Rechercher dans ce blog

lundi 8 juin 2020

مقال بعنوان " آخر مسمار في نعش القاعدة " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


آخر مسمار في نعش القاعدة


الكلمة الأخيرة للمتحدث باسم الثقب الأسود كانت شاملة ومليئة بالمجريات والأحداث التي عاشها الثقب في الآونة الأخيرة من خرسان إلى بوركينافاسو مرورا بالعراق والشام، حيث بيّن فيها خصيصا العداوة التي بينه وبين تنظيم القاعدة سواء في اليمن أو سوريا أو الساحل الإفريقي، وكيف تحالفت القاعدة مع من كانت تعتبرهم بالأمس القريب أعداءً لها عقيدة ومنهجا وفكرا، الأمر الذي تعجّب له جلّ المتابعين للحركات الجهادية وعلى رأسهما الدولة والقاعدة، فالمتابع للتنظيم أصبح لا يفرّق بينه وبين جماعة الإخوان المسلمين عقيدة وسلوكا، وأصبح البون شاسعا من حيث الايديولوجية القتالية، فما كان يُعد عقيدة قتالية بالأمس عند القاعدة أصبح اليوم من المنبوذات فكريا كقتالها لجيوش التي تحكم المسلمين بعد ما يُسمى بالربيع العربي وعلى لسان أميرها الظواهري وألغت من منظورها مثل هذا التوجّه لتحرير الأمة من بطش طغيان الحكام وراحت حتى تبارك سياسة بعض الحكومات التي جاءت من رحم الثورات كحكومة مرسي في مصر وحكومة هادي باليمن وحتى حكومة المرزوقي بتونس، وزادت على ذلك مباركتها لبعض الجماعات الوطنية التي انخرطت في قتال بعض الأنظمة كما الحال في سوريا والساحل الافريقي، ولم نشهد لها قتالا للحكومات بعد الثورات خاصة كالذي كان في عهد مؤسسها الشيخ أسامة ابن لادن، الشي الذي جعل المراقبين للشأن الجهادي في حيرة من أمرهم وهذا التقهقر والغموض في فهم منهج القاعدة الحالي والتي أصبحت غير منضبطة تنظيرا وعملا وسلوكا، وكيف كانت وأصبحت من وحدة إلى تشرذم.
 فالظواهري لم يعد له سلطانا على أفرعِ القاعدة لا في اليمن ولا في الشام ولا في المغرب الاسلامي ولا في إفريقيا، ناهيك عن غيابه الذي أصبح من المحيّرات والألغاز التي عجز البعض عن تفسيرها من خلال عزم ظهوره في مناسبات ألمّت بالتنظيم من حيث الهيكلة والتصفيات داخل الصفوف إلى الانشقاقات نحو الثقب الأسود لكثير من جنوده، فالرجل غائب تماما عن تنظيمه، فلا عجب من بعض رؤوس التنظير أن لا يرَ في الكلمة الأخيرة للمتحدث باسم الدولة أن لا جديد فيها، فمسايرة الأحداث وبدقة عالية من طرف الثقب الأسود جعلت منظّروا القاعدة لا يرون ما يجري داخل تنظيمهم، بل أصبحوا لا يبصرون خطورة ما وصل إليه التنظيم من تشرذم إلى شبه خبر كان، وما تحذير الثقب في كلمته الأخيرة للتنظيم إنّما من باب قد أُعذر من أُنذر.
والشاهد فيما ألمّ بالتنظيم يدرك أنه أصبح هيكلا من دون رأس ولا مادة رمادية تحرّكه، فهرم القيادة منفصل عن فروع القتال، وجند التنظيم في شتات ما بعده شتات، إلى أن وصل الأمر إلى رؤوس التنظير فمنهم من ينتصر لأشباح ومنهم من شقّ عصى الطاعة وانتصر لفرع من التنظيم والحال بيّن ما بين حراس الدين وهيئة تحرير الشام، فالقوم منقسمون ايديولوجيا ومنهجا إلى أن أصبح هذا يشكّك في الآخر ناهيك عن التلاسن الحاصل بين أفرعها.
 فالقاعدة في اليمن مع حراس الدين في سوريا ولا عداوة لهتش، كما أن الأمر كذلك لقاعدة الجهاد في المغرب الاسلامي بالنسبة لما يجري في سوريا واليمن وانشقاقات في صفوف دروكدال أمير الجماعة في المغرب، والمراقب لهذا التنظيم بالأخص يدرك أن عبد المالك دروكدال في عداوة خفية مع منظّر الجماعة أبو عبيدة يوسف العنابي، وأن الأخير لم يعد يرَ جدوى قتال جيوش المنطقة بخلاف دروكدال الذي لا يريد الاصطدام معها، بل أصبح همّه كيف يُبقي على تنظيمه من خلال تنامي قوة الثقب الأسود في المغرب الإسلامي وخاصة في الساحل الإفريقي، فعدّة جهات تعجّبت من انتقال دروكدال إلى الشريط الحدودي ما بين مالي والجزائر وذلك لسبب وحيد وهو عدة انشقاقات داخل صفوفه في فرع القاعدة في مالي والنيجر وانضمامهم إلى صفوف الدولة وهذا ما بيّنه المتحدث الرسمي للدولة في كلمته الأخيرة .
لكن السؤال المحيّر كيف تنقّل دروكدال مع هرم قيادته والذي تم اصطيادهم تصفيتهم بهذه السهولة، وهل كان ذلك عبر عملية تجسسية أدت إلى مقتله وأعوانه، أم اختراق داخل التنظيم لخلط الأوراق واتهام بعض الجهات المعروفة بتزويد المخابرات الجزائرية والفرنسية بتحركات قيادة تنظيم القاعدة، وهل كلمة المتحدث الرسمي للدولة سرّعت التخلّص من هكذا تنظيم لاستخلافه بأبي عبيدة يوسف العنابي أو آخر على رأسه من جديد والذي لهم عداوة وكراهية شديدة للدولة في ظلّ انتصاراتها وتوسّعها في إفريقيا الشي الذي سيجعل منهم آداة حرب مفتوحة قادمة بين إخوة الأمس، ولتخفيف بعض الضغوط على قوات برخان في الساحل الافريقي.
الشاهد من مقتل دروكدال أن التنظيم سينتقل إلى حرب مفتوحة بينه وبين الثقب الأسود في الأيام القليلة المقبلة، وأن من سيتولى خلافة القاعدة في المغرب الاسلامي سيعلنها حربا حتى ولو تحالف مع أعداء الأمس ضد الثقب الأسود، وأن قتل دروكدال من طرف فرنسا جاء في توقيت مميّز للقوات الفرنسية التي كبّدتها الدولة فشلا في الخطط والخسائر والأرواح والعتاد، وأن حربا بالنيابة سيتولاها فرعا محسوبا على التيار الجهادي الشيء الذي سيعزله أمام أنصاره ويفتضح أمره كقاعدة اليمن وانخراطها مع الشرعية والسعودية والامارات في قتال الدولة هنالك، فإن مقتل دروكدال كمقتل ابن لادن وأفول القاعدة حتمي بلا شك ونهاية التنظيم قريبة جدا وهذا من مكر الله .
والسلام عليكم ...

===============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 16 شوال 1441 هـ الموافق لـ 08/06/2020










Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire