Rechercher dans ce blog

dimanche 29 avril 2018

مقال بعنوان : سلسلة الرد على من افترى أن جمعية علماء المسلمين الجزائرية أشعرية ــ الجزء الاول " ... بقلم المدون نورالدين الجزائري


سلسلة الرد على من افترى أن جمعية علماء المسلمين الجزائرية أشعرية
الجزء الاول

يقول الإمام مالك - رحمه الله تعالى-:" أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل لجدل هؤلاء ..؟!"، فيا ليت شعري وقف الشيخ شمس الدين على ما في عقيدته من خلل وجهل بما جاء الرسول وأقرّه على ذلك الصحب الكريم، ويا ليت شعري لم يعلن عن عقيدته المنحرفة في الأصول، في توحيد الله في الألوهية والربوبية والأسماء والصفات وكتم ما يبطن عساه يبقى شيئا من الدهر على ما هو عليه من رمز عند العامة، ويا ليت شعري لم ينبش على ما افترى على أهل المغرب الاسلامي وعقيدتهم وأنّهم وأئمتهم أشعرية، فهل كان الامام أبي الحسن الأشعري ومن بعده الجويني قبل سلف الامّة أم بعدها، وهل دخلوا في القرون الثالثة المشهود لها بالخيرية أم جاؤوا من بعد تأثّرهم بمنطق الكلامية، من المعتزلة والجهمية، وهل وقف على اعتقاد أهل المغرب قبل مجيء المهدي ابن تمورت إليهم أم له كتاب فيه يدرس وينتقي ويعتمد ..!
فالشيخ شمس الدين في كلمته الأخير متحديا بعض رموز "السلفية" في بلدي الجزائر يقول ويؤكد ويزبد على أن أهل السنة في المغرب أشاعرة، وافترى على علمائها من جمعية علماء المسلمين أنّهم كانوا على عقيدة أبي حسن الأشعري وخاصة في الأسماء والصفات، وهذا كذب محض وتدليس ومراوغة منه للتلبيس على الناس ما يعتقده ويدين به من صوفية قبورية متمسّحاً بعقيدة الاشاعرة، ديدنه دين الرافضة في الشرك والتّمسح بما كان عليه آل البيت من اعتقاد - رضي الله عن آل بيت رسول الله أجمعين-، وفِي هذه الكلمة لست متحدّثًا باسم "السلفية" ولكن كمسلم يدين بعقيدة السلف وأئمة الجزائر الحق من الشيخ ابن باديس إلى سحنون مرورًا بالعقبي والتبسي والتلمساني والعلامة الإبراهيمي رحمة الله عليهم أجمعين، وفِي ورقتي المتواضعة هذه سأقف بإذن الواحد الأحد عن الاعتقاد الصحيح لعلمائنا، وتعرية افتراءات الشيخ شمس الدين عليهم، والبهتان الذي قذفه على العامة في مناظرة "السلفية" زعمه، وهذا من باب التضليل العقدي، والذي من حقّنا الرد عليه بما أوتينا من علمٍ بالمسألة، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل ..
ففي تحدّيه للسلفية نوع من الانقلاب على الفهم والعقل والمنطق من الناحية العلمية، فلطالما ناظر السلف من أهل السنّة والجماعة غير الاعلام على المجمل والأثر المبتدعة وفِي عقر دورهم وأوكارهم، وألزموهم الحجّة والبيان وتفنيد الشبه والالتباس عمّا أثْروه و ذهبوا ووصلوا إليه وخاصة في الاعتقاد، وكثير منهم من تاب وعاد وأناب إلى صحيح الاعتقاد بعد البيّنة، وما كان بين الداعي والمدّعي إِلَّا التجرد للحق وطرقه والوقوف عنده، وقد فهِم أعلامنا من الأئمة الكبار من مالك والشافعي وأحمد ذلك، وبيّنوا ان أهل الحق في ثبات من الله، وأن أهل الزيف والزيغ في شبهات من الشيطان، وكيف يأتي الحق إلى الضلال، فالله هو الحق ونعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولذا كان الأعلام يتورعون من مناظرة أهل البدع، فقد جاء على لسان ابن ثور أن الامام الشافعي - يرحمه الله- قال :" كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما أنا فإني على بينة من ديني، وأما أنت فاذهب إلى شاكٍ مثلك فخاصمه .."، فأهل الأهواء في مخاصمة وشكّ من أمرهم مع أهل الحق إلى أن يرث الله الارض ومن عليها وهذه سنّة الأولين والآخرين ..
فقد تجنى الشيخ شمس الدين بالقول على ان أهل المغرب ذو عقيدة أشعرية، وهذا من المغالطات والجهل بمكان مما ذهب إليه من توهّم والتباس، فلقد كان أهل المغرب على عقيدة أهل السنة والجماعة أزيد من خمسة قرون إلى أن جاء المهدي ابن تومرت من رحلته للمشرق ومتأثرا بمناهج المتكلمين من الاشاعرة وخاصة في باب الاعتقاد، حيث يقول إبراهيم التهامي في كتابه ( الأشعرية في المغرب: دخولها، رجالها، تطورها، وموقف الناس منها .. دار قرطبة/الجزائر-الطبعة الأولى/2006-ص: ما بين5و36 ) ما يلي :" لقد ظل المغرب الإسلامي على مذهب السلف في الاعتقاد بظواهر النصوص والصفات الواردة فيها من غير تأويل ولا صرف لها عن مدلولها اللغوي مع التنزيه للخالق عز وجل وذاته العلية عن أن تشبه الذوات وتتصف بصفات المخلوقين، وكذا القول في الوجه واليدين والعين والنزول والمجيء والضحك وغيرها مما ورد إطلاقه على الله سبحانه وتعالى في الكتاب والسنة، فإنهم يمرونه على ظاهره ولا يؤولونه بالذات والقدرة فرارا من الافتئات على الشارع الذي عبر بذلك، ولكنهم يعتقدون التنزيه ومخالفته تعالى للحوادث.
وظل الأمر على ذلك إلى عهد ابن تومرت ورجوعه من رحلته المشرقية حيث عمل على تحويل الناس عن مذهب السلف إلى المذهب الأشعري، وقد تحدث غير واحد من علماء المغرب والمشرق ممن تناول هذه المرحلة بالدراسة والبحث، أو تناول شخصية ابن تومرت، تحدثوا عن دور ابن تومرت الكبير في تحويل المغرب إلى مناهج المتكلمين من الأشاعرة في الاعتقاد .."..
يُتبـــــــــــــع . ..

                                                 =====================
كتبه: نورالدين الجزائري ..
بتاريخ 04 شعبان 1439هـ الموافق 20/ 04/ 2018

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire