Rechercher dans ce blog

samedi 25 juillet 2020

مقال بعنوان " هل المرأة فعلا لم تكن تخدم زوجها في المجتمع الإسلامي..!؟ " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


   
   هل المرأة فعلا لم تكن تخدم زوجها في المجتمع الإسلامي..!؟


حقيقة، المرء عدو ما يجهل، وما أكثر مَن جهله متفشي حتى في هواه، بل الهوى يكون أحيانا وغالبا بعلم وخبث لنصرة نزوة هنا ومصلحة هنالك، ولكن يوجد فئة من بعض الجهلة أرادوا بجهلهم نصرة عقيدة واعتقادا لم يكن في عُرف الفرق الضالة على مرّ تاريخ الحركات الإسلامية منذ أن غاب حكم الله في ديار المسلمين، بل وقد تفنّن هؤلاء في بعض المسائل وهي أصلا من البديهيات في فهم دور الرجل كمحرّك للمجتمع المسلم ودور المرأة كأمِّين على ذلك المحرّك وخبير صيانة في مراقبة وتنقية ما يمكن أن يعترض ماكينة وسيرورة عجلة النسيج الإجتماعي المترابط بحبل الله وتكليفه ودوره للحفاظ على علاقته بالمسلمة كمرأة وكأم وأخت وبنت وزوجة في المجتمع الإسلامي .. ومن أمثلة ما تقوّل وتجرّأ به علينا هؤلاء أن المرأة في الإسلام ليست بخادمة وغير مكلّفة بخدمة زوجها أو بعلها من حياة اجتماعية، بل زادوا على ذلك أنّ للمرأة الحقّ في أن ترفض خدمات زوجها في البيت، وأنّ لها الحق في رفض طلبات بعلها من أمور معلومة وغير ذلك، واحتجّوا ببعض الأقوال لم يفهموا حتى ظاهر نصوصها، وراحوا يخوضون في تاريخ العبّاسيين الآواخر وفساد بعض حكمهم ودور المرأة في تلك الحقبة من "تمرّد" في مثل المسألة الذكورة، بل من جملة جهل هؤلاء أنًهم لم يفهموا معنى مفهوم الحرائر أو الحرّة عند الفقهاء، وأنّ لمّا كان الإسلام عقيدة قولا وعملا كان الجهاد في سبيل الله على قدم وساق في المجتمعات المتصيّد في مائها العكر، بل تغافل هؤلاء عن دور السّبيِّ من جراء الفتوحات والخدم من إِماء، حينها كانت الحرّة في عزّ وشأن وأن بيتها عامر بما أنعم الله عليها من خدم بسبب الجهاد في سبيل الله، فكانت الحرة حينها لا تخدم إلّا نفسها لترضي زوجها بما أحله الله بينهما، فمن جملة جهل هؤلاء أنهم تغافلوا عن سبب عدم خدمة الحرّة لزوجها وراحوا يبتكرون قصصا من خيال ضلالتهم والمقصود معروف والخراج معلوم. فدعاة التحرّر في جلابيب الناصحين من "شيوخ" ومتفلسفة ودكاترة ضربوا بنصوصٍ من أثر سلفنا - رضوان الله تعالى عنهم أجمعين- عرض حائط المؤسسات الدولية وعلى رأسها رند والجمعيات النسوية المتعددة للأمم الفاسدة ومن أشهر النصوص ما جاء عن إمرة وزوجة التابعي الجليل سعيد بن المسيّب ـرضي الله عنه- وهو في الحلية عند ابي نعيم، حيث قالت:" ما كنّا نُكلّم أزواجنا إلّا كما تُكلِّموا آمراءكم، إذ كانت تقول نساء ذلك الوقت لأزواجهن: «أصلحك الله، عافاك الله» "، والعجيب أن مشيخة اليوم تغافلت عن طاعة المرأة كزوجة أو كأخت أو كبنت لزوجها أو ولي أمرها، وأن سرّ سعادتهم وعزّها واعتزازها بحريتها في ذلك الوقت كان الفضل لحكم الله السائد ولدور الرجل في ساحات الوغى حتى تستطيع المسلمة الحرّة التّمتع بمثل هكذا ملكوت، بل أرادوا بتدليسهم وكذبهم على المسلمة اليوم أن بإماكنها التمرّد على مجتمع الذكور وكان من جملة هذه النّعارات الجاهلية أن أسقطوا الولاية عن المرأة في جزيرة محمد  صلى الله عليه وسلم.
وخلاصة القول وزبدة الكلام من نسف كذب وتدليس بعض ما ذكرنا ما قاله وذكره الإمام الذهبي -رحمه الله تعالى- في كتابه (الكبائر) ما جاء نصّه: "ويجبُ على المرأةِ أيضاً : دوامُ الحياءِ من زوجِها، وغضُّ طرفهَا قدَّامه، والطَّاعة لأمرِه، والسُّكوتُ عندَ كلامِه، والقيامُ عند قدومِه، والابتعَادُ عن جميعِ ما يُسخطُه، والقيامُ معهُ عندَ خروجِه، وعرضُ نفسهَا عليهِ عندَ نومِه.. وتركُ الخيانَة له في غيبتهِ في فراشِه ومالِه وبيتهِ، وطيبُ الرَّائحةِ، وتعاهُد الفمِ بالسِّواكِ، وبالمسكِ والطِّيبِ، ودوامُ الزِّينةِ بحضرتِه، وتركُها الغيبةَ، وإكرامُ أهلهِ وأقاربِه، وترى القليلَ منه كَثيرا."، فأين من قال أن المرأة المسلمة لم تكن في خدمة زوجها أو بعلها وكذبهم على بعض فقهاء الحنفية والشافعية في لَيِّ عنق بعض النصوص وخدمة شهواتهم الذكورية وكلام الإمام الذهبي عسل مصفّى لبعض القلوب والنفوس المريضة، وهذا والله من خدمة بعض الأجندات المذكورة، وأن لأهل العلم فيهم زجر وأقل ما يمكن إنزال العقوبة فيهم أن يُجرّدوا من قوامتهم فليس هنالك فرق ما بين جرأتهم وأنوثة بعض المتمرّدات جهلا على مفهوم حقوق الفرد المسلم والمسلمة في دين الله تعالى...
والسلام عليكم ...

=============
كتبه نورالدين الجزائري
بتاريخ 3 ذو الحجة 1441 هـ الموافق ل 24/07/2020 م.







Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire