Rechercher dans ce blog

lundi 11 janvier 2021

مقال بعنوان " ما وراء قمة العلا حقيقة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري

 

 ما وراء قمّة العلا حقيقة ..

 

ملف المصارعة والمصالحة الخليجية كان بيد ترمب حصريا، وترك المجال لجو بايدن لانهاء الخلاف والعداء داخل البيت الخليجي كان يمكن ان يقضي على كل ديبلوماسية ترمب في الشرق الأوسط خاصة وإن أمرت الادارة الجديدة إعادة المياه إلى مجاريها قبل حلّ الخلاف مع من افتعله قد يؤدي حتما بنتائج ايجابية حين المصالحة، بخلاف من كان بعيدا عن المشكلة ثم تدخّل لحل الأزمة جاهلا بخفاياها وأوراقها ومكمن المعضلة فيها فيبقى الأثر ولا يزال الغبش، الشيء الذي أحكمه ترمب باحترافية عالية ورمى مفاتيح الأزمة في يد صهره كوشنير والذي لعب على وتيرة الأزمة.

فالرئيس الأمريكي دونالد ترمب سعى لإرضاء الصهيونية العالمية بموجب سياسة فرّق تسد في منطقة الخليج لجلب البلدان الناشئة والثانوية في البيت الخليجي للتطبيع مع اسرائيل بلدا بلدا، الشيء الذي نجح فيه في آواخر عهد ولايته إلى أن تطبّع الإمارات كبلد ناشئ وطموح في المنطقة مع الصهاينة يتبعها بلدان أخرى غير محورية في البيت الخليجي كالبحرين وأنباء شبه مؤكدة عن سلطنة عمان قريبا، فالمعضلة الكبرى كانت تكمن في السعودية وقطر كبلدان مؤثرة اقتصاديا وإعلاميا في العالم عامة والمنطقة العربية خاصة، وكبلدين لهما ثقل في العالم الإسلامي من حيث التبعية "السلفية" و الإخوانية

فكان لابد من إدارة ترمب تجريد البلدان من قوّة الصمود في إطالة الأزمة وأنّ ملفّات ملغّمة عديدة في يد ترمب وعلى ديبلوماسية كوشنير يحرّكان الأزمة بالنتائج المرجوة من التطبيع وخاصة على المستوى الشعبي الشيء الذي أذهل حتى الصهاينة في كيفية قبول الشعوب العربية بهكذا تطبيع سلس من دون احتجاجات او رفض للمشروع الأمريكي الجديد في منطقة الشرق الأوسط.

فالمصالحة اليوم وتحت غطاء قمّة عربية وخليجية إنما إوامر من إدارة ترمب الراحلة للسعودية وقطر لإنهاء خلافهما كما بدء في قمّة الرياض من سنين وعلى أرضية تطبيعية ملفوفة بغلاف لا تشغيب ولا شغب على مستقبل علاقات الدولتين مع اسرائيل، وعدم فضح المستور من لقاءات نتنياهو بابن سلمان في الرياض وتميم بالدوحة مؤخر وعدم نفي رئيس وزراء اسرائيل ذلك مؤخرا، فإن قمّة العلا بجدة ما هي إلّا بداية التطبيع العلني للدولتين وبسياسات مختلفة تكون قطر هي المبتدئة تتبعها السعودية على أقصى تقدير في نصف ولاية عهد بايدن.

فالبلدان اليوم (السعودية وقطر) يدخلان مرحلة دبلوماسية غير عادية من حيث طيّ الخلافات التي سبّبها بن زايد وطموحاته التوسعية خليجيا وعربيا سبقه إلجامه من طرف ترمب والتلويح بورقة F35 وعدم التشغيب على المصالحة الشيء الذي دفعه لعدم المجيء للقمة والاكتفاء ببروتوكول لا معنى له سياسيا، فالمصالحة الآن وفي هذه الأوقات تحديدا وقبل مغادرة ترمب البيت الأبيض ورقة رابحة له وللتاريخ وللحزب الجمهوري مستقبلا وعدم ترك حل المشكلة بيد الادارة الجديدة حتى لا تُهمل جهوده ويرجع الفضل للحزب الديمقراطي بقيادة جو بايدن وخاصة في انتهاج سياسة امريكية ثابتة لاخضاع المنطقة العربية لإسرائيل وأن الهدف الأسمى من الأزمة وحلّها جرّ السعودية وتحت صمت الآلة الإعلامية القطرية بعد تطبيع البلد وفي المستقبل القريب على تزيين التطبيع في أعين شعوب المنطقة وإحياء ورقة الصلح "السلفية" مع اليهود، الشيء الذي تطمح إليه اسرائيل في الأخير هو مقعد كمراقب أوّلا للقمم الخليجية.

والسلام عليكم

===============

كتبه نورالدين الجزائري

بتاريخ 20 جمادى الاولى 1442 هـ الموافق 05/01/2221

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire