بعد أن عرّفهم بهم في بلدانهم وخاصة عبر سيّدهم المنصّب ديمقراطيا وصاحب نفسية ديكتاتورية والذي عرّى البلد البارحة من خلال تُبّع دخلوا مبنى الكونغرس رافضين عجوتهم (الانتخابات) من غير توقيف ولا محاسبة، فكأنّ مخابرات أمريكا لم يكن في حساباتها ما أراد ترمب فعله وأنصاره، وكأنّ ما حصل رسالة تأييد من حرّاس الديمقراطية أو كرسالة أخرى رافضة لحلقة الدوران الحزبي المتعاقبة على البلد من قرون، فهل ترمب استطاع أن يكسر التقاليد المتعارف عليها سياسيا منذ مجيئه للبيت الأبيض وأن ما جرى كان من تأييد نصف الشعب الأمريكي والذي انتخبه في ٢٠١٦م بدليل لم نسمع استنكارا شعبيا من مؤيديه إلّا بعض النواب من حزبه ولحسابات انتخابية مستقبلية، فإنّ ما فعله ترمب البارحة يعد عملا مدروسا من حيث إبراز وجه الرجل الأبيض الأمريكي ومن خلال تصريحات تنم على سياسة جديدة شعبوية رسّخها الرئيس المنتهية ولايته ابان حكمه لأمريكا، وقد أصبح نموذجه يُحتذى به أوروبيا من فرنسا لبولندا مرورا ببلجيكا وهولندا، فقد اقتنع الغربيون في أوروبا أن سياسة ترمب وفلسفة حكمه إنما يعبّر بذلك على كل أوروبي يريد أن يتخلّص من الساسة المتعاقبين والسياسات المتبعة، وأضحى ترمب مدرسة لليمين المتطرّف في أنحاء العالم الصليبي، فقد أسّس ترمب لحقبة سياسية جديدة في العالم الغربي ستكون مطلبا شعبيا بتنفيذها عبر المطالبات بأحقية السياسة والاقتصاد والثقافة والنموذج الاجتماعي للرجل الأبيض دون العرقيات الأخرى، فما رأيناه البارحة ما هو إلّا بداية ورفضا لكل ما أصبح عليه متعارفا من سياسة متعاقبة، وأن الرجل الأبيض في الأخير لا يمكن حكمه إلّا عن طريق الإقطاعية وروح الوطنية، فمستقبلا لا يكاد ينصاع إلّا للمدرسة الترمبية وأن ما شاهدناه البارحة هو الوجه الحقيقي للرجل الأبيض وخاصة الأمريكي، فالهمجية ديدنه والقوة فلسفته والحكمة عدوّه، وأمريكا في بداية الانهيار...

والسلام عليكم

===============

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 23 جمادى الاولى 1442 هـ الموافق 07/01/2221

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire